لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب 14 آخرون بجروح في زلزالين ضربا مناطق في جنوب غرب الصين الأربعاء، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية. وقالت شبكة التلفزيون الصيني العام (سي سي تي في) إن زلزالا بلغت شدته 6,1 درجات ضرب على عمق ضحل منطقة ليس فيها كثافة سكانية في إقليم سيتشوان على بعد 100 كلم غرب العاصمة الإقليمية شينغدو. تلت هذا الزلزال الأول بعد ثلاث دقائق هزة ارتدادية بلغت قوتها 4,5 درجات، وأدت إلى الوفيات والإصابات بحسب الشبكة. أظهرت مشاهد بثتها الشبكة العشرات من التلاميذ وهم يصرخون ويحتمون تحت مناضدهم فيما بدأت مدرستهم تهتز، قبل أن يخرجوا من صفوفهم واضعين أذرعتهم فوق رؤوسهم. وأظهر تسجيل آخر نشرته شبكة سي جي تي إن الحكومية، تداعيات الهزة الأولى التي تسببت بانزلاقات في التربة دمرت سيارات وخلفت حطام صخور وأوحالًا على أحد الطرق. وقال عامل في أحد الأبراج في شينغدو "شعرت بالزلزال بشكل واضح جدا - ظل باب مكتبي يهتز ذهابا وإيابا". أضاف "بعض زملائي فروا باتجاه السلالم سعيا للوصول ... إلى مساحة مفتوحة" وأرسلت سلطات مدينة يآن أكثر من 4500 شخص إلى منطقة الزلزال بينهم فرق إنقاذ وإطفاء ومن الشرطة العسكرية، بحسب سي سي تي في. وقالت إن المدينة "تبذل قصارى جهدها لإنقاذ العالقين ... وتقليل عدد الوفيات إلى أقصى حد ممكن". كما يبذل المسؤولون جهودهم ل"ضمان عدم وقوع إصابات نتيجة كوارث جانبية"، بحسب التلفزيون العام. هزات ارتدادية - قال المركز الصيني للشبكات الزلزالية إن الزلزال الأول الذي وقع في يآن بمنطقة لوشان، ضرب على عمق 17 كلم قرابة الساعة الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي. من جانبه قال مركز المسح الجيولوجي الأميركي إن شدة الزلزال بلغت 5,9 درجات ووقع على عمق 10 كيلومترات. وشعر السكان في مدن إقليم سيتشوان بالزلزالين اللذين ألحقا أضرارا ببعض خطوط الاتصال، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية. وذكرت سلطات الإقليم إن بعض المباني تضررت لكن لم ترد تقارير فورية عن انهيار مبان. ومقاطعة سيتشوان الجبلية عرضة لوقوع زلزال وهي معروفة في العالم بفضل محميات الباندا. في كانون الثاني/يناير هذا العام تسبب زلزال على الحدود مع إقليم يونان بإصابة أكثر من 20 شخصا بجروح. في ايلول/سبتمبر الماضي لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في هذه المقاطعة جراء هزة ادت الى تهجير ما لا يقل عن 10 آلاف شخص. في 2003 تسبب زلزال بقوة 7,0 درجات بمقتل قرابة 200 شخص. وفي 2008 ضرب زلزال بقوة 7,9 درجات مقاطعة سيتشوان مما أسفر عن سقوط 87 ألف شخص بين قتيل ومفقود. ومن بين هؤلاء الضحايا آلاف الأطفال الذين قتلوا في انهيار مدارس مبنية دون مراعاة معايير السلامة. لكن الحكومة امتنعت عن نشر العدد المحدد للقتلى بعد أن أخذت المسألة بعدا سياسيا. وأوقفت الشرطة نشطاء حاولوا إحصاء عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم ووضع إشارة على المباني التي انهارت وسط شكوك إزاء معايير البناء.