تعجبني جداً، الملتقيات والمؤتمرات التي تواكب احتياجاتنا وتطلعاتنا وتُقام ضمنها برامج وآليات وورش عمل نكون في أمسّ الحاجة إليها في الحاضر وفي التوجهات المستقبلية التي تعمل على التطوير وتحفّز الابتكار. هذا بالضبط، ما أراه في كل عام في المؤتمر الوطني للجودة، الذي يبدأ أعماله يوم الاثنين المقبل الموافق 6 يونيو ويستمر حتى الأربعاء 8 يونيو، بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة. وبرعاية كريمة من معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي. وبتنظيم المواصفات السعودية. ويأتي هذا العام تحت عنوان: جودة مستدامة.. لوطن طموح. في حقيقة الأمر، تابعت على مدى أعوام فائتة هذا المؤتمر الذي يبهرنا عاماً تلو الآخر بمستجداته، حيث التحولات المتعاقبة في كافة القطاعات والمتغيّرات المتسارعة والتطلعات الطموحة التي رسمتها رؤية 2030 أدى إلى ضرورة تبنّي منهجيات وآليات تضمن -بإذن الله- جودة مستدامة. ومن هذا المنطلق نلمس حرص الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة على مواكبة تلك التحولات من خلال عقد هذا المؤتمر الذي يستضيف هذا العام المملكة المتحدة لاستعراض خبراتها، بالإضافة إلى نخبة متميزة من خبراء الجودة في المملكة ودول العالم لاستعراض أفضل الممارسات المحلية والدولية ومناقشة أبرز المستجدات والتحديات التي تواجه كافة القطاعات نحو جودة مستدامة.. لوطن طموح. أضف إلى ذلك، يعجبني جداً في هذا المؤتمر أو لنقل الاحتفالية العالمية السنوية لمستجدات الجودة أنه ينقلنا بأهدافه وتوصياته إلى آليات قابلة للتطبيق على أرض الواقع وليست مجرد جمل إنشائية شكلية، حيث تركّز الأهداف على إبراز أهمية الجودة في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى جودة الحياة، وتعزيز دور تطبيقات الجودة والتميّز المؤسسي في تحسّن أداء الأعمال وقيادة التغيير والتحول لدى القطاعات المختلفة كافة. وكذلك إبراز دور الجودة في تحقيق الميزة التنافسية المحلية والدولية للمنتجات والخدمات. ومجموعة مضيئة من الأهداف، ولا يفوتني التركيز على تعزيز ثقافة الجودة وأهميتها لدى الفرد والمجتمع، وأشهد أن هذه الثقافة غيَّرت كثيراً من ثقافة المواطن ورؤيته لنفسه ومجتمعه والمستقبل. باعتقادي، أن المؤتمر الوطني للجودة الثامن هذا العام سيقدِّم «إضافة»، بل «إضافات» كبيرة ومهمة لكافة القطاعات كما عودنا، وبشوق ننتظر نهاية أعماله مع مخرجاته لما يخدم مصلحة هذا الوطن. المؤتمر الوطني الثامن للجودة هو صورة من صور الثقافة الاستباقية، القائمة على ابتكار بيئة عمل تضع في صدارة أولوياتها الإبداع والابتكار، حيث يعمل على تحقيق المواءمة بين الإستراتيجية الوطنية للجودة، ورؤية المملكة، من خلال الجودة والتنمية المستدامة، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، وجودة الحياة.
مشاركة :