تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل آخر اهتمامات إدارة بايدن

  • 5/31/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجدد الحديث عن استئناف الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لكن مراقبين يشككون في جدوى هذه التحركات ومدى جديتها، حيث أن إدارة الرئيس جو بايدن نفسها أحوج ما يكون اليوم لترميم علاقاتها المتصدعة مع الرياض. ويقول المراقبون إن الإدارة الأميركية التي تبحث تقديم ترضيات للسعودية لاستعادة دفء العلاقات، سيكون آخر اهتمامها التوسط لإسرائيل في هذا الملف، وأن التحدي الأساس بالنسبة إلى واشنطن حاليا هو سبل تحسين علاقاتها مع السعودية وإقناعها بتغيير توجهاتها على صعيد العلاقات الخارجية وأيضا سياساتها النفطية. ويشير هؤلاء إلى أن ما يثار حاليا من لغط حول تفعيل مسار تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب يندرج في سياق عملية تضخيم خدمة لأغراض سياسية لدى بعض الأطراف وبينها الحكومة الإسرائيلية التي تواجه أزمة متشعبة، وتحاول هذه الحكومة المشكلة من عدة أحزاب غير متجانسة، من جهة حرف الأنظار عن تلك الأزمة، ومن جهة ثانية الترويج لإنجاز في الطريق، للداخل الإسرائيلي يغطي إخفاقاتها. يائير لابيد: مباحثات تجري مع واشنطن حول كيفية التطبيع مع الرياض وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاثنين بأن إسرائيل تجري مباحثات مع الولايات المتحدة ودول خليجية عربية حول كيفية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، لكنه أقر بأن تحقيق تقدم في هذا الشأن سيكون بطيئا على الأرجح. وتزامن ذلك مع أنباء تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة قام بها وفد إسرائيلي مؤخرا إلى الرياض، لبحث العلاقات الثنائية، وهي أنباء ليست بالجديدة فسبق وأن تحدثت هذه الوسائل مرارا عن زيارات لوفود إسرائيلية إلى المملكة، قابلتها الرياض بتجاهل، لإدراكها بأن غايات سياسية تقف خلف مثل هذه التسريبات الإسرائيلية. وردا على سؤال بشأن صحة تقارير أشارت إلى أن إسرائيل ستبحث التطبيع خلال الزيارة المقررة الشهر القادم للرئيس الأميركي إلى إسرائيل والمنطقة، قال لابيد في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي “نبحث الأمر مع الأميركيين، ومع بعض أصدقائنا في الخليج، وبشتى السبل”. وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي أن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية ستكون “عملية طويلة وبطيئة”، وستحتاج وقتا لتحقيقها. وذكر أنه قد يأتي ثلاثة وزراء خارجية إسرائيليين، من بعده، قبل أن يحدث اتفاق بين البلدين. وأكد أنه يجري التخطيط لزيارة سيقوم بها بايدن لإسرائيل نهاية الشهر الجاري، لكنه أضاف أن العمل لا يزال جاريا بشأن كافة التفاصيل. وأعلن البيت الأبيض قبل فترة عن زيارة للرئيس بايدن إلى المنطقة هي الأولى له منذ توليه الرئاسة، وستكون إسرائيل الوجهة الرئيسية، لكن مسؤولين أميركيين لم يستبعدوا إمكانية أن تشمل السعودية للقاء القيادة في المملكة ولاسيما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتجري حاليا محادثات بين المسؤولين الأميركيين والسعوديين لبحث ترتيبات لهذه الزيارة، وآخرها ذهاب مستشارين كبيرين في البيت الأبيض إلى الرياض، وهما منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك، ومستشار الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة آموس هوشستين، والذي يعتبر مقربا جدا من الرئيس بايدن. وذكرت مصادر متعددة أن من بين الملفات التي ناقشها المسؤولان الأميركيان في المملكة استكمال نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية، وهو أمر يحتاج إلى تنسيق أيضا مع إسرائيل. وذكر موقع “إكسيوس” الأميركي أن النجاح في حل هذا الملف سيشكل إنجازا دبلوماسيا للإدارة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط “ويمكن أن يكون خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل”. الإدارة الأميركية تسعى إلى تحسين علاقاتها بالسعودية الإدارة الأميركية تسعى إلى تحسين علاقاتها بالسعودية ويرى المراقبون أن بايدن قد يكون حريصا على تحقيق اختراق في هذا الملف يسوقه للشرق الأوسط، خصوصا وأن أنباء تتحدث عن نية لتنظيم مؤتمر واسع في إسرائيل بحضوره وتشارك فيه أطراف عربية، لكن الأمر لن يتجاوز ذلك إلى العمل من أجل تطبيع كامل، حيث أن لا السعودية مستعدة له، ولا إدارة بايدن نفسها تسعى له في ظل وجود أولويات بالنسبة إليها ومن بينها تذويب التوتر مع الرياض والعمل على إقناعها بضرورة تخفيف اندفاعتها صوب الصين، والمشاركة في الخطوات التي تستهدف عزل روسيا ومحاصرتها اقتصاديا من خلال زيادة ضخ إنتاج النفط. والثلاثاء الماضي قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن المملكة لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل “طالما لم تحل القضية الفلسطينية”. جاء ذلك خلال إجابة بن فرحان عن أسئلة في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس بسويسرا، بحسب مقطع فيديو قصير بثته فضائية “الإخبارية” السعودية عبر حسابها الموثق على تويتر. فيصل بن فرحان: الأولوية حاليا هي دفع عملية السلام إلى الإمام ووفق المقطع، الذي جاء تحت عنوان “وزير الخارجية: لن يكون هناك تطبيع ما لم تُحل القضية الفلسطينية”، سألت مديرة الجلسة عن موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل، بعد أن أشارت إلى تقرير صحافي تحدث عن إمكانية حدوث ذلك. وأجاب بن فرحان قائلا “لم يتغير أي شيء، بالطريقة التي نرى فيها هذا الموضوع.. التطبيع ليس النتيجة النهائية ولكنه النتيجة النهائية لمسار”. ويقول المراقبون إن وضع السعودية مختلف عن باقي الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي تخشى من أن يقود تطبيعها للعلاقات مع إسرائيل إلى فقدانها لزعامة العالمين العربي والإسلامي. ويلفت المراقبون إلى أن المملكة أظهرت استعدادا بأنها ليست منغلقة تماما حيال الانفتاح على إسرائيل، حيث سبق وأن شاركت في مناورات عسكرية ضمت الجيش الإسرائيلي، كما أنها فتحت أجواءها أمام الرحلات الإسرائيلية، لكن أن تجري إقامة علاقات كاملة مع تل أبيب فالأمر مختلف، ويحتاج إلى تنازلات من إسرائيل في الملف الفلسطيني. وكان الأمير محمد بن سلمان صرح في مقابلة أجراها في مارس الماضي مع مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية أن بلاده لا تنظر إلى إسرائيل “كعدو” بل “كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”. وتشهد مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توقفا منذ أبريل 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من الحل على أساس دولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

مشاركة :