شهدت الصحافة المطبوعة انحساراً واضحاً في السنوات الأخيرة خاصة بعد صعود المنصات الرقمية واكتساح قاعدتها الجماهيرية ومواكبتها للتطورات التكنولوجية والمعلوماتية المنتشرة على الساحة.هذا بجانب انها أقل تكلفة وأسرع وصولاً للمتلقي. وجاءت أزمة انتشار جائحة كورونا لتكون الضربة القاضية وتفرض سيادة الاعلام الرقمي وتبرز دور المؤثرين الاجتماعيين وتجعلهم الورقة الرابحة للترويج والتسويق بجميع المجالات بما فيها تجارة المجوهرات. ولا نحصر مسمى المؤثر الاجتماعي هنا على المشاهير وايقونات الموضة فقط بل نثمن دور الصحفيين والمدونيين المختصين بجميع المجالات وأهمية المعلومات والثقافة التي يقومون بنشرها على جميع وسائل الاعلام سواء التقليدية كالجرائد والمجلات والتلفاز او الرقمية كالصفحات الالكترونية وحسابات وسائل التواصل المختلفة. وبالنسبة لتجربتي الشخصية كمصممة للمجوهرات فإن أول عقبة واجهتها هي قلة المراجع والكتب المطبوعة باللغة العربية. وإن توفرت في المجلات، إلا ان أغلب تفاصيل المجوهرات المعروضة تكون مترجمة حرفياً وغير مفهومة أحيانا لغير المختصين بهذا المجال. لذا استغليت هذه النقطة لمصلحتي و حرصت اثناء دراستي وبحثي على تلخيص وترجمة ما اقرأه إلى اللغة العربية المبسطة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. مما فتح لي أبواباً للعمل كمحررة مختصة بالمجوهرات ومدربة بنفس المجال. وكنت أعلم منذ البداية بأن نطاق الفئة المستهدفة لمنشوراتي محدود جداً ويكاد يقتصرعلى المهتمين والمختصين بالمجوهرات ،لذلك حرصت على أن يتم نