كثبان الرمال.. خطر متحرك على امتداد «الهفوف - سلوى»

  • 6/2/2022
  • 02:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طالب مختصون وعدد من أهالي محافظة الأحساء، وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالعمل على إيجاد الحلول المناسبة، لعلاج طريق «الهفوف - سلوى»، من مشكلة الزحف المتكرر للرمال وتغطية أجزاء كبيرة منه، مشكلا مخاطر كبيرة على المارة ومرتادي الطريق.وطرحوا خلال حديثهم لـ(اليوم) عددا من الحلول تشمل تنفيذ دراسة للطريق، ووضع مصدات ميكانيكية بأماكن هبوب الرياح، وكذلك تثبيت الرمال برشها بمواد كيميائية، وتشجير الطريق، والإنارة، وزيادة اللوحات الإرشادية والتحذيرية.«النقل» : 5 آليات وتجارب حديثة للتعامل مع المشكلةأوضح فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة الشرقية لـ(اليوم) أن مشكلة زحف الرمال على طرق الوزارة من أهم التحديات التي يتم التعامل معها، وذلك لطبيعة المملكة والطرق التي تقطع مناطق صحراوية، تشهد حركة كثيفة للرمال المنقولة نتيجة العواصف الرملية والتي تستمر في بعض مناطق المملكة طوال العام.وبيَّن أن الوزارة تعاقدت مع عدد من المقاولين والشركات الوطنية للقيام بأعمال الصيانة العادية والدورية لطرق الوزارة، ويتم متابعة جميع عناصر الطريق والتأكد من سلامتها، مشيرًا إلى أن الحلول تتضمن الطريقة الميكانيكية باستخدام المعدات، وتوزيعها، أثناء العواصف الرملية، على المواقع الحرجة، والمحددة ضمن خطة الطوارئ المعتمدة بفروع الوزارة.وأشار إلى استخدام عدد من التقنيات الحديثة، كتجربة تثبيت الرمال باستخدام المواد الكيميائية صديقة البيئة على طريق الهفوف/ خريص، وجارٍ تقييم هذه التجارب، ومدى كفاءتها لتحقيق الهدف المنشود منها، إضافة إلى مبادرة تشجير وزراعة مناطق زحف الرمال على عدد من الطرق وذلك في إطار التفاهم والتعاون بين وزارة النقل والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لتشجير الطرق الرئيسية بالمملكة، والذي يشمل تنفيذ شبكات الري الحديث بطول 2 كم، وزراعة 500 شجرة، وتركيب 4 خزانات مع المضخات بسعة 100 ألف متر3، بعدد 4 مصدات رياح جانبية لوقف زحف الرمال، إلى جانب استزراع الأشجار الملائمة لطبيعة المنطقة الصحراوية وتحمُّلها ملوحة المياه المستخدمة في ري الأشجار.تهديد سلامة المرتادين خاصة في الليلقال المستشار الهندسي م. عبدالله المقهوي إن طريق الهفوف - سلوى، المؤدي إلى دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة، يحتاج لجهود مكثفة لرفع كفاءته وتأمين سلامة وراحة السائقين، إذ يمر عبره المئات، يوميًا، من المواطنين والحجاج والمعتمرين والسياح، كما أنه طريق حيوي لمشاريع حقل الجافورة الغازي الاقتصادي، وبالتالي فإن رفع كفاءته يتوافق مع توجهات الدولة الرامية للارتقاء بجودة الحياة.وأضاف: من المشاكل التي يعاني منها طريق الهفوف/ سلوى، زحف الكثبان الرملية، التي تتسبب في طمر أجزاء منه، في أوقات ذروة هبوب الرياح، وهو ما يهدد سلامة مرتادي الطريق، خاصة في الليل؛ فالطريق يحتاج إلى مراقبة وصيانة دورية للتقليل من زحف الرمال.وأوضح أن وقاية الطريق من الرمال تتطلب وضع مصدات ميكانيكية في أماكن هبوب الرياح، وكذلك تثبيت الرمال من خلال رشّها بمواد كيميائية، وأيضًا زرع جوانب الطريق بأشجار، مثل الأثل، لتقليل زحف الرمال، وهو يدعم، في ذات الوقت، مبادرة السعودية الخضراء. ودعا م. المقهوي، لشراكة بين وزارة النقل ومراكز البحوث لعمل دراسات حول معالجة زحف الرمال.