أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إدارته لن ترسل أنظمة صاروخية طويلة المدى وقادرة على الوصول إلى روسيا، طلبتها أوكراينا. وتعد هذه أقوى إشارة «تهدئة» أميركية لموسكو، التي تمكنت في الأيام الماضية من استعادة زمام المبادرة العسكرية عبر تركيز عملياتها على منطقة دونباس، واستخدام المدفعية الثقيلة. وكانت صحف غربية أشارت إلى انقسام داخل إدارة بايدن حول الموضوع، مشيرة الى ان «بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن يعارضان تسليم أنظمة MLRS التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر؛ لتخوفهما من أن تُقدِم كييف على ضرب أهداف داخل روسيا، وهو تطور قد يؤدي لتأجيج التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)». ومع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الرابع، جدّدت موسكو تأكيدها أن «تحرير» دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا هي «أولوية غير مشروطة» بالنسبة لها. وفي مقابلة مع محطة TF1 الفرنسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إن الأمر هو «دفع الجيش والكتائب الأوكرانية للخروج من دونيتسك ولوغانسك، اللتين تعترف بهما موسكو كدولتين مستقلتين»، مشيراً إلى «تحرير» دونباس عن «نظام كييف». وعن باقي المناطق الأوكرانية، قال لافروف إنه يتعين على السكان تقرير مصيرهم بأنفسهم. من ناحية أخرى، نفى الوزير «الشائعات التي تفبركها وتنشرها وسائل الإعلام الغربية حول إصابة الرئيس بوتين بأية أمراض أو وعكات صحية»، وقال: «الرئيس يظهر علنا أمام الجميع كل يوم، ولا أعتقد أن العقلاء يمكن أن يروا في هذا الشخص علامات نوع من الأمراض أو وعكات». في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني أنه يتقدم في خيرسون، قرب قرى أندرييفكا ولوزوف وبيلوهيركا، مشيراً إلى أن الجيش الروسي أرسل قوات خاصة إلى ميكولايف، البلدة المجاورة، «بنية استعادة المواقع المفقودة». وإذا استعادت كييف السيطرة على خيرسون، فسيعتبر ذلك تقدماً رمزياً قوياً، إذ استولى الجيش الروسي على هذه المنطقة بالكامل منذ بدء غزوه لأوكرانيا. من ناحيته، أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، اليوم، أن القوات الروسية تقدّمت نحو وسط مدينة سيفيرودونتسك في الشرق حيث تتعرض للقصف منذ أسابيع، وحيث يدور قتال في الشوارع، مضيفاً: «دمرت البنى التحتية الحيوية في سيفيرودونتسك و60 في المئة من المساكن لا يمكن ترميمها». وأكد أن الطريق الذي يربط سيفيرودونيتسك بجارتها ليسيتشانسك ثم بطريق باخموت جنوباً «خطير» جداً بحيث لا يسمح بإجلاء المدنيين ونقل المساعدات الإنسانية. وتقع سيفيرودونتسك وليسيشانك على بعد أكثر من 80 كلم شرق كراماتورسك، التي أصبحت المركز الإداري لدونباس منذ أن استولى الانفصاليون المدعومون من موسكو على الجزء الشرقي من هذا الحوض الكبير في 2014. إلى ذلك، قُتل صحافي فرنسي خلال جهود إجلاء في لوغانسك. وأعلنت الخارجية الأوكرانية أن الصحافي قُتل بقصف روسي استهدف سيارة مدنية كانت ستشارك في عمليات إجلاء من سيفيرودونيتسك. في غضون ذلك، توجهت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة، كاترين كولونا، التي زارت أوكرانيا، اليوم، إلى بوتشا في ضواحي كييف، حيث وقعت مجازر بحق المدنيين، اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكابها. وقالت كولونا بعد زيارتها لكنيسة أرثوذكسية ذات جدران ناصعة بيضاء، عُرضت عليها صور الانتهاكات، «لا ينبغي أن يحدث هذا، ولا يجب أن يحدث مرة أخرى». وكولونا التي التقت لاحقاً الرئيس فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا، هي أعلى مسؤولة فرنسية تزور أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير. وفي شأن آخر بعيدا عن الميدان، اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل حيث يتوقع الإعلان عن استمرار دعم أوكرانيا لمساعدتها في صد هجوم روسيا، ولكن المصالح الاقتصادية تكبحها لفرض حزمة عقوبات جديدة ضد موسكو. ومن المقرر أن يتفق الزعماء خلال القمة التي بدأت اليوم وستستمر اليوم، على أن حزمة العقوبات الجاري إعدادها يجب أن تشمل حظر واردات النفط الروسي عقابا لموسكو، مع استثناء إمدادات عبر خط أنابيب. لكن الزعماء، الذين لم يتمكنوا من الاتفاق على جميع تفاصيل الحظر النفطي، سيتركون الاتفاق النهائي على الحزمة إلى وقت لاحق. وجاء في أحدث مسودة لقرار القمة الختامي اطلعت عليها «رويترز»: «يتفق المجلس الأوروبي على أن الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا ستشمل النفط الخام، وكذلك المنتجات البترولية، التي تزود بها روسيا الدول الأعضاء مع استثناء موقت للنفط الخام الذي ينقل عبر خط أنابيب، لذلك يحضّ المجلس الأوروبي على إعداد الصيغة النهائية والموافقة عليها من دون تأخير، بما يضمن المنافسة العادلة وتكافؤ الفرص في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتضامن بين الدول الأعضاء في حال توقف مفاجئ للإمدادات». وأضافت المسودة أن «الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد سيدعمون إنشاء صندوق دولي لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب، ويريدون بحث إمكانية مصادرة أصول روسية مجمدة لهذا الغرض.
مشاركة :