أثار إعلان شبكة “برافو” الترويجي لبرنامج تلفزيون الواقع “ربات البيوت الحقيقيات في دبي”، جدلا على مواقع التواصل وجذب انتباه السكان المحليين للإمارة الخليجية. والأربعاء الماضي، تم إطلاق مقطع دعائي جديد مدته ثلاث دقائق عن البرنامج، يقدم أول نظرة على المسلسل الذي تدور أحداثه في الإمارات العربية المتحدة. ولأول مرة منذ إنتاجه قبل 16 عاما، يصوّر برنامج التلفزيون الأميركي نسخة من دبي، وعلى الرغم من أن الامتياز بيع إلى أماكن أخرى في العالم، لكن لم يتم إنتاج أي منها عن طريق شبكة “برافو”. ◙ سارة المدني: هذه فرصة بالنسبة إلي لأظهر للعالم الغربي أو العالم بشكل عام، كيف يمكن أن تكون عليه المرأة العربية الحديثة سارة المدني: هذه فرصة بالنسبة إلي لأظهر للعالم الغربي أو العالم بشكل عام، كيف يمكن أن تكون عليه المرأة العربية الحديثة ويشارك في برنامج “ربات البيوت الحقيقيات في دبي” ست نساء يدخلن في جولة من النقاشات الواقعية عن مختلف أوجه حياتهن، بما في ذلك تفاصيل حياتهن العاطفية والزوجية، هن سارة المدني، ونينا علي، وشانيل أيان، وكارولين بروكس، وليسا ميلان، وكارولين ستانبري، إذ يعد العمل بتقديم “الكثير من الأشياء التي لم تكن تتوقع رؤيتها في دبي”، وفقا للمدير التنفيذي المنتج، آندي كوهين. وقالت سارة المدني رائدة الأعمال لوكالة أسوشيتد برس من فيلتها المزيّنة بالصور والمليئة بالجوائز، “هذه فرصة بالنسبة إلي لأظهر للعالم الغربي أو العالم بشكل عام، كيف يمكن أن تكون عليه المرأة العربية الحديثة”. وبدلا من العباءة السوداء التقليدية، ارتدت المدني قبعة واسعة من جلد الغزال مع حلقة بالأنف ووشم مرسوم على ذراعها كتب عليه “Rebel”، وقالت معترفة “أنا لست النموذج للمرأة العربية أو الإماراتية”. وتعتبر المدني الإماراتية الوحيدة في البرنامج، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وجاءت ربات البيوت الأخريات المشاركات في العمل إلى دبي من أماكن بعيدة، بفضل ما تتمتع به من سحر ومقومات الحياة الفخمة. وفي المقابل، استنكر مواطنون في دولة الإمارات برنامج “ربات البيوت الحقيقيات في دبي”، المنتظر بثه الأربعاء، قائلين “إنه لا يمثل الأشخاص الذين يعيشون في الإمارة”. وطالب البعض بإيقافه على الفور ووصفوه بالمقزز، ولا يُمثل المرأة الإماراتية في طريقة الملابس أو محاولة تصوير الثراء الفاحش داخل بيوت الإمارات، وحتى في مستوى الألفاظ والعبارات المُتداولة بين بطلاته. وقال المواطن الإماراتي ماجد العامري عبر إنستغرام، إن المسلسل “لا يمثل ربات البيوت الحقيقيات في دبي”. وأضاف “يظهر المقطع الدعائي نساء يرتدين البكيني على الشواطئ، ويستخدمن لغة قبيحة يمكن أن تخطر ببالك على الإطلاق ويقدمن أنفسهن على أنهن باحثين عن الذهب”. وتابع “زوجتي ربة منزل، وهي لا ترتدي مثل هذا اللباس في الأماكن العامة، ولا تتحدث بهذه الطريقة وقد حققت الكثير في حياتها. إن ربات البيوت في بلدي هم أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا. إنهم العمود الفقري للمساعدة في تربية أطفالنا على النحو اللائق”. وأكد العامري “نعم نحن دولة متسامحة، لكن هذا لا يعني أن الآخرين يستطيعون تجاوز أخلاقنا وقيمنا”. ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الناطقة بالانجليزية عن العامري، الذي يعمل في مجال الطيران ولكنه عضو نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، قوله إنه يريد نشر “رسالة إيجابية” حول العرب والإسلام والشرق الأوسط إلى العالم، لا يزال الكثيرون يعتقدون أننا نعيش في الخيام ونركب الجمال”. وأضاف للصحيفة “أمي اسكتلندية، لذا يمكنني فهم الأمر من كلا الجانبين.. أعتقد أنه إذا كنت ستذهب إلى بلد ما، فعليك أن تنظر إليه من كل زاوية، ثم يمكنك البدء في عمل فيلم وثائقي عنه، فقط لكي نكون منصفين.” وتابع “إنه شعور ردده مازن حايك، المسؤول الإعلامي الإقليمي والمتحدث السابق باسم مجموعة أم.بي.سي السعودية، حين قال إن وسائل الإعلام الغربية بحاجة إلى تجنب تصوير دبي بطريقة أحادية البعد”، مشيرا إلى أن “إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها إظهار أنفسنا وحياتنا الحقيقية في دبي هي وضع محتوى جيد أو حقيقي”. وقال لصحيفة “ذا ناشيونال”، “تفي دبي بوعدها المتعلق بعدم التدخل، لكن موقعها وصورتها وإدراكها في وسائل الإعلام العالمية والمحتوى لا يمكن أن تكون مقبولة أو يكون لها بعد واحد”. وسارع الكثيرون إلى الإشادة بفيديو العامري الذي تمت مشاهدته مئات الآلاف من المرات على منصات مختلفة. لأول مرة منذ إنتاجه قبل 16 عاما، يصوّر برنامج تلفزيون الواقع الأميركي "ربات البيوت الحقيقيات" نسخة من دبي وقالت المدربة الرياضية الإماراتية عبير الخاجة إن الأمر متروك للمجتمع المحلي لإظهار الجانب الحقيقي من دبي. وأضافت أن “إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها إظهار أنفسنا وحياتنا الحقيقية في دبي هي وضع محتوى جيّد أو حقيقي هناك. لا يعني ذلك بالضرورة بصريا ولكن في الكتابة أو اللفظية. وهذا شيء يجب علينا والأجيال القادمة التفكير فيه”. وقالت المدونة فاطمة “هذا النوع من الأشياء لا يمثلنا ولن يمثلنا. أنا فخورة بكل امرأة في الإمارات تعمل بجد من أجل نفسها وعائلتها وبلدها”. وفي تعليق آخر شاركه العامري على خاصية الستوري في حسابه على إنستغرام، قال مشاهد من الولايات المتحدة إن “تصوير ربات البيوت في دبي فاجأني. وأنا أعلم أن هذا ليس صحيحا. سيدات جميلات، يعملن بجد!”. وقالت ليليان التي تنشر على حساب “funkyozzi” على إنستغرام “جمال دبي هو أنها كانت مفتوحة لنا لكي نأتي إليها ونجعلها موطنا لنا، لكن علينا دائما أن نتفهم ونحترم ثقافتها وقيمها. هذه المدينة الرائعة”. يذكر أن وكالة أنباء بلومبيرغ أفردت أخيرا مساحة موسعة للحديث عن العمل ضمن تقرير مفصل تطرقت فيها لحبكة وجوانب العرض الأول للعمل، واصفة فيه بدقة مشاهد مرور الكاميرا على مساحات شاسعة من صحراء دبي وجزيرة النخلة بمنازلها الفاخرة البديعة في هندستها وتكوينها، وانتقالا إلى ناطحات السحاب المتنوعة، وكل ذلك يتبدى بالعمل حسب التقرير، على أنغام لحن يشي بأن المشهد الساحر هذا هو في مدينة أخرى: دبي، وليس مدينة كاليفورنيا الأميركية: موطن انطلاق الامتياز.
مشاركة :