لا اعتقد أن بلداً في العالم يماثل المملكة في انماط وحقائق سوق العمل، ولا توجد دولة في العالم تراعي الاجانب وتهتم بشئونهم ولا تضغط عليهم في قوانين الهجرة والبقاء كما هو في المملكة، بلدنا ولله الحمد بلد معطاء ومحب وخيره يعم الجميع، ملايين عامل واكثر يعيشون بيننا معززين مكرمين وحياهم الله، وهذا من خصائص بلدنا التي نفخر بها، وليس لدينا اي خلاف بشأن ذلك بل هم شركاؤنا في التنمية، لكن الذي يعتبر أمراً خارجاً عن المألوف هو حسب الاحصائيات الاخيرة يوجد الف اجنبي عاطل في المملكة من الذكور والاناث يشكلون اكثر من من اجمالي عدد العاطلين لدينا المقدر بحوالي الف سعودي، وارتفعت مؤشرات البطالة للاجانب لتصل الى معدلات مرتفعة توحي بوجود خلل في سياسات الاستقدام، كيف سمح لهؤلاء الاجانب المجئ الى المملكة بدون عقود عمل وكفلاء ؟ هل هم من الذين تخلفوا بعد مواسم الحج والعمرة ؟ هل هم مرافقون؟ هل هم هاربون ؟ هل هم من المستغنى عن خدماتهم ويرغبون البقاء في البلاد؟ اسئلة كثيرة ومحيرة، لكنها في الواقع مهمة جدا، وتؤكد انه لايزال لدينا خلل في سياسات الاستقدام والانضباط في سوق العمل، اين الجهات المعنية من اوضاعهم؟ هل يليق ان يبقوا بدون ايجاد حلول لهم؟ والاهم من ذلك الا يوجد سعوديين بالآلاف المضاعفة يبحثون عن اعمال في السوق، ولا يكون العذر هو تخصصات فنية وخدمية غير متاحة.. الخ فوجودهم يعتبر ضغطا على السوق وعلى فرص العمل المتاحة لابنائنا وبناتنا وهم الاولى في ذلك، ومن الاهمية معالجة اوضاعهم بأسرع وقت ممكن باستمرار حملات تصحيح العمالة والابقاء فقط لمن له حاجة لمصلحة السوق والبلد عامة.
مشاركة :