دعوات دولية لضبط النفس وتفادي التصعيد في القدس

  • 5/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين متحصنين داخل المسجد الأقصى، أمس، فيما دعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى «أقصى درجات ضبط النفس». وقال وينيسلاند: «رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيداً جديداً». ودخل، أمس، آلاف الإسرائيليين المشاركين في «مسيرة الأعلام» عبر باب العمود إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة محتفلين بمرور 55 عاماً على احتلال الشطر الشرقي منها، وذلك بعد سنة على تصعيد دام مع قطاع غزة تفجّر بعد مسيرة «يوم القدس». وأثارت هذه المسيرة التي ينظمها الإسرائيليون، غضب الفلسطينيين الذين يسعون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وانطلقت المسيرة، الساعة الرابعة بعد ظهر أمس، من القدس الغربية، وسط انتشار أمني كثيف. ولا يشمل مسار المسيرة باحة الأقصى. وبالتزامن مع وصولها باب العمود، فرقت القوات الإسرائيلية عشرات الشبان الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين على بعد مئات الأمتار. وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل نحو «40 إصابة، على الأقل، في محيط وداخل البلدة القديمة» خلال مواجهات نقلت 15 منها إلى المستشفى. وأكدت «الهلال الأحمر» أن الشرطة الإسرائيلية «اعتدت بالضرب على طواقمنا في محيط باب العمود». وقال من جهة أخرى، إن طواقمه في كل من رام الله ونابلس في الضفة الغربية تعاملت مع نحو 60 إصابة خلال احتجاجات رافضة لمسيرة الأعلام ومواجهات مع القوى الأمنية الإسرائيلية. ونزل فلسطينيون إلى الشارع في مناطق عدة في الضفة الغربية المحتلة، وحملوا الأعلام الفلسطينية. ودانت وزارة الخارجية الأردنية «السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك»، معتبرة أن ذلك «تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية»، وحذرت من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة في القدس المحتلة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أمس، عن الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول قوله، إن «اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية تُعتبر انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي». وشدد على أنّ «المسجد الأقصى المبارك، الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه». وطالب الناطق «إسرائيل بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته»، مشدداً على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك. وتعترف إسرائيل بإشراف المملكة ووصايتها على المقدّسات الإسلامية في القدس، التي كانت كسائر مدن الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية قبل أن تحتلّها الدولة العبرية عام 1967. وتشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة توترات ومواجهات منذ أواخر مارس. وقبل ساعات من الموعد المقرر لانطلاق المسيرة، منعت الشرطة خروج بعض الفلسطينيين من المسجد الأقصى مع وصول زوار يهود إلى المجمع. وألقى فلسطينيون حجارة وأطلقوا الألعاب النارية باتجاه الشرطة التي ردت بقنابل الصوت. واندلعت اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل الماضي، خلال شهر رمضان، مع غضب الفلسطينيين من زيادة أعداد الزوار اليهود للمسجد. وتثير «مسيرة الأعلام» في القدس تثير مخاوف من تصعيد جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبدا الوضع متشنجاً، صباح أمس، في البلدة القديمة في القدس، بينما انتشرت القوى الأمنية بكثافة في نقاط مختلفة من القدس الشرقية، قبل ساعات من المسيرة. ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها، إلا أن عدداً متزايداً من اليهود بات يقصد الباحة للصلاة خلسة، وهو ما يثير توترات وتنديداً فلسطينياً. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن «مجموعة صغيرة من مثيري الشغب تحصنّوا داخل المسجد، وألقوا حجارة كبيرة في اتجاه قوات الشرطة الإسرائيلية»، مضيفة أنها «تعمل في المكان»، من دون تفاصيل إضافية. وفي الحي الإسلامي من المدينة القديمة، أقفل معظم التجار أبواب محالهم، ولم يخرج السكان إلى الشارع. وقالت الشرطة الإسرائيلية، إنها نشرت ثلاثة آلاف عنصر لمواكبة المسيرة.

مشاركة :