التقطت عالمة الأحياء الجزيئية كاترين رايخفالد السمكة الصغيرة النافقة من حوض السمك بشبكة يدوية. لقد كانت سمكة " كيلي فيش " زرقاء أفريقية وصارت الآن شاحبة. وقامت رايخفالد بوضعها في أنبوب بلاستيكي وحددت تاريخ الميلاد والوفاة وكذلك شفرة السلالة ووضعت الأنبوب في الثلج. عمر هذه السمكة التي نفقت بينما كان عمرها عشرة شهور فقط يعتبر طويلا بمقاييس نوعها. قام فريق دولي من الباحثين تحت إشراف معهد لايبنيتس لأبحاث الشيخوخة (إف إل آي) إلى جانب فريق منفصل تحت إشراف جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، بترتيب تسلسلي لجينوم الأسماك قصيرة العمر التي تحرك شعورا متزايدا بالاثارة بصفتها نموذج فقاري للأبحاث بشأن طول عمر الإنسان. ونشرت أوراق البحث لكل فريق الدورية العلمية الأمريكية " سيل ". تعتمد الأبحاث بشأن طول العمر حتى اليوم على الأغلب على الديدان المسطحة والديدان الدائرية والخمائر والذباب والفئران وسمك دانيو المخطط. وقال ماتياس بلاتسر الذي يرأس مجموعة معهد (إف إل آي) البحثية بشأن تحليل الجينوم إنه " فيما يتعلق بعلم الأحياء التطوري فأن الديدان والذباب مختلفة كل الاختلاف عن الإنسان ". وأضاف أن الفئران وسمك دانيو المخطط تعيش لسنوات عدة ما يعني أن التجارب عليها ممتدة بشكل متناسب. ولكن سمك كيلي فيش الأزرق الأفريقي يعيش فقط من أربع إلى 12 شهرا والأمر يتوقف على السلالة. وتابع أن الفقاريات التي تعيش لفترة قصيرة ويمكن إبقاؤها تحت الظروف المعملية تنمو وتتقدم في العمر بشكل سريع ما يجعلها جذابة للغاية في الأبحاث المتعلقة بالأعمار. وقال بلاتسر إن " الكثير من التفاصيل مازالت غير واضحة سيما فيما يتعلق بوظيفة الجينات" . " ولكن تم إرساء حجر الزاوية الأهم للتحليلات الجينية الأخرى ". ويمكن للعلماء الآن، على سبيل المثال، مقارنة جينات عينات من الأسماك طويلة وقصيرة العمر بحثا عن الجينات التي تحكم عملية التقدم في العمر. وأشار إلى أنه نظرا لأن أكثر من 90 بالمئة من جينات الإنسان تشبه تلك التي في الأسماك ، فأن هناك احتمالية عالية أن الكثير من المفاتيح التي تم التوصل إليها ستكون قابلة للتطبيق على الانسان. وفي حين أن هذه النتائج لن تطيل عمر الإنسان على الأرجح ، فأن الباحثين يأملون أنها سوف تعزز الصحة وجودة الحياة في السن المتقدمة بإعاقة ظهور الأمراض مثل السرطان والزهايمر على سبيل المثال.
مشاركة :