فرض الوداد البيضاوي بقيادة المدرب المغربي وليد الركراكي نفسه فارسا لهذه النسخة من دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم دون منازع، حيث خاض 13 مباراة، فاز بـ9 منها، من بينها 4 انتصارات خارج المغرب تواليا، في كل من مصر والجزائر وأنغولا. كما أصبح الوداد أول بطل لدوري الأبطال، يتوج في موسم عبر فيه دور المجموعات بـ15 نقطة و15 هدفا. وسجل الفريق البيضاوي 28 هدفا، على مدار مباريات هذه النسخة، وهو رقم غير مسبوق للأندية المغربية في دوري أبطال أفريقيا. وفرض الوداد نفسه عقدة للأهلي في نهائي دوري الأبطال، بعدما هزمه أيضا في ختام نسخة 2017. وهذا مع العلم بأن الأهلي أقصى الفريق البيضاوي بعدها من نصف النهائي، في عام 2020، متغلبا عليه ذهابا وإيابا (2-0) و(3-1). ويعد الوداد الفريق المغربي الوحيد، الذي بخر أحلام الأهلي في نهائيات المسابقات الأفريقية، كما أنه حرمه من اللقب الثالث على التوالي. فقد واجه المارد الأحمر الفرق المغربية في 3 نهائيات قارية أخرى، كانت في السوبر الأفريقي، وفاز بها جميعا على حساب الجيش الملكي ونهضة بركان والرجاء، لكنه فشل في تحقيق ذات الإنجاز أمام الوداد. ورقة رابحة اختيار ناجح اختيار ناجح استعمل مدرب الوداد، وليد الركراكي، ورقة المترجي بشكل مفاجئ، حيث أقحم بشكل أساسي اللاعب العائد لتوه من إصابة قوية. ولم يخيب المترجي ظنه، حيث أحرز هدفين ليتصدر مع يحيى جبران هدافي الوداد، في النسخة الحالية لدوري الأبطال، برصيد 5 أهداف. كما أعلن المترجي نفسه متخصصا في هز شباك الأهلي، إذ سجل هدفا في مرماه بنفس كيفية هدفه الأول، خلال مباراة إياب نصف نهائي دوري الأبطال منذ عامين، عندما انتصر الفريق المصري على أرضه (3-1). قال المترجي بعد المباراة “سنعمل ما في وسعنا دائما من أجل الجماهير ونعدهم بتحقيق البطولات. سنسعى بقوة إلى تحقيق الثلاثية هذا العام”. وعن هدفيه، أضاف “قبل افتتاح التسجيل، تذكرت هدفي بالأهلي في القاهرة (1-3 في إياب نصف النهائي 2020) وفكّرت بالتسديد بالطريقة نفسها، ووقتها قد سجلت وخسرنا، أما اليوم فقد سجلت وتوجنا باللقب". المغرب ضمن أن يكون كأس السوبر الأفريقي مغربيا خالصا للمرة الأولى في التاريخ، حيث يواجه الوداد نهضة بركان وحرم الوداد ضيفه الأهلي من كتابة التاريخ والتتويج باللقب للمرة الثالثة توالياً والحادية عشرة في تاريخه، وأكد هيمنة الأندية المغربية على المسابقتين القاريتين لهذا الموسم بعدما كان نهضة بركان قد توج بلقب كأس الاتحاد (الكونفدرالية) الأسبوع الماضي. ينحدر المترجي من مدينة الدروة في إقليم برشيد (وسط) وترعرع في مدينة الدار البيضاء وسط عائلة تعرف بتشجيعها للقطب الأحمر في المدينة. بدأ مزاولة اللعبة في أحياء الدار البيضاء، قبل أن يلتحق بالفئات العمرية في الوداد حيث أبان عن موهبة مميزة في خط الهجوم إذ يجيد اللعب كرأس حربة صريح أو كجناح أيسر. في العام 2014، تم ترفيعه للفريق الأول وهو في الثامنة عشرة، كما لعب مع منتخب تحت 17 عاما. ولفت أنظار كشافين أوروبيين في تلك الفترة، وذكرت تقارير صحافية أن يوفنتوس الإيطالي مهتم بخدماته. وقرّر النادي الأحمر إعارته إلى حسنية أكادير في موسم 2016-2017 حيث خاض 11 مباراة، ثم أعير إلى أولمبيك خريبكة في الموسم التالي حيث قدم مستوى مميزا بتسجيله 10 أهداف في 24 مباراة. مع عودته إلى الوداد، مرّ اللاعب بفترات متفاوتة، حيث لم ينسجم مع الفريق في الحقبة الأولى للمدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي قرر استبعاده بسبب ضعف الأداء في بعض المباريات التي شارك فيها كبديل. لكن شيخ المدربين أعاده تدريجيا إلى أجواء الفريق، حيث تألق على نحو لافت ليحجز مكانا في التشكيلة الأساسية. تذبذب الأداء موعد مغربي - مغربي عانى اللاعب من تذبذب الأداء وانتقادات الجماهير في موسم 2019-2020، حيث صبّ مناصرو الفريق غضبهم على المترجي أثناء مباراة الدفاع الحسني الجديدي، بعدما عمد إلى نزع قميصه ورميه على الأرض. تم إدخاله إلى المستشفى حينها بعد أن ضرب يده على طاولة زجاجية ما تسبب له بجرح عميق، وذلك على إثر قرار إدارة النادي إبعاده عن الفريق الأول وإلحاقه بفريق الرديف. طالبت الجماهير حينها بتسريح اللاعب، كما خططت إدارة رئيس النادي سعيد الناصيري لبيعه الصيف الماضي. نشر المترجي حينها مقطعا مصورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال متوجها للجماهير "مرّة أخرى أعود لأطلب منكم الصفح عما بدر مني سابقا. كل واحد منا معرض للخطأ وأنا هنا أكرر اعتذاري وأعدكم بعدم تكرار هذا السلوك مستقبلا". لم يسبق في تاريخ الكرة المغربية أن توج ناديان بالمسابقتين القاريتين بالموسم نفسه، وهو ما يعكس طفرة المواسم الأخيرة وأضاف "أحتاج إلى دعمكم وسأقدّم كل ما أملك من جهود لإرضائكم". ومع عودة البنزرتي للإشراف على الفريق الموسم الماضي، أبدى ثقته بالمترجي وراهن عليه. تبدّلت آراء الجماهير التي كانت تطالب بتسريحه، حيث سجل 10 أهداف في 18 مباراة في البطولة المحلية، وتعزّز بقاء اللاعب في ناديه الأم بعدما وقّع الاتحاد الدولي فيفا على عقوبة ضد النادي قضت بمنعه من التعاقدات. وفي الموسم الحالي، تألق اللاعب إذ سجل في الدوري المغربي هدفين في 11 مباراة خاضها، وفي البطولة الأفريقية 5 أهداف في تسع مباريات، بما في ذلك هدفا النهائي، ليفي بوعد قطعه للجماهير. وضمن المغرب أن يكون كأس السوبر الأفريقي مغربيا خالصا للمرة الأولى في التاريخ، حيث يواجه الوداد نهضة بركان الذي أحرز كأس الكونفدرالية الأفريقية. ولم يسبق في تاريخ الكرة المغربية أن توج ناديان بالمسابقتين القاريتين بالموسم نفسه، وهو ما يعكس طفرة المواسم الأخيرة. ففي المواسم الـ6 الأخيرة، توج الوداد بـ3 بطولات قارية (2 دوري أبطال وسوبر)، مقابل لقبي كونفدرالية للرجاء وسوبر، ولقبي كونفدرالية لنهضة بركان.
مشاركة :