شرفة قصر باكنغهام واجهة للنظام الملكي البريطاني

  • 6/1/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وقررت الملكة البالغة 96 عاماً حصر الحضور على الشرفة خلال الاحتفالات بمرور سبعين عاماً على توليها العرش البريطاني بأفراد العائلة المالكة الذين يتولون مهام رسمية، وسيلقي هؤلاء التحية على الحشود من الشرفة خلال العرض العسكري "تروبينغ ذي كولور" الذي ستُفتتح به الاحتفالات الخميس. ومن المرتقب أن يظهر على الشرفة 18 فرداً من العائلة، وهو عدد أقل بكثير مما كان يُسجّل سابقاً. واستبعدت الملكة من الحضور على الشرفة الأمير هاري وزوجته ميغن ماركل اللذين انسحبا من الحياة الملكية وانتقلا إلى كاليفورنيا عام 2020، لكنهما سيأتيان إلى المملكة المتحدة برفقة طفليهما. واستُبعد من الشرفة كذلك الأمير أندرو، وهو الابن الأصغر للملكة الذي جُرّد من ألقابه العسكرية عقب دعوى بالاعتداء الجنسي رفعتها امرأة في نيويورك وأُسقطت عملاً بتسوية مالية توصل إليها الأمير مع المدّعية في آذار/مارس ودفع بموجبها ملايين الدولارات. وبعد سنتين صعبتين مرّتا على العائلة المالكة، لا يفترض أن تشهد الشرفة التي تُزيَّن بغطاء أحمر وذهبي خلال المناسبات الكبرى، أي توترات. واجهة وأصبحت الشرفة على مرّ السنين واجهةً للعائلة المالكة البريطانية، وبعدما كانت عنصراً لتفاعل أفرادها مع الحشود المجتمعة وراء سياج قصر باكنغهام، أصبحت صورة العاهل البريطاني وهو يلقي التحية على الحشود تنتشر في العالم كله. وتعود هذه الطريقة في إلقاء التحية على الحشود إلى الملكة فيكتوريا التي أدخلت هذه العادة إلى الحياة الملكية عام 1851 خلال افتتاح معرض "غرايت إكزيبيشن". وبعد سبع سنوات، ظهرت العائلة على الشرفة خلال حفل زفاف الابنة الكبرى الأميرة فيكتوريا. ومنذ تلك المناسبة، تشهد الشرفة أبرز اللحظات في حياة العائلة المالكة وتاريخ بريطانيا. وفي 4 آب/أغسطس 1914، طالبت الحشود بظهور الملك جورج الخامس بعدما أعلنت المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1918، رحّب آلاف البريطانيين بالملك والملكة بعد توقيع هدنة كومبين الأولى. ثم شهدت الشرفة حضور أفراد العائلة المالكة خلال حفلات زفاف واحتفالات بيوبيلات وتتويجات وغير ذلك من مناسبات رسمية كبرى. وعام 1935، ألقت الأميرة إليزابيث التي كانت تبلغ آنذاك تسع سنوات التحية على الحشود من على الشرفة لمناسبة مرور 25 عاماً على تولي جدها جورج الخامس العرش البريطاني. وبعد عامين، حيّت الجماهير من الشرفة خلال حفلة تتويج والدها جورج السادس. وفي 8 أيار/مايو 1945، انضم رئيس الوزراء ونستون تشرشل إلى العائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام احتفالاً بانتصار قوات الحلفاء على ألمانيا. وظهرت الأميرة إليزابيث على الشرفة عام 1947 لمناسبة زفافها على الأمير فيليب، ثم سمجدداً عام 1953، وكانت أصبحت ملكة آنذاك، لمناسبة حفلة تتويجها. ولا يأتي ظهور أفراد العائلة المالكة على الشرفة بطريقة عفوية، إذ تبرز الملكة في الوسط مرتديةً لباساً بألوان زاهية فيما يظهر الرجال الذين يحظون بمراكز عالية مرتدين الزي العسكري التقليدي الكامل وتضع النساء قبعات مميزة. وتُسجَل أحياناً لحظات تاريخية ينطوي بعضها على جرأة غير عادية، كالأمير تشارلز والأميرة ديانا اللذين تبادلا قبلة على الشرفة بعد زواجهما عام 1981، ليحذو حذوهما الأمير أندرو وسارة فيرغسون، ثم الأمير ويليام وكيت ميدلتون. ومع ذلك، لا تكمن أهمية الشرفة في إبراز صورة العائلة بقدر تعبيرها عن صورة النظام الملكي نفسه. ويقول مارك روش، وهو مؤلف كتب كثيرة عن النظام الملكي، إنّ "الملكة إليزابيث الثانية أعطت طوال فترة توليها العرش الأفضلية للصورة الملكية على الاعتبارات العائلية والشخصية"، مضيفاً انّ "الملكة تعتبر أنّ الشرفة مكان لإظهار صورة النظام الملكي لا صورة العائلة". وقد تظهر الملكة إليزابيث الثانية التي تعاني صعوبات في المشي، على الشرفة الخميس خلال عرض عسكري ستتولاه سبعون طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي. وقد يُسجل ظهور ثان للملكة على الشرفة الأحد مع ورثتها الثلاثة الأمراء تشارلز وويليام وجورج البالغ ثماني سنوات، على ما ذكرت صحيفة "ذي ميرور" التي أشارت إلى أنّ "الملكة تريد أن يرى العالم قلب عائلتها النابض ومستقبل الملكية"، ما دامت تتمتع بصحة جيدة. ويقول آرثر إدواردز، وهو مصوّر يعمل لدى صحيفة "ذي صن" ويتولّى التقاط صور للملكة منذ عام 1977، لوكالة فرانس برس "إن لم تظهر الملكة خلال اليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش، سيصاب الملايين بخيبة أمل"، مضيفاً انهم "سيأتون إلى لندن لحضور الاحتفالات لكن ما يرغبون في رؤيته فعلياً هو الملكة".

مشاركة :