الشاهين الاخباري أمامنا العديد من الدراسات التي تحذر من تأثير الهاتف المحمول في الأطفال، الذين كانوا يستمتعون بالأمس بتقليب صفحات الكتب المليئة بالصور الملوَّنة، والاستماع بشغف إلى حكايات الأمهات والجدات، أما اليوم فقد ازداد عدد الأطفال الذين ينقرون على شاشات الهاتف المحمول، ويمضون الساعات في صحبتها. هو تطور تكنولوجي، لكن الأطباء الذين يتابعون صحة الطفل يدقون ناقوس الخطر على صحته، والآباء في حالة من القلق والانزعاج؛ تخوفاً من تأثير ذلك في أطفالهم جسدياً ونفسياً، وفي دراستهم وعلاقاتهم الاجتماعية أيضاً. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية؛ للشرح والتفصيل. شكوى الآباء من الهاتف المحمول يعاني الكثير من الآباء والأمهات من قضاء الأطفال المزيد من الوقت أمام شاشة الموبايل أو الكمبيوتر؛ ما يطرح في أذهانهم العديد من التساؤلات عن تأثير هذه الأجهزة في أطفالهم، وهل تؤثر في أدمغتهم؟ هل تقلل من نشاطهم الاجتماعي؟ هل تضر بهم عاطفياً؟ هل بسببها يمكن أن يتأخر الطفل في الكلام؟ الآباء بالأمس كانوا يعانون من طول ساعات مشاهدة الأطفال للتلفاز، وكانوا يحذرون على مدى عقود من أن يُصابوا بـ«العيون المربعة»، وهي العيون التي اعتادت مشاهدة جهاز التلفزيون المربع الشكل. معظم الآباء يشكون ابتعاد أطفالهم عن عادة القراءة المفيدة، وعن متابعة القصص والروايات الهادفة التي تحكي عن بطل ما في مجال ما، القراءة التي تنمي العقول وتفسح المجال لتفتح ذهن الطفل وتجريب خيالاته. التأثير الصحي الضار للهاتف المحمول في الأطفال حمل الهواتف المحمولة له تأثير شديد الخطورة في صحة الطفل، جسدياً ونفسياً، وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء إصابة الأطفال بالتوحد، وصعوبات في التعلم، وقلة الحركة والنشاط، وربما يتفاقم الأمر بأن يُصاب الطفل بنوبات صرع. كما أن الاستهلاك المفرط للهاتف المحمول لدى الأطفال يبطئ تطور اللغة، وله صلة كذلك باضطراب نقص الانتباه، مع فرط النشاط، ويزداد هذا الخطر خاصة مع زيادة عدد الأطفال الصغار الذين يلعبون بهواتف آبائهم. وأشار بحث أُجرى في ألمانيا إلى أن نحو 70 بالمائة من الأطفال في سن ما قبل المدرسة، يلعبون بهواتف آبائهم الذكية لأكثر من نصف ساعة يومياً، وهذا خطأ كبير. وينصح الآباء الذين لديهم أطفال صغار أن يستشيروا المعنيين بشأن الإدمان الإلكتروني، الذي يظهر من خلال فحوصاتهم؛ فالآباء يلاحظون ولكن الأطباء يفحصون ويسجلون أرقاماً تشير إلى أمراض يعاني منها الطفل تأثراً بملازمة الهاتف المحمول. أضرار أشعة الهاتف المحمول وهناك أبحاث أُجريت على الأطفال منذ عامِ 2014، أظهرت الأضرار الكبيرةً الناجمةً عن استخدام الهاتف المحمول لساعات طويلة، وإن كان في المذاكرة، وكذلك الأجهزة الأخرى؛ حيث تُسَبِّب أمراضاً مثل السرطان، بسبب أشعة الميكروويف المنبعثة من الهواتف المحمولة وتأثيرها في صحة الأطفال. وتحليل ذلك أنَّ معدل امتصاص الأنسجة الموجودة في الدماغ تكون أكبر، وقشرة الجمجمة تكون أرق، وخاصةً عند الأجنة؛ لذلك فإن التعرض المفرط لأشعة المحمول تعرِّض الغلاف الواقي للخلايا العصبية في الدماغ للتلف. تابع: أضرار الهاتف المحمول كما أن الضوء المنبعث من الهاتف المحمول يُلْحِق الضرر بالعيون؛ لأن هذا الضوء يعرِّض العين إلى الشيخوخة المبكرة ويجهدها، كما يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بالضمور البقعي، المرتبط بالتقدم بالعمر الذي يمكن أن يتسبب بفقدان البصر. وكذلك يؤثر استخدام الهاتف المحمول بشكلٍ كبير في شبكية العين، ويُسَبِّب مشكلات في النوم كالأرق، خاصة إذا لعب الأطفال بالأجهزة الذكية قبل فترةٍ قليلةٍ من النوم. ولحماية أعين الأطفال خلال اللعب بهذه الأجهزة يفضَّل أن يريح الطفل عينه بالنظر بعيداً عن الجهاز لمدة عشرين ثانيةٍ كلَّ عشرين دقيقة، ويجب أن تُفحص أعين الأطفال بشكل دوري ما بين عمري خمس سنوات وثلاثة عشرَ عاماً. في عصرنا الحالي أصبحَ الأطفال يعانون من مشكلات العظام، وذلك بسبب استخدام الأجهزة الخلوية واللوحية والحواسيب لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن؛ ما يزيد الضغط على الأعصاب، والأربطة، وعضلات وأقراص العمود الفقري. وبطبيعة الحال ألم العمود الفقري يزيد الشعور بوجع الظهر والرقبة والصداع، وقد يُعرِّض الطفل إلى الإصابة بالتهاب الأوتار أو الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي؛ لذا يُنصح بوضع وسائد تحت الساعدين لرفع يدَي الطفل. مشكلات في الاستقلالية؛ بمعنى أن يعاني الأطفال والمراهقون حالةً من عدم الاستقرار والثقة، بسبب اتصالهم الدائم والمستمر بالهواتف المحمولة؛ فأصبحت تقريباً النوع الوحيد الذي يمارسونه اجتماعياً في الاختلاط بالعالم الخارجي. وهذا سبب الكثير من المشكلات النفسية، بدليل أنَّ معدل الاكتئاب وغيرها من الأفكار التي تُوصِل إلى الانتحار زادت بين المراهقين من الصف الثامن إلى الصف الثاني عشر. تأثير الهاتف المحمول في الرضيع الهاتف المحمول يؤخر كلام الأطفال الرُّضَّع وفي هذا الشأن كشفت الدراسات أنه كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين في استخدام شاشات المحمول؛ زاد احتمال تعرُّضهم للتأخر في الكلام. وفي الدراسة التي شملت نحو 900 طفل، أبلغ الآباء عن الوقت الذي يقضيه أطفالهم باستخدام الشاشات، ووجد الباحثون أن الوقت المثالي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية هو ساعة فقط. كما أوضح الباحثون أن كل زيادة 30 دقيقة في الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام المحمول ارتبطت بزيادة 49٪ في خطر ما يسميه الباحثون بتأخير الكلام التعبيري. وأوصى الباحثون بضرورة منع الأطفال الأقل من 18 شهراً من استخدام الأجهزة الإلكترونية، بخلاف الدردشة المرئية مع العائلة؛ لأنها يمكن أن تُسَبِّب تشتيت الذهن للطفل الصغير، ويمكن أن تُسَبِّب قطعاً في العلاقة بينهم وبين والديهم. نصائح بسيطة للآباء أشغلي وقت طفلك بأمور خاصة بدراسته أو لعبته الرياضية المحببة لديه، واجعلي المحمول جائزته لساعة من الوقت يومياً، خاصة في العمر من 3-8 سنوات. لا تنشغلي أنتِ بالمحمول أمام أطفالك، بسبب العمل أو الحديث أو لممارسة لعبة ما لساعات تطول، ثم تطلبي منهم أن يكفوا عن استخدام الهاتف المحمول. أعدِّي أنتِ وأفراد الأسرة بعض المناسبات الترفيهية أو الرحلات الاستكشافية، أو زيارات للأقارب والأجداد، واصطحبي الأطفال معك، من دون هواتفهم الحمولة. لا تقفي لهم على كل دقيقة يحملون فيها المحمول، اتركيهم أحياناً، ولكن من دون مبالغة؛ حتى لا يلجئوا لحيل ظاهرها الكذب والخداع وباطنها الرغبة في اللعب. سيدتي الوسوم الأطفال الشاهين الاخباري
مشاركة :