بيَّن المهندس المدني حسن الحجي أن زحف الرمال، يتسبب في تداعيات، إذ يهدد سلامة الأرواح والمركبات لمرتادي الطرق السريعة، خصوصًا أنه يصعب تفادي الرمال على الطريق، نظرًا للسرعة العالية للمركبات، إضافة إلى ما تستنزفه هذه الرمال الزاحفة من أموال وعقود وميزانيات بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن وقف زحف الرمال من الممكن معالجته من خلال حلول مستدامة، تضمن تحقيق مستهدفات عدة في آنٍ واحد.وقال: قد تكون تجربة منتزه الأحساء الوطني في مدينة العمران، التشجير نموذج رائد بحاجة إلى الاستنساخ، من خلال زراعة أشجار تتناسب مع البيئة الصحراوية ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه؛ فالتشجير يساهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف جودة الحياة والسعودية الخضراء، ويزيد الغطاء النباتي، ويسهم في رفع نسبة الأكسجين وخفض درجات الحرارة وهو بلا شك حل ناجح في وقف زحف الرمال.زيادة اللوحات الإرشادية والتحذيريةذكر عضو المجلس البلدي السابق بمحافظة الأحساء علي السلطان أن طريق الهفوف - سلوى، أحد أهم الطرق في المملكة؛ لأنه يربط المملكة بـ3 دول خليجية «قطر، الإمارات، سلطنة عمان»، ولذا يُعد شريانًا رئيسًا للمسافرين، ونقل البضائع، ورغم أهميته البالغة إلا أنه يفتقر إلى سبل السلامة المرورية. وقال: الطريق ستسلكه عشرات الآلاف من السيارات الناقلة لجماهير كأس العالم في قطر، ولرفع مستوى السلامة يجب تأهيل الطريق من خلال كشط الأسفلت في بعض المناطق التالفة، ونزح الرمال على جانبي الطريق، ووضع مصدات للرمال على الجانبين، وعمل ممرات خاصة لعبور الجمال، والعمل على تشجير جانبي الطريق، تصد زحف الرمال، وتحسّن المشهد العام، ووضع حاجز في الجزيرة الوسطية، وإنارة الطريق، وزيادة اللوحات الإرشادية والتحذيرية.غياب الحلول الجذريةذكر المواطن أسامة العصفور أن زحف الرمال يغطي أجزاء كبيرة من الطريق، الذي يتحول في أوقات كثيرة إلى مسار واحد، بسبب هذه الرمال بينما يتزايد الخطر من الشاحنات التي تزاحم السيارات الصغيرة، وهو الأمر الذي يعيق حركة المرور بشكل كبير.وأضاف: لا بد من إيجاد حلول مناسبة، تضمن علاجا جذريا، لهذا الطريق الدولي الهام، واستخدام أبرز التقنيات الحديثة، وزيادة نسبة التشجير.تحول الطريق إلى مسار واحدقال المواطن محمد العساف إنه على مدار 20 عاما، يرتاد طريق الهفوف - سلوى، ذهابا وإيابا، وطوال هذه السنوات لم يتوقف خطر زحف الرمال على الطريق، ورغم أهمية الطريق الكبيرة، إلا أنه لم يشهد حلا جذريا، لخطر تلك الكثبان الرملية التي تغطي أجزاء كبيرة من الطريق، حتى اللوحات الإرشادية، وكل ما نطالب به هو زيادة العمل وإزالة هذه الكثبان الرملية الخطيرة من خلال وجود عدد من الشركات لإزالة الرمال، بشكل لحظي، إضافة إلى تكثيف أعمال التشجير، مشيرًا إلى أن الكثبان الرملية، يزداد خطرها، في فترة الليل.التقلبات الجوية تفاقم الأزمةقال المواطن عبدالرحمن السهلي إن «الهفوف - سلوى» طريق هام، يشهد حركة كبيرة، خصوصًا أيام العطل والإجازات، ولعل المعاناة والهاجس الأكبر بهذا الطريق، ما نشهده طوال الموسم، من تراكم الكثبان الرملية، خصوصًا أثناء التقلبات الجوية وموجات الغبار. وأضاف: أجزاء كبيرة من الطريق، تصبح مواقع خطرة، تحتاج للتنبيه والتوعية لمرتادي الطريق، مع أهمية إيجاد الحلول المناسبة لسلامة الجميع، مشيرًا إلى أن تلك الحلول تشمل أعمال التشجير، بالتعاون مع الجهات الأخرى، والفرق التطوعية للحد من خطر هذه الرمال الخطيرة. وأكد أهمية العمل على دراسة تخرج بنتائج علاجية، لمشكلة الطريق التي تتفاقم في فترة التقلبات الجوية، وتكثيف اللوحات الإرشادية التنبيهية، حفاظًا على سلامة المارة.

مشاركة :