السفينة الشراعية الصينية «تشينداوو» تغادر ميناء الإسكندرية

  • 12/15/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد رحلة بحرية استغرقت 45 يومًا، غادرت السفينة الشراعية الصينية «تشينداوو» الميناء الشرقي التاريخي بالإسكندرية مبحرة إلى الصين إحياءً لطريق الحرير الملاحي القديم، ولتستعيد سحر الحضارتين المصرية والصينية العريقتين. ووصلت السفينة إلى الإسكندرية فجر يوم الجمعة الماضي، بعد وصولها لميناء بورسعيد، وأقيم لها السبت، احتفال في مرسى نادي اليخت البحري بالميناء الشرقي الذي كانت ترسو فيه السفن منذ أكثر من 3 آلاف سنة. ويبلغ طول السفينة 35 مترًا وعرضها 24 مترًا، وبها شراع رئيسي يبلغ ارتفاعه 33 مترًا بالإضافة إلى 3 أشرعة صغيرة (فلوك) وبالون أمامي يرفع عندما يكون اتجاه الريح من خلف المركب. عبرت السفينة الشراعية البحار بطاقم قوامه أربعة بحاره من الصين وفرنسا، وتعتبر من السفن ذات الوزن الخفيف الذي يتيح الإبحار في وقت قياسي. واستغرقت رحلة السفينة 45 يومًا، بدأت من الصين إلى ميناء مونت كارلو الفرنسي وصولا إلى الإسكندرية. من جانبه، قال كابتن السفينة «تشانغ إن»: «إن إعادة إحياء طريق الحرير البحري في القرن الـ21 يعد مغامرة ممتعة في حد ذاته، وعبورها خلال قناة السويس الجديدة يعد أمرًا مثيرًا»، مشيرًا إلى أن «وصول السفينة إلى الإسكندرية يأتي ضمن رحلة إبحار في ظل مبادرة الصين (حزام واحد وطريق واحد) وأيضًا من أجل نشر الثقافة الصينية إلى العالم». وقال علي البارودي، المنسق الإعلامي للحدث، لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي رحلة (تشينداوو) في أعقاب الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين، إذ تم تنسيق هذه المبادرة من الحكومة الصينية وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للشراع وبالتنسيق مع المركز الثقافي الصيني المصري بالقاهرة ونادي اليخت المصري». وحضر الاحتفالية قنصل الصين بالإسكندرية، وقائد القوات البحرية، ومحافظ الإسكندرية بالإنابة، ورئيس نادي اليخت، وعدد من الشخصيات المرموقة بمدينة الإسكندرية وعدد من رجال الأعمال المصريين والصينيين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالإسكندرية. ويعود تاريخ طريق الحرير الملاحي القديم إلى أكثر من 5 آلاف عام، حيث كان ينقل عن طريقه الحرير الذي انفردت بسر صناعته الإمبراطورية الصينية لحقب زمنية طويلة، وكان من يفشي سر صناعته يواجه عقوبة الإعدام. وفي أواسط القرن التاسع عشر، أطلق العالم الجيولوجي الألماني، البارون فرديناند فون ريشتهوفن، اسم «دي سيدينستراس» (أي طريق الحرير بالألمانية) على شبكة التجارة والمواصلات البرية والبحرية التي كانت تربط الصين بالعالم القديم. وكان هذا الطريق وسيلة رئيسية للتجارة والتعاون بين الدول الواقعة على طول مساره وكان يخدم مصالح الشعوب، حيث يخترق آسيا وأوروبا وأفريقيا، وانتقلت معه الثقافات الإنسانية فكان له تأثير كبير في ازدهار كثير من الحضارات القديمة الصينية والمصرية والرومانية.

مشاركة :