أطلقت مدينة بوله بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين مؤخرا حملة ثقافية لتزيين صناديق إشارات المرور في شوارعها برسوم فنية مبهجة، حيث جذبت الحملة مشاركة فنانين متطوعين من مدارس فنية متنوعة. وقال يانغ سو مينغ، رسام عمره 57 عاما، مازحا عن رسمة أبدعها بريشته على صندوق إشارة مرور عند تقاطع لأحد الطرق في وسط المدينة، إن "الرسمة تتميز بقليل من الانطباعية في زاويتها اليسرى العلوية ". ويستخدم متطوعون كثيرون مثل يانغ مواهبهم لإضفاء لمسة من الحيوية على شوارع المدينة. وأضاف يانغ قائلا "إنها خيالية وجميلة". وخلافا للرسوم الجدارية في أماكن أخرى، لا تعد الرسوم بعلب الرش والتعليقات التوضيحية الجريئة أمرا شائعا في شوارع بوله، بينما تتميز تعابير الفن بالإبداع والجماليات الصينية. ولدى إشارته إلى أنه فنان للرسم الزيتي، قال يانغ "إن زهور اللوتس تظهر بشكل متكرر في لوحات الرسوم الصينية التقليدية بالحبر. والآن، أستخدم الأكريليك لتصويرها بتفسير حديث للسطوع". وقد تطوع يانغ لرسم العديد من إبداعاته الفنية على صناديق إشارات المرور. أما في المدينة بأسرها، فقد اكتمل تحويل ما يزيد عن 160 صندوقا لإشارات المرور إلى لوحات فنية صغيرة، بفضل الأعمال الفنية التي أبدعتها أنامل 65 متطوعا. واستطرد يانغ في شرح رسمه قائلا: "أحاول إضافة تفاصيل أكثر إلى زهور اللوتس. وما زلت بحاجة إلى صقل السيقان. آمل في أن يقنع هذا الرسم المارة بأنه جزء من الطبيعة". ومن شأن الملاحظات الدقيقة في الحياة الحقيقية أن تعزز إبداعات الفنانين. وعلاوة على ذلك، هناك دائما مكان للفكاهة في فنون الشارع. ففي مركز تجاري بالمدينة، يقوم تشانغ ون بين بإضافة حيوية إلى بعض الشخصيات الكاريكاتورية. وقال تشانغ إن "صناديق إشارات المرور هذه تبدو معدنية وباردة. ومن المؤسف أن تبقى هكذا بلا ألوان ودون أن يلاحظها أحد في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان. يرغب الناس في رؤية شخصيات كرتونية اعتادوا عليها والتقاط صور معها". وتعد بيئة العمل لهؤلاء الفنانين صعبة. فعلى سبيل المثال، لابد لتشانغ أن يضغط جسمه في فجوة بين صندوقين لإشارات المرور. وإذا أخرج رأسه من بين الصندوقين، فقد يفاجئ المارة. وقال تشانغ "لقد قمت بالرسم على هذه الصناديق لمدة سبع ساعات على الأقل اليوم. هذه خدمتي للمدينة. لن أتقاضى مقابل هذا أبدا". وكان للأطفال مشاركتهم ورؤيتهم البسيطة والدينامية أيضا للرسم على صناديق إشارات المرور. ومن بين مجموعة من الأطفال ظلت لساعات ترسم لوحة على أحد الصناديق، قال هان جون يانغ، وهو تلميذ عمره 10 أعوام، إن "رسمتنا تصور مدينة المستقبل. ففي هذه المدينة، سنحتضن غابة بخضرة أكثر ومياه أنظف. وسيعيش الناس والحيوانات في وئام". وقال فان ون جي، وهو شاب عمره 32 عاما ظل يتابع عن كثب هؤلاء الفنانين الصغار، أن "هؤلاء الأطفال ربما لم يدركوا الفكرة الأساسية للتنمية الثقافية. ولكن من خلال الرسم على هذه الصناديق، فإنهم يجعلون مدينة بوله مكانًا أفضل".
مشاركة :