نجح فريق طبي بمركز طب وجراحة المخ والأعصاب، بمجمع الدكتور سليمان الحبيب بالعليا، في إجراء عملية معقدة لإزالة ورم كبير متغلغل في الدماغ والشريان الأعظم، وسَبّب للمريض (شاب أربعيني) مضاعفات خطيرة؛ أبرزها نوبات تشنج حادة ومتكررة. وقال الدكتور هاني عبدالعزيز استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج: راجع المريض المستشفى بسبب إصابته بنوبات التشنج، أدت إحداها إلى سقوطه وإصابته بخلع في الكتف، وضعف في حركة الأطراف العلوية والسفلية اليمنى.. وعلى الفور أجريت له فحوصات؛ أهمها الرنين المغناطيسي، وصور الأشعة، وكذلك التحاليل المخبرية. وأضاف الدكتور هاني عبدالعزيز أن نتائج الفحوصات أظهرت وجود ورم كبير في المنطقتين الأمامية والوسطى من الدماغ، وتغلغله في الدماغ مع وذمة دماغية كبيرة؛ مما أدى إلى انسداد الشريان، وإصابته بإزاحة دماغية، بسبب الورم والذمة.. على إثر ذلك قام الفريق الطبي بدراسة نتائج الفحوصات والوضع الصحي للمريض جيدًا، ووضع خطة علاجية متكاملة، وأُخضِع المريض لجراحة دقيقة تم فيها استئصال الورم بشكل كامل باستخدام تقنية الميكروسكوب الجراحي المتطور "Pentero"، مع متابعة وظيفة الدماغ، كما تم استئصال الأجزاء المتأثرة من الأم الجافية والشريان الأعظم الذي تم تحريره من الضغط. وقد اكتملت العملية بنجاح تام ولله الحمد، وتم تحويل المريض إلى العناية المكثفة؛ حيث بقي لمدة 3 أيام، وبدأت حالته في التحسن بسرعة كبيرة مع العناية الطبية الحثيثة، ولاحقًا تم تحويله إلى جناح الجراحة، وخضع لفحص الجهاز العصبي الكامل وجاءت النتائج طبيعية ومتسقة مع التطور الإيجابي الكبير الذي طرأ على حالته. وتابع د.عبدالعزيز: أثناء فترة تنويمه بالمستشفى استعاد قدرته على تحريك أطرافه وذاكرته بشكل كامل، وقد غادر المستشفى بعد 7 أيام من العملية مشيًا على قدميه، متخلصًا من كل الأعراض التي جاء بها إلى المستشفى. ووصف الدكتور عبدالعزيز العمليةَ بالمعقدة والدقيقة، وأرجع ذلك إلى ضخامة حجم الورم الذي بلغ "6 x5 x4"، وتغلغله في الدماغ، والتصاقه بمراكز حساسة بالمخ؛ مشيرًا إلى أن كفاءة الفريق الطبي، والتجهيزات المتقدمة التي يحظى بها مركز طب وجراحة المخ والأعصاب بمجمع د.سليمان الحبيب الطبي بالعليا، ساعد في إنجاح العملية، وإنقاذ حياة الشاب بفضل الله من مضاعفات خطيرة؛ كالدخول في غيبوبة أو شلل الجانب الأيمن أو حتى الوفاة؛ حيث إن 30% من مثل هذه الحالات تنتهي بالوفاة لا قدر الله.
مشاركة :