كشف مسؤولان خليجيان الثلاثاء عن أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور المملكة العربية السعودية غدا الأربعاء حيث يلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك غداة فرض حظر أوروبي شبه كامل على النفط الروسي، وعشية اجتماع أوبك +. وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إنه من المتوقع أن يلتقي لافروف، الموجود بالبحرين الثلاثاء، بوزراء خارجية السعودية والإمارات وعُمان والكويت والبحرين وقطر في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض. ولم يتضح ما الذي سيركز عليه الاجتماع لكنّ المسؤولين قالا إن الوزراء الخليجيين الستة سيعقدون أيضا اجتماعا عبر الإنترنت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في وقت لاحق غدا الأربعاء دون الكشف عن المزيد من التفاصيل ويرى مراقبون أن زيارة لافروف التي تأتي مع اقتراب انتهاء الاتفاق بين أعضاء أوبك+ المتعلق بالحصص والمطبق منذ أبريل 2020، قد يتصدرها عقد اتفاق جديد لقطع الطريق أمام واشنطن التي أعربت عن رغبتها في إجراء حوار صريح مع السعودية حول القضايا الخلافية، وهو ما يثير قلق موسكو التي تخشى تغيير المملكة لموقفها لاسيما في علاقة بالتزامها مع تحالف أوبك+. والتزمت دول الخليج الحياد في الصراع الروسي - الأوكراني على الرغم من دعوات الغرب لها للمساعدة في عزل روسيا. وقال وزير الخارجية العماني في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية السبت إن الأزمة تتطلب حلا أوروبيا وإن نهج "معنا أو ضدنا" لن يجدي نفعا. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث هاتفيا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الاثنين ملقيا الضوء على أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا. وستأتي زيارة لافروف قبل يوم واحد من اجتماع أوبك+ في فيينا، حيث من المتوقع أن تلتزم المجموعة باتفاق إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه العام الماضي، وترفع المستوى المستهدف للإنتاج في يوليو بمقدار 432 ألف برميل يوميا. وكان لافروف ذكر في وقت سابق أن موسكو “واثقة من صلابة مواقف الدول الصديقة وعدم خضوع حكوماتها إلى الضغوط الأميركية والغربية". وقال وزير الخارجية الروسي إن "كل الدول العربية تتخذ موقفا مسؤولا، إنهم (حكام هذه الدول) يثبتون أنهم يعتمدون فقط على مصالحهم الوطنية وليسوا مستعدين للتضحية بهذه المصالح الوطنية من أجل مغامرات جيوسياسية انتهازية لأي جهة". وأضاف لافروف "لدينا بشكل عام علاقة تقوم على الاحترام المتبادل. نحترم المصالح، والمصالح الأساسية للدول العربية في ما يتعلق بالتهديدات التي يتعرض لها أمنها. وهم (قادة هذه الدول) يتعاملون معنا بالمثل، ويتفهمون التهديدات لأمن روسيا التي كان الغرب يخلقها منذ عقود مباشرة على حدودنا، في محاولة لاستخدام أوكرانيا لاحتواء روسيا، ولإلحاق أضرار جسيمة بنا". وأشار إلى أن "غطرسة التحالف الأنجلوسكسوني لا تعرف حدودا، ونحن نقتنع بذلك كل يوم. وبدلا من اتباع التزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة واحترام المساواة في السيادة بين الدول، كما هو مكتوب هناك، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، فإن الغرب على أساس يومي، من خلال سفرائه ومن خلال مبعوثيه إلى كل عاصمة بلا استثناء، لا العالم العربي فقط بل المناطق الأخرى، يرسل الإنذارات ويبتز بوقاحة". وأوضح لافروف أن "رد الفعل الذي نراه من الدول العربية، ومن جميع الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، يظهر أن هذه الدول لا تريد التضحية بكرامتها الوطنية، إن شئت، والركض مثل الخدم لتنفيذ مهام الرفاق الكبار". وتعرضت السعودية وغيرها من أعضاء أوبك لضغوط شديدة من الغرب لزيادة إنتاج النفط وتهدئة الأسعار في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا. وقاومت المملكة حتى الآن مثل هذه الضغوط، وتقول إن ارتفاع أسعار النفط ناتج عن عوامل جيوسياسية، وصعوبات تتعلق بقدرات التكرير، والضرائب المرتفعة في العالم الغربي وليس بسبب المخاوف المتعلقة بالإمدادات. لكن الغرب لم يتوقف. وقالت مصادر هذا الشهر إن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يبحثون توقفه في السعودية وكذلك إسرائيل بعد أن يسافر لحضور قمتين في ألمانيا وإسبانيا أواخر يونيو. والأسبوع الماضي، زار اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين وهما بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة إموس هوكستين، السعودية. وقال البيت الأبيض إن الاثنين ناقشا الملف الإيراني وإمدادات الطاقة العالمية وقضايا إقليمية أخرى مع المسؤولين السعوديين، لكنهما لم يطلبا زيادة صادرات النفط السعودي. كما تأتي زيارة الوزير الروسي غدة اتفاق زعماء دول الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ على خفض واردات النفط من روسيا بنسبة 90 في المئة بحول نهاية 2022، في مسعى لحرمان موسكو "من مصدر تمويل ضخم" لحربها على أوكرانيا. والتزم تحالف أوبك+ منذ عام 2020 باتفاق يقضي برفع أعضاء التحالف إجمالي الإنتاج كل شهر بـ430 ألف برميل يوميا، ولم يعد يفصل عن نهاية الاتفاق سوى ثلاثة أشهر.
مشاركة :