دعا المستشار الألماني تركيا لضبط النفس مع اليونان، بعد تصاعد التوتر. والرئيس التركي يقول إنه لن يلتقي بعد الآن مسؤولين يونانيين يتّهمهم "بعدم الصدق". ورئيس الوزراء اليوناني يقول إنه لن يشارك في "لعبة الإهانات الشخصية". من لقاء سابق بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء (الأول من يونيو/حزيران 2022)، إن المستشار الألماني أولاف شولتس دعا تركيا إلى التزام ضبط النفس تجاه اليونان مع تصاعد التوتر بين البلدين. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي في برلين: "المستشار يرى أنه من الضروري، نظرا للوضع الحالي، أن يقف جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي معا وأن يبتعدوا عن الاستفزازات فيما بينهم". وتابع "اقتحام المجال الجوي اليوناني والتحليق فوق الجزر اليونانية ليس أمرا مقبولا، يأتي بنتائج عكسية فيما يبدو ويتعارض مع روح التحالف". وتركيا واليونان، وكلاهما من أعضاء حلف شمال الأطلسي، على خلاف منذ فترة طويلة بشأن عدة قضايا، منها الحدود البحرية وامتداد الجرف القاري لكل منهما، بالإضافة إلى قضايا الفضاء وقبرص المقسمة عرقيا. وأوضح المتحدث أن ألمانيا ملتزمة بحل القضايا المفتوحة بين اليونان وتركيا في حوار خاص وعلى أساس القانون الدولي. في الوقت نفسه، قال المتحدث "لا يمكننا قبول التشكيك في سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر أن بلاده قررت وقف المحادثات مع اليونان لأسباب منها خلاف مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وما تصفه أنقرة بانتهاكات للمجال الجوي، في أحدث تراجع في العلاقات المتوترة بين الجارتين منذ فترة طويلة. وفي العام الماضي، وبعد توقف استمر خمس سنوات استأنف البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي المحادثات لحل نزاعاتهما في البحر المتوسط والقضايا الثنائية الأخرى. ولم تحرز هذه المحادثات تقدما يذكر، وكثيرا ما تبادل البلدان الانتقادات اللاذعة. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاربعاء أنّه لن يلتقي بعد الآن مسؤولين يونانيين يتّهمهم "بعدم الصدق". وقال أردوغان أمام أعضاء من البرلمان في أنقرة "لن نعقد لقاءات ثنائيّة معهم"، وذلك في ظلّ اتهامات متبادلة بين الطرفين. وقال أردوغان إن تركيا ألغت برنامجا للتعاون الثنائي، أُطلق عليه اسم المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى، مع اليونان، مضيفا في كلمة ألقاها أمام نواب بالبرلمان من حزبه الحاكم أن أنقرة تريد سياسة خارجية "تتمتع بشخصية قوية". واندلع التوتر تحديدا الأسبوع الماضي عندما قال أردوغان إن رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس "لم يعد موجودا" بالنسبة له واتهم الزعيم اليوناني بمحاولة عرقلة بيع طائرات إف-16 لتركيا خلال زيارة قام بها للولايات المتحدة. وأمس الثلاثاء، قال ميتسوتاكيس للصحفيين بعد قمة للاتحاد الأوروبي إنه أطلع نظراءه في الاتحاد الأوروبي على "عدوانية" تركيا و"استفزازاتها التي لا يمكن أن تتسامح معها اليونان أو الاتحاد الأوروبي". وقال "لن أشارك في لعبة الإهانات الشخصية ...". واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان بانتهاك الاتفاقات الدولية التي تحدد وضع الجُزر منزوعة السلاح في بحر إيجة، محذرا من أنه ما لم تغير أثينا نهجها، فإن أنقرة ستطلق تحديات بشأن وضع الجُزر. وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن تصريحات جاويش أوغلو تظهر أن تركيا تهدد أثينا. ف.ي/أ.ح (رويترز، ا ف ب)
مشاركة :