لم يمنع المملكة العربية السعودية؛ وهي تقتحم بجدارة نادي العالم للكبار، وتحقق منجزاتها وقفزاتها الحضارية والصناعية والسياسية من الإمساك برمانة الميزان من المنتصف. فهي من جهة منطلقة بسرعة مذهلة ولافتة نحو التقدم والتطور والتحديث والعصرنة، ومن جهة أخرى فهي متشبّثة بتراثها وتاريخها وموروثها القديم الضارب في العمق والأصالة. هكذا هي السعودية الجديدة، لم يسرقها الزمن بترسانته المرعبة من الحفاظ على الأصالة والعادات والقيم فهي أمور ذات مكانة بالغة لا يبليها الزمن ولا أعاصير الوقت. تحرص دول العالم على إبراز هويتها الثقافية من خلال "جواز السفر"، حتى يتسنى للعالم معرفة تراثها وأبرز معالمها في شتى المجالات والإمكانات لكل دولة. فعندما يحمل المواطن السعودي جواز سفره يصبح هو الهوية الوطنية له خارج المملكة ليجوب العالم، يتزين صفحات جوازه بــ"الجمل" وهو إرث عظيم وهوية تفخر المملكة العربية السعودية بها على مر العصور بداية من العصر الجاهلي ومروراً بصدر الإسلام والفتوحات الإسلامية وآخرها دخول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. مكانة الإبل في المملكة جسد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بإنشاء نادٍ للإبل اهتمامه بإنسان هذا الوطن وتاريخه وثقافته وتراثه، ورعاية للمهتمين بهذا الموروث القيم وما يمثله من أهمية اقتصادية للقائمين عليه وللوطن بشكل عام. وتعد الرعاية الملكية للتراث والثقافة من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أكبر دليل على اهتمام القيادة في المملكة العربية السعودية بربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير، الذي يشكّل جزءاً من تاريخ البلاد. ويعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل مناسبة وطنية يمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر، ومن أسمى أهدافه التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه، والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال المقبلة وما نادي الإبل إلا محفز وداعم لهذا الاهتمام. وقال رئيس مجلس إدارة نادي الإبل فهد بن فلاح بن حثلين، في تصريح سابق: للإبل تاريخ عريق ومجد للإنسان العربي والسعودي بشكل خاص، ولها مكانة خاصة لدى الشعوب العربية فهي مصدر رزق لهم ويعتمدون عليها في التنقل والمعيشة في الوقت الماضي، ولا زالوا ينتفعون ويعتزون بها ويفخرون بتملكها إلى الوقت الحالي. وأوضح أن نادي الإبل يحقق تطلعات القيادة الكريمة، ويخدم محبي الإبل، وكل ما يتعلق بسفينة الصحراء وملاكها، مشيراً إلى أن نادي الإبل قدم تجربة المملكة العربية السعودية في تنظيم مسابقات الإبل والهجن طيلة العقود الماضية. وبالفعل أصبح مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل محط أنظار العالم من خلال ما قدمه وما سيقدمه في الأيام المقبلة. شعراء يتغنون بالإبل يقول الشاعر سعد بن جدلان - يرحمه الله -: والبّل تعزّ العرب وتطوّل الشرّب يوم الدراهم قليلة والبل شْفاقة ومنوّلٍ ما يعدّ الرجل لْيا غرّب إلا لْيا منّه كسب في غربته ناقة ويقول في صورة نادرة لشعفة سنام الناقة: يرعاه وضحاً شعايفها كما العمّة مدسّمة شرّب الضيفان لا جوها وفي وصف الحمر من الإبل يقول: ما شفتوا الحمر الجراما المزايين اللي حصايرهن كما السدو ممدود كنها من الشيراز تعطي تلاوين حمرا يديهن بيض وخشومهن سود خفافهن ما شذبتها الضلاعين سفرة مضيف ثليم في مصمك العود لا درهمت كنها تحذف بطاطين وإلا تهزّع في حريرٍ وماهود ولعل أجمل ما قيل في الإبل من قصيدة الشاعر الشعبي فراج القرقاح القحطاني: يالله أنا طالبك حمـرا" هـوى بالـي لين روح الجيـش طفـاح جنايبهـا وان برك الجيش حاديها أشهب اللالي لاهي تورد وسيـع صـدر راكبهـا اللي على كورهـا واللـي بالحبالـي واللي على المردفه واللـي بغاربهـا لين روحت مع سباريت الخلا الخالي كن الذيابـه تنهـش مـن جوانبهـا مع بندق رميها ماضـي لـه أفعالـي ومخضب عذبها من ضرب شاربهـا حديدهـا واذكـر الله كنـه ريـالـي كن الحيايـا تلـوى فـي مقاضبهـا آليا لفونـا مـن المقنـاص زعالـي أحد مـدح بندقـه واحـد يعذربهـا بشرتهم بالعشاء من عقـب مقيالـي القايدة مـع مـرد الكـوع ضاربهـا الله يرحمك يـا عـود شراهـا لـي من واحـد جابهـا للسـوق جالبهـا
مشاركة :