سارة نجيب: أكد السفير الفرنسي لدى مملكة البحرين برنارد رينو أنه لن يتم تغيير الإجراءات المتعلقة بالحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة باريس، مثمنّاً تضامن مملكة البحرين في ظل المحنة التي تمر بها فرنسا. وقال خلال لقاء مع الأيام إن عدد الفرنسيين المقيمين في البحرين يتراوح بين 1100 إلى 1200 شخص وهم يشغلون مناصب عديدة أبرزها مدراء وتنفيذيون، بالإضافة إلى تنظيم المشاريع، وهناك حوالي 300 طالب معظمهم يدرسون في المدرسة الفرنسية، إلى جانب 54 طالبًا فرنسيا في الدراسات العليا. وأشار إلى أن هناك اتفاقية تعاون في مجال التخطيط الحضري بما في ذلك تطوير كورنيش المنامة الواقع بين مسجد الفاتح والسيف، كما أن السلطات البحرينية تعمل جنبًا إلى جنب مع فرنسا لإنشاء معهد للتدريب لمهنة السياحة في البحرين. وفيما يتعلق بالتبادل التجاري، أوضح أن الصادرات البحرينية إلى فرنسا تركزت بشكل أساسي على البترول المكرر، وفي المقابل 80% من الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة في البحرين توفرها إحدى الشركات الفرنسية، وفيما يلي النص الكامل للمقابلة: ] ما قراءتكم لمجريات الأحداث الأخيرة بعد هجمات باريس؟ - كما تعلمون فقد تعرّضت فرنسا للمرة الثانية على التوالي في العام 2015 لهجمات إرهابية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش في الثالث عشر من نوفمبر 2015، وقد حصد هذا العمل الإرهابي أرواح مائة وثلاثين شخصًا وجرح أكثر من مائتين. وأود التأكيد أن فرنسا الآن تتصدى للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا التنظيم الإرهابي، وقد اتخذت فرنسا تدابير أمنية مشددة وتمكنت من إلقاء القبض على مجموعة إرهابية أخرى كانت تخطط لشن هجمات جديدة على فرنسا. وقد لاقت فرنسا دعمًا كبيرًا من حلفائها وفي المرتبة الأولى من ألمانيا وبريطانيا من أجل الحرب ضد داعش، كما تم تعزيز التعاون والتنسيق مع روسيا في هذا الصدد، ونحن إذ نثمن تضامن مملكة البحرين ونعتز بهذه المواقف النبيلة في ظل المحنة التي نمر بها، كما أننا واثقون من أننا سنتمكن من هزيمة هذا التنظيم في نهاية المطاف بالكفاح والإصرار دون أن نتخلي عن احترام مبادئنا التي اعتدنا عليها. ] هل سيتم اتخاذ إجراءات جديدة حيال منح الفيزا للراغبين بالسفر إلى فرنسا؟ - كلا، لن تكون هناك أي تغييرات فيما يتعلق بمنح الفيزا، لكن وبطبيعة الحال الإجراءات ستكون مشددة فيما يتعلق بالدخول من مداخل فرنسا، وأود التوضيح أن عدد المسافرين إلى فرنسا انخفض في الوقت الحالي، لكننا نتوقع ارتفاع العدد مرة أخرى بحلول نهاية العام بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الهجرية. ] كم يبلغ عدد الفرنسيين في البحرين؟ وما أبرز الوظائف التي يشغلونها؟ - يبلغ عدد الفرنسيين المقيمين في البحرين بين 1100 إلى 1200 شخص وهم يشغلون مناصب عديدة أبرزها مدراء وتنفيذيون، بالإضافة إلى تنظيم المشاريع، التدريس، المحاماة، والهندسة وغيرها من المهن في مجالات متعددة أهمها قطاع الخدمات، الفنادق، البنوك، الاستشارات والتعليم. ] ما أبرز مجالات التعاون المستقبلية بين البحرين وفرنسا؟ - نحن نعمل باستمرار على تعزيز مجالات التعاون بين فرنسا ومملكة البحرين، ومؤخرًا تم عقد الاجتماع الثاني للجنة الثنائية الفرنسية البحرينية في باريس وقد ترأس هذه الجلسة السيد جيروم بونافون، رئيس إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية والتنمية الدولية من الجانب الفرنسي وعبدالله عبداللطيف عبدالله وكيل وزارة الخارجية البحرينية، ورحبت اللجنة بإنشاء غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية في البحرين والتي تتمثل مهمتها في تعزيز الأواصر والروابط بين الشركات الفرنسية والبحرينية، وقد نتج عن أعمال هذه اللجنة تحديد أطر التعاون بين البلدين فيما يخص التعليم، اللغة، الجامعات، الثقافة والاقتصاد. ومن المرتقب عقد الاجتماع القادم في العاصمة البحرينية المنامة في العام 2017. من جهة أخرى، هناك اتفاقية تعاون بين السلطات البحرينية والمنظمة الفرنسية إكسبرتيز فرانس في مجال التخطيط الحضري بما في ذلك تطوير كورنيش المنامة الواقع بين مسجد الفاتح والسيف. أما في مجال السياحة، تعمل السلطات البحرينية جنبًا إلى جنب مع فرنسا لإنشاء معهد للتدريب لمهنة السياحة في البحرين. والجدير بالذكر أن السفارة الفرنسية في البحرين وبالتعاون مع الأليانس فرانسيز تعمل على تطوير مجالات التعاون بين فرنسا والبحرين، وبشكل خاص مع المؤسسات الحكومية البحرينية، من خلال مجالات متعددة منها الفنون المسرحية والموسيقى والأفلام والتبادل الفكري والثقافي. ] فيما يتعلق بالتبادل التجاري، كم يبلغ حجمه وأهم أوجهه؟ - شهد العام 2014 نجاحا غير مسبوق في حجم الصادرات الفرنسية إلى البحرين وقد بلغت قيمة هذه الصادرات أكثر من 235 مليون يورو مع زيادة قدرها 70 % مقارنة بالعام 2013. وقد تركزت هذه الصادرات في مجال الطيران بشكل أساسي، أما بالنسبة للصادرات البحرينية إلى فرنسا فقد بلغ حجمها ما يقارب 192 مليون يورو وتركزت بشكل أساسي على البترول المكرر. كما يوجد في البحرين العديد من الشركات الفرنسية أذكر منها سلسلة فنادق أكور، أكسا للتأمين، بنك بي إن بي باريبا، بوشرون، كارفور، كومسيب سيجولك، كريستيان ديور، جيان، إيميريس، لوي فويتون، تكنال وغيرهم. والجدير بالذكر بأن 80% من الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة توفرها الشركة الفرنسية جيان انجي، التي كانت تعرف سابقا ب جي دي اف سويس. وتطمح الشركات الفرنسية بتوسيع نشاطاتها في البحرين وتوقيع عقود لمشاريع ضخمة في المملكة كبناء المطار الجديد، تجديد أسطول شركة طيران الخليج، الخط السادس من إنتاج شركة ألومنيوم البحرين (ألبا)، تطوير شركة بابكو وبالطبع في مجال مشاريع البنية التحتية للنقل والتنمية المستدامة. فإن الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا بين شركة جارمكو البحرينية وشركة فيف الفرنسية بقيمة 47 مليون دولار أمريكي لبناء وحدة جديدة للإنتاج ما هو إلا مؤشر نجاح للتعاون بين البلدين متمنين للشركتين كل التوفيق. ] بالنسبة للشأن التعليمي، كم يبلغ عدد الطلبة الفرنسيين في البحرين، وما أبرز أوجه التعاون؟ - يوجد في البحرين 54 طالبًا فرنسيا في الدراسات العليا. أغلبهم يدرسون هندسة الكمبيوتر في الجامعة الأهلية والباقي يدرسون الميكاترونيك في جامعة AMA. كما يوجد عدد من الطلاب الفرنسيين في المدارس، من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، وهناك ما يقرب 300 طالب وطالب معظمهم يدرسون في المدرسة الفرنسية. مجالات التعاون الجامعي بين فرنسا والبحرين تعتبر قديمة نسبيا في المجالين الطبي والقانوني وهي مرتبطة بشكل أساسي بالتعاون في مجال اللغة، لدعم اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى التعاون العلمي. وتعمل السفارة الفرنسية في البحرين بشكل وثيق مع جامعة البحرين وبشكل خاص مع معهد الدراسات الفرنسية وكذلك مع الجامعة الملكية للبنات والتي أطلقت مؤخرًا برنامجًا لتأهيل الصحفيين بالشراكة مع مركز تدريب وتأهيل الصحفيين في فرنسا. في نفس الصدد، فقد كان إنشاء جامعة French Arabian Business School عام 2012 مكللاً بالنجاح بعد عدة سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل من قبل وزارة الخارجية الفرنسية وجامعة الخليج العربي ومدرسة ESSEC الفرنسية. ويتيح هذا البرنامج، الذي تقدمه الجامعة وبشكل حصري في البحرين، الفرصة للبحرينيين والخليجيين على حد سواء، من أصحاب مشاريع ومهن مختلفة، من الحصول على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال MBA باللغة الفرنسية خلال 18 شهرًا. وتتيح السفارة الفرنسية للطلبة البحرينيين الراغبين في الدراسة في فرنسا الحصول على كل المعلومات اللازمة. كما يتم تنظيم أنشطة متنوعة للترويج للدراسة في فرنسا، وذلك من خلال زيارات للمدارس وللأليانس فرانسيز في البحرين.