تَمكن فريق الطوارئ بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، من إنقاذ حياة شابين لَحِقَت بهما كسور وإصابات جسيمة في الوجه والفكين والأطراف السفلية والصدر، بعد تعرضهما لحادث مروري مفزع على الطريق السريع، وأُسعِفا إلى الطوارئ عبر فِرَق الهلال الأحمر. ذكر ذلك الدكتور أحمد العزة رئيس قسم الطوارئ بالمستشفى الذي قال إنه فور استلام مركز القيادة والتحكم، لإشارة من عمليات الهلال الأحمر، قاموا بتفعيل بروتوكول "Trauma Code" الخاص بالإصابات الشديدة بواسطة استشاري طب الطوارئ، وتَبَعًا لذلك تم تكوين فريق طبي من استشاريي الجراحة العامة والعظام والتخدير، وطاقم تمريضي مدرب للتعامل مع مثل هذه الحالات؛ علاوة على إشعار بنك الدم وقسم الأشعة لتجهيز وتوفير ما يحتاجه المريضان أثناء وضعهما على أجهزة التنفس الاصطناعي، وتركيب أنابيب جانبية لسحب الهواء والنزيف الداخلي وتثبيت الفقرات العنقية. وأضاف أنه تم إخضاعهما لفحوصات بالأشعة المقطعية "C.T Scan" على كامل الجسم والدماغ، بالإضافة إلى إجراء الموجات الصوتية والتحاليل المخبرية والأشعة السينية، وقد بيّنت نتائج هذه الفحوصات الدقيقة، هي إصابة أحدهما بكسور مضاعفة في عظام الوجه والفكين، والفخذ والساق الأيمن، واسترواح هوائي، ونزيف بالصدر؛ فيما كانت إصابات الآخر أقل حدة؛ حيث كان يعاني من كسور قوية في الحوض والفخذ الأيسر، وعدم تروية للطرف السفلي لنفس الساق. وتابع الدكتور "العزة": قمنا بسرعة بتركيب أنابيب لسحب التجمعات الهوائية والسوائل الناتجة عن النزيف من داخل الصدر، وكذلك عمل قسطرة مركزية لإنعاش الدورة الدموية من خلال الأدوية التحفظية، وضبط معدلات ضغط الدم، وزودت الحالتان بـ"4" أكياس دم وبكمية مماثلة من أكياس بلازما، عقب ذلك تم تحويلهما للعناية المركزة لمدة 24 ساعة لمتابعة استقرار المؤشرات الحيوية. وأوضح الدكتور "العزة" أن إصابات الأطراف السفلية عَرّضت الرجل اليسرى لخطر البتر بسبب توقف التروية الدموية؛ لكن الفريق الطبي سارع إلى وضع الرجل المتضررة في جبائر مؤقتة، مخصصة لمثل هذه الحالات، مع اتخاذ كل الإجراءات التي تؤمّن التروية الدموية للأجزاء المتضررة، وتَمَكن الفريق الطبي من الإبقاء على التروية الدموية لجزء كبير من القدم، وقد خضع المريضان لعمليات جراحية طويلة ومعقدة، تم فيها إصلاح الكسور؛ خاصة تلك التي لَحِقَت بالوجه والفك، وتثبيت كسور مضاعفة بعظام الفخذ والساق الأيمن للحالة الأولى، وإعادة التروية لجزء كبير من القدم المتضررة للحالة الثانية، وقد تَكَللت كلها بالنجاح ولله الحمد، وتم نقل المريضين من غرفة العمليات، إلى العناية المركزة لمراقبة حالتهما الصحية على مدار الساعة، قبل أن تتحسن حالتهما؛ حيث غادرا المستشفى بحالة صحية جيدة.
مشاركة :