طرحت مسارات الفنون التشكيلية الإماراتية عبر تاريخها نموذجاً استثنائياً للمواكبة والتطور المعرفي عبر قدراتها التفاعلية في التعاطي مع الكثير من المتغيرات الفنية والمعرفية والجمالية الطارئة. والتي شكلت حراكاً ثقافياً لتوجهات وتقنيات مستحدثة فتحت الباب أمام انتعاش الفنون التشكيلية الكلاسيكية ونظرتها الرقمية، التي شقت طريقاً جذاباً نحو قبول المتلقي لفكرة المعارض الافتراضية وإنتاجاتها ذات الصلة بلوحات NFT الرموز غير القابلة للاستبدال إلى جانب دخول الذكاء الاصطناعي على خط المنافسة التي باتت جزءاً من التكوين الفني لأعمال تستشرف المستقبل. حاضنة إبداع عبر استعراض العديد من الأعمال والمعارض للفنون التشكيلية الإماراتية خلال موسمها الثقافي في 2022، لمس الجمهور إلى جانب النقاد والمتخصصين الكم الهائل من التطور والمقاربة لروح المعاصرة، والمرتكزة على مناهج إبداعية استثنائية تواكب العالمية. حيث «موسم دبي الفني» احتفالية فنية سنوية تجمع تحت مظلتها فعاليات وأنشطة إبداعية في الأماكن العامة، ومشاريع فنية خارجية، ومبادرات تفاعلية، وورش العمل والمعارض وجلسات النقاش وفنون الأداء، تحفز على المشاركة وجعل الثقافة والفنون في متناول الجميع وفي كل مكان، علاوةً على دعم المواهب الواعدة وتمكينها، وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي. سرد بصري في ظل زخم التيارات الفنية المتناثرة التي ينبثق عنها عبر إيقاع متسارع العديد من الأساليب الفنية التي تعلن عن ثورة إبداعية بصريه متكاملة الأركان، وتلعب التكنولوجيا الرقمية دوراً ريادياً في ترجمه جماليات وتقنيات الفنان وبصمته الخاصة وعلى سبيل المثال تميز معرض الفنون التشكيلية «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد»، والذي أقيم في شهر أبريل الماضي، بطرح مقاربات للأشخاص والتاريخ والقصص عبر مجموعة متميزة من الأعمال الفنية المعروضة. ومن جانب آخر شهدت منظومة التشكيل المحلية الكثير من عناصر الدمج والانصهار المتمركز في عالمية المجتمع وانفتاحه على الثقافات، وذلك بدا من مؤسسي المشهد الفني ووصولاً إلى جيل الفنانين الناشئين الحالي من خلال أعمال نوعية تؤكد أن الفن يتشكل من خلال الأحداث التي قد تكون ساكنة ثم تعود إلى الحراك. وتعزز من أهمية العلاقات أماكن نشأتها وأن الجمهور بشكل عام يقدر أفكار عالم المبدعين من خلال أنشطتهم وهو ما يفضي إليه معرض فنون العالم والمقام في دبي في نسخته الثامنة لعام 2022 بمشاركة ما يزيد على 300 فنان من أكثر من 50 دولة، ويُعرض أكثر من 4,000 عمل فني، إلى جانب زيادة في عدد الفنانين المشاركين بنسبة 90% مقارنة بالعام الماضي. معرض متميز كما استقبل معرض «آرت دبي» 2022 أكثر من 100 صالة عرض من 44 دولة، بالإضافة إلى استقبال أكثر من 30 مشاركاً جديداً لأول مرة، في أكبر دورة من المعرض منذ انطلاقه، وأكثر المعارض الفنية تميزاً على المستوى العالمي وتضمن أعمالاً خاصة تم تكليفها حديثاً لفنانين مشهورين عالمياً. ثقافة متجددة وحول أهم التغيرات وملامح التطور في التوجهات الفنية التشكيلية بالإمارات يؤكد خليل عبدالواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي، أن مسيرة الفنون التشكيلية في دولة الإمارات عبر تاريخها تتطور بشكل هائل ورصدت الأعمال المطروحة طبيعة التطور والتبدلات في مضامين اللوحة ما بين الماضي والحاضر، وأيضاً الأسلوب والموضوعات والمدارس الفنية الرائجة. ومنذ ظهور أولى بوادر التكنولوجيا الرقمية سارع العديد من الفنانين التشكيليين لمسايرة هذا الركب العلمي فاستغلوا ببراعة الإمكانيات اللامحدودة واللامتناهية للذكاء الاصطناعي. وتشير الفنانة عزيزة الحساني إلى دور تاريخ دولة الإمارات وتراثها وخصوصية إنتاجها الثقافي في الحركة الفنية التشكيلية، لا سيما على مستوى القدرة على الإبداع وغزارة الفرص في تناول الموضوعات الإنسانية والموضوعات الفلسفية نحو ما وراء الطبيعة والبحث عن الحقيقة وما شاكلها. وهناك الكثير من الأعمال التي تمتلك من النضوج الفكري والتقني ما يؤهل أصحابها للحضور العالمي، من منطلق أن الفن التشكيلي في دولة الإمارات مواكب ومتجدد ومستنير. رصد المتغيرات وفيما يتعلق بخصائص الإبداع في منظومة التجارب الفنية في دولة الإمارات تقول الفنانة التشكيلية هند راشد: تختلف العناصر والمميزات التي ترصد وتقيم المتغيرات في مجال الفنون التشكيلية والبصرية وفي مقدمتها الجانب التعبيري، الذي يمثل قدرة الفنان الكلاسيكي أو الرقمي على توظيف فكرته وتناسق عناصر أشكاله الخطية واللونية بشكل تلقائي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :