قال فائز بجائزة "بوليتزر" في تعليق نشره منفذ ((سالون.كوم)) الإعلامي الأمريكي إنه في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة تقديم مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، "فهي عالقة وسط دوامة النزعة العسكرية الجامحة المميتة"، والتي تتسبب في تدهور معيشة الأمريكيين. وكتب كريس هيدغز في التعليق الذي صدر الأسبوع الماضي إنه في حين قامت الحكومة الأمريكية بتخصيص قرابة 40 مليار دولار أمريكي في شكل دفعة أخيرة من المساعدات لأوكرانيا، فإنها بالكاد تبذل أي جهود لتحسين البنية التحتية التي تعود إلى عقود من الزمن، أو إعفاء ديون الطلاب، أو معالجة عدم المساواة في الدخل، أو إطعام الأطفال الجائعين أو ضبط العنف المسلح، من بين قضايا داخلية أخرى. وذكر في المقال، الذي نشر تحت عنوان "العودة إلى الحرب الدائمة هنا: أولا سوف تفلس أمريكا، ثم تدمرها"، أن معظم المساعدات الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا ذهبت إلى مصنعي الأسلحة مثل ((رايثيون تكنولوجيز)) و((جنرال دايناميكس)) و((نورثروب غرومان)) و((بي إيه إي سيستمز)) و((لوكهيد مارتن)) و((بوينغ)). ولدى إشارته إلى أن هذه "ليست سوى البداية"، أوضح أن "اقتصاد الحرب الدائم، المعمول به منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، دمر الاقتصاد الخاص وأفلس الأمة وبدد تريليونات الدولارات من أموال دافعي الضرائب". وأفاد أنه الآن في الولايات المتحدة، من السياسيين إلى وسائل الإعلام الرئيسية، لا أحد يبرز لمعارضة اقتصاد الحرب الدائم أو الحد من تجاوزاته، مضيفا أنه "تم شراء الحزبين الحاكمين من قبل الشركات، وخاصة المقاولين العسكريين. والصحافة تقوم بدور هزيل وخانع أمام صناعة الحرب". ولفت الكاتب، والذي هو أيضا كاتب عمود في ((شيربوست)) إلى أن خبراء الإستراتيجيات العسكرية يستثمرون في نظريات خيالية للحروب المستقبلية لكنهم يتجاهلون دروس الماضي، مما يضمن حدوث المزيد من الفشل الذريع، في حين ترفض الطبقة السياسية قبول ظهور عالم متعدد الأقطاب والتراجع الواضح للقوة الأمريكية. وحذر من "أننا سندفع ثمنا باهظا جدا لهذه المهزلة".
مشاركة :