نحن لازلنا نُبْحِر في محيط عواطفنا، ونجدف باتجاه جزيرة مكاسبنا، فنتعاطف مع هذا المسؤول المقال، أو نقف في صف ذلك المسؤول المعيّن!! وفي الحقيقة أن هذه النظرة، أو تلك الفزعة، لا تحكمها الأدلة، ولا تعززها البراهين !! بل وفق مشاعرنا الإنسانية، وآمالنا المستقبلية، ونظرتنا العاطفية البحتة!! لكن يجب أن نعرف، ونعترف أننا الآن في زمن العصف والعاصفة، في زمن العزم والحزم، بماتعنيه هذه الكلمات من معنى، وماتحمله من تصور!! ففي السابق كان المسؤول يبقى لفترة طويلة، بل يُعمّر في وزارته !! والتي كانت أشبه بمستعمرة خاصة له !! أو مُلْك قد وهب له، وبناءً على ذلك كانت تلك الشخصية بعيدةً كل البعد عن النقد والانتقاد، فضلاً عن السؤال والمساءلة !! فهي تملك حصانة دبلوماسية ومناعة منصبية والتي تخوّلها أن تفعل ماتشاء، وقت ماتشاء، كيفما تشاء، في أي مكان شاءت من إمبراطوريتها الوزارية!! دون رقيب لأعمالها، أو حسيب لأقوالها !! وفي الغالب لا يتم تغيير أو إقالة تلك الشخصية إلا وهي على فراش المرض، أومصابة بالتخمة!! أقصد العجز، أو الشيخوخة!! ولكن هذه النظرة، وهذا البروتوكول السابق قد تغير، بل أجتث من جذوره !! واستبدل بعبارة البقاء للأفضل!! تم ذلك من خلال وضع المسؤول تحت مجهر الرقابة والفحص والتمحيص!! فأسم المستخدم ؛ لا أحد فوق القانون مساءلةً، ومحاسبة!! وكلمة السر( ماذا حققت)؟!! ماهو إنجازك؟!! فتغيّر تبعاً لذلك نظرة المسؤول، ومسمى المنصب من منصب التشريف إلي منصب التكليف !! منطلقاً من الآية الكريمة ? وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? [ سورة التوبة: 105 ]. ودمتم جميعاً بود ،، الرياض
مشاركة :