صنعاء - دعت الحكومة اليمنية اليوم الإثنين، المجتمع الدولي "للضغط على الحوثيين وضمان استكمال شروط وأسس الهدنة، وبالأخص ملف تعز وإيرادات ميناء الحديدة وتخصيصها لدفع رواتب موظفي القطاع العام". وأكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، خلال لقائه بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، في العاصمة المؤقتة عدن، لبحث جهود انجاح الهدنة واستكمال بنودها "على ضرورة استخدام لغة واضحة وصارمة بشأن عرقلة الهدنة وجهود إحلال السلام في اليمن"، موضحا أن "الحكومة وحرصاً منها على تخفيف المعاناة الإنسانية وإنجاح جهود المبعوث بادرت باستكمال التزاماتها المنصوصة في الهدنة بشأن وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة". وقال "أبدت الحكومة مرونة عالية لإنجاح جهود المبعوث وتماسك الهدنة، في المقابل هناك تعنت وصلف كبير من قبل الحوثيين باستمرار انتهاكاتهم وخروقاتهم للهدنة والمماطلة وتعقيد ملف فك الحصار عن تعز(جنوب غرب البلاد)". وشدد على أن أسس الهدنة وأهدافها إنسانية في المقام الأول" وعدم الالتزام بأي من بنودها الأساسية يهدد فرص نجاحها، خاصة أن الحصار على تعز ضاعف المعاناة الإنسانية على ما يُقارب خمسة مليون مواطن في كافة مناحي الحياة، وكان حاضرا في كافة جولات المشاورات السياسية السابقة". وأشار بن مبارك إلى التزام الحكومة بتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي بـ "ضبط النفس بما يخدم نجاح الهدنة وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فرضتها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني". بدوره أكد المبعوث الأممي أن ملف تعز على رأس أولويات عمله، وأنه يتفهم الموقف الحكومي والشعبي بشأن ملف تعز، وأن النقاشات مازالت مستمرة "وسيحرص وبدعم من المجتمع الإقليمي والدولي على استكمال شروط الهدنة ونجاحها وتمديدها". وفي مطلع نيسان/أبريل الماضي، أعلن المبعوث عن هدنة إنسانية لمدة شهرين في البلاد التي تشهد صراعاً مسلحاً بين الحوثيين والقوات الحكومية ، المدعومة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية، منذ نحو ثماني سنوات، وتتضمن بنود الهدنة فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن مدينة تعز، والسماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، فضلاً عن وقف إطلاق النار. ورغم الهدنة لا يزال العنف يخيم على اليمن حيث أعلن مرصد حقوقي يمني، الإثنين، عن مقتل 9 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، بانفجار ألغام في محافظتي الحديدة والبيضاء غربي ووسط البلاد، خلال أقل من 72 ساعة. وقال "المرصد اليمني للألغام" في بيان: "خلال أقل من 72 ساعة وثقنا سقوط 17 ضحية، بمعدل ضحية كل أربع ساعات في صفوف المدنيين بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون والمقذوفات من مخلفات الحرب". وأوضح أن "الضحايا هم 9 قتلى مدنيين بينهم طفلان وامرأة، و8 جرحى منهم طفلان، في كل من محافظتي الحديدة (غرب) والبيضاء (وسط)". وناشد المرصد "المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، وكافة المنظمات والحكومات الداعمة لحقوق الإنسان، الضغط على الحوثيين للتوقف فورا عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائط المناطق الملوثة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين". والأحد، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة (أونمها)، ارتفاع مقلق لعدد الضحايا المدنيين جراء الألغام، داعية إلى دعم دولي لحل القضية. ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014. وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، وبات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
مشاركة :