تحقيق : عدنان عبدالله يعقوب – طالب اعلام في جامعة البحرين يعرف التعصب بشكل عام على أنه شعور داخلي يجعل الإنسان يتشدد فيرى نفسه دائما على حق ويرى الآخر على باطل بلا حجة أو برهان. ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته. في حين تعرف الموسوعة العالمية الحرة ويكيبيديا التعصب الرياضي أنه حالة تطرف في الآراء لصالح نادي رياضي أو أندية ضد ناد آخر من نفس الدولة أو المنطقة، وعادة ما يكون ذلك مصحوبًا بالإساءة والاستهزاء والسخرية والاتهامات والتجريح غير المبرر، وبشكل يقضي على جمالية اللعبة الرياضية والتنافس الشريف و في هذا التحقيق نطرح بعض طقوس التشجيع التي تصل إلى التعصب ونختتم بآراء إعلاميين واختصاصيين لتحليل أسباب تلك الممارسات وأخطارها . في البداية ماذا يقول الجمهور عن التعصب الرياضي ؟ • المشجع محمد عيد محمد يقول : بصراحة التعصب الرياضي في مملكة البحرين يحدث لأن الشخص يعشق ناديه و يحب أن ناديه يكون في المقدمة دائما و لا يقبل ان يكون ناديه في المراكز المتدنية ، و أنا أتذكر أكثر من موقف بين لاعب في نادي الرفاع وبين مشجع من نادي المحرق ذهب أحد الجماهير و تلفظ على لاعب الرفاع و كانت النتيجة تشير الى تقدم نادي المحرق و خسارة نادي الرفاع و لم يتمالك لاعب الرفاع نفسه بعد استفزازات من قِبل أحد مشجعي وحدث الاشتباك مع المشجع. . واليوم الرياضة في البحرين تتطلب هدوء الأعصاب والتركيز في المباراة فقط وعدم الاستجابة للاستفزازات لأنه في النهاية الرياضة تجمع و لا تفرق . • و يقول انس الحاج مشجع و صحفي : التعصب الرياضي ليس محتوى أو كسب تفاعل ومتابعات، وحب النادي والكيان وحقوقه ليس بإغاظة الآخرين والتقليل منهم، للنوادي دور كبير في حماية الشباب وتنمية قدراتهم وشغل أوقاتهم بالمفيدة … ويجب على نوادي الالتفات إلى ضرورة نبذ وحماية الشباب من التعصب بكل أشكاله ولا سيما التعصب الرياضي فهو يقود إلى ما لا يحمد عقباه و الاّن ماذا يقول المختصون ؟ • تقول فاطمة المتوج حكم كرة سلة و مدير اداري لأكاديميةبروليت لكرة القدم : التعصب الرياضي ينشأ بسبب فرط الإحساس بالانتماء إلى نادي معين . وهذا التعصب يؤدي إلى الشعور بالكراهية تجاه الخصم . و بالتالي ينقسم الجمهور الرياضي على شكل أحزاب تبغض بعضها البعض ، و يصل للاعتداء بالشتم او الضرب . و السبب الأكبر لهذه الظاهرة هي تنشئة الطفل على التعلق بنادٍ معين مع زرع فكرة عدم تقبل الرأي و النقد الآخر و هذا ما يورث لنا التعصب الرياضي . و أضافت : عدم الوعي و قلة الثقافة الرياضية سواء من جمهور أو اعلاميين او مدربين او اداريين و حتى لاعبين سبب ايضا في نشر هذه الظاهرة . ان الرياضة وسيلة للتنافس الشريف ، ويجب أن يتحلى الجميع بالروح الرياضية . فالفوز و الخسارة أمر وارد و الرياضة تجمع ولا تفرق . • و يقول صلاح حبيب مدرب كرة قدم و محلل في قناة البحرين الرياضية : اعتقد ان التعصب الرياضي شيء طبيعي في عالم الرياضة ومن الصعب السيطرة عليه. ولكن التعصب المبالغ فيه وعدم تقبل الخسارة والاتجاه الي منحنى اخر غير مطلوب و بعض المحبين للنادي يتحول حبهم الى عشق كبيرللنادي ومن هنا يبدأ التعصب من اسوء انواع التشجيع هو التعصب الرياضي لأنه يولد الانفلاتات والخروج عن الروح الرياضية والهدف الكبير من الرياضة هو التسامح واللعب النظيفو التنافس الشريف . و أضاف : لا تعجبني المشادات التي تحصل امامي بين جماهير ريال مدريد وبرشلونه التي تخرج عن الروح الرياضية وتصل الى الخصام بينهم وحدثت مشاهد كثيرة امامي بين جماهير الفريقين. • و يقول مازن أحمد الحمادي إعلامي رياضي: التعصب الرياضي ظاهرة منبوذة في المجتمع الرياضي خصوصاً ان الرياضة دائماَ هي التي تجمع ولا تفرق و هناك أمثلة كثير على الرياضة كلها امثلة إيجابية و ان الرياضية يضرب فيها المثل انها هي تصلح ما تفسده السياسة في الكثير من الأوقات هي تجمع الشعوب المختلفة . و الرياضة في النهاية مجال من المجالات المهمة اللي يلتقي فيها الناس بالمنافسة والروح الرياضية ولكن التعصب الرياضي ما زال موجوداً و أنا شخصياً أرى ان التعصب الرياضي في الآونة الأخيرة زادت حدته أكثر من بعد ظهور وسائل الإعلام الجديدة (شبكات التواصل الاجتماعية ) ، و توثرالحسابات الوهمية على الرأي العام بشكل أو بأخر و تعمل على تعميق ظاهرة التعصب الرياضي في المجتمع . و أضاف : علاج هذه الظاهرة صعب نوعاً ما خصوصا في ظل انفتاح الإعلامي فأصبح الكل يدلي بتصريحاته في وسائل التواصل الاجتماعي ، و اعتقد ان العلاج يعتمد على الأشياء الذاتية والداخلية وطريقة تربيتك و كيفتتحكم في نفسك و لا تسيء للغير ، و التعصب الرياضي في الفترة القادمة من الممكن ان يزداد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة و التي اصبحتمأمونة للبعض في التخفي وراء الحسابات وهمية . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ صحيح أن كل شخص لديه ميول، ويعشق فريقه .. وهذا حق مكتسب للجميع، ولكن نتمنى أن هذا العشق لا يخرج عن دائرة الرياضة ، والتحلي بالروح الرياضية، والإيمان بالتنافس الشريف، ولا تحتمل خسارة الأرواح أو صحة الشخص بسبب نتيجة مباراة؛ فلا تتعب نفسك. و يجب نشر الوعي الكافي والابتعاد عن السلوكيات التي لا تنتمي إلى ديننا ومجتمعنا، وأن الرياضة هي وسيلة للسعادة وليست لزراعة الأحقاد بين الناس، يجب على وسائل الإعلام زيادة حملات التوعية لتنبيه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي.. وعلى أولياء الأمور أن يعملوا على غرس قيم الحب والأخوة في قلوب أبنائهم، ونبذ التعصب. و لابد أن نتقبل الأمر أنها مجرد لعبة رياضية وأن الهدف الأساسي من الرياضة هو تهذيب النفس وإراحتها وإبعادها عن الضغوط النفسية، فالرياضة أخلاق .
مشاركة :