أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن بلاده قامت بتشديد الضربات ضد «داعش» وتحقيق نجاح في ملاحقة وقتل قادة التنظيم واستعادة الأراضي من سيطرة «داعش» أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى ازدياد وتيرة الضربات الجوية إلى تسعة آلاف ضربة، وإلى فقدان داعش 40 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، فضلا عن النجاح في القضاء على عدد من قادة التنظيم في سوريا والعراق وليبيا. وأعلن أوباما إرسال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إلى منطقة الشرق الأوسط، لحث قادة الدول العربية والخليجية على تكثيف مشاركتهم العسكرية في الحملة الدولية لمكافحة «داعش». وقال أوباما، بعد لقائه قادة البنتاغون ومسؤولي الأمن القومي، صباح أمس، إن استراتيجيته تعمل على أربعة محاور، وهي ملاحقة التنظيم في سوريا والعراق، وتدريب المعارضة السورية والقوات المحلية لتمكينها من قتال «داعش»، والعمل على وقف خطوط التمويل وتجنيد المقاتلين الأجانب، إضافة إلى العمل على إنهاء الأزمة السورية. وقال الرئيس الأميركي، في خطابه للصحافيين الذي استمر لثماني دقائق فقط: «دمرنا معاقل (داعش) ومواقع تصنيع القنابل ومراكز التدريب، ومصافي النفط، ولم يحقق (داعش) أي تقدم في سوريا والعراق، وفقد (داعش) تكريت وسنجار وبيجي في العراق، ونجحنا في إنقاذ عدد كبير من الرهائن من يد التنظيم. إلى ذلك فقد (داعش) أكثر من 40 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق، ويواجه معركة صعبة في الرمادي والفلوجة. أما في سوريا فقد ساندنا الأكراد والسوريين لدفع (داعش) عن الحدود السورية - التركية، ونعمل مع تركيا لتأمين الحدود». وأشار الرئيس الأميركي إلى أسماء قادة «داعش» الذين تم قتلهم في الحملات الجوية، موجها إليهم رسالة قائلا: «لا يمكنكم الاختباء». واعترف بضرورة الإسراع في تكثيف الضربات ضد «داعش» في ظل معاناة السوريين الذين يعيشون تحت وطأة الإرهاب، وضرورة استعراض ومراجعة الاستراتيجية ضد التنظيم بشكل مستمر. ووصف أوباما الحرب على «داعش» بالحرب الصعبة، مشيرا إلى أن التنظيم يأخذ من المدنيين دروعا بشرية، وتعهد بمواصلة ملاحقة قادة الجماعة الإرهابية، ووضع الصعوبات أمام ترويج «داعش» آيديولوجيته في بقية العالم. وكان الرئيس أوباما قد قام بزيارة نادرة لوزارة الدفاع الأميركية لحضور اجتماع لمجلس الأمن القومي حول سياسة مكافحة تنظيم داعش، حيث تلقى تقارير من فريق الأمن القومي حول سبل تعزيز حملة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لملاحقة وهزيمة التنظيم الإرهابي. وقد استمر لقاء أوباما مسؤولي البنتاغون لساعتين، وشارك فيه نائب الرئيس جو بايدن، ووزير الدفاع آشتون كارتر، ووزير الخزانة جاك ليو، ولوريتا لينش النائبة العامة الأميركية، وجي جونسون وزير الأمن الداخلي، ودينيس ماكدونو رئيس طاقم الموظفين في البيت الأبيض، وسوزان رايس مستشار الأمن القومي، وغيرهم. وقد اجتمع الرئيس الأميركي من قبل بمسؤولي البنتاغون في 6 يوليو (تموز) الماضي لمناقشة تهديدات «داعش». وتتعرض الإدارة الأميركية لانتقادات واسعة النطاق حول سياساتها الهادئة في مكافحة «داعش»، وعدم وجود خطة واضحة لإلحاق الهزيمة بالتنظيم، إضافة إلى ما أثاره حادث إطلاق النار في مدينة سان برناردينو جنوب كاليفورنيا من قلق ومخاوف لدى الرأي العام الأميركي من وقوع هجمات إرهابية خلال فترة الأعياد. ومن المقرر أن يجتمع أوباما مع فريقه للأمن القومي مرة أخرى الخميس المقبل، في اجتماع مع مسؤولي المركز القومي لمكافحة الإرهاب.
مشاركة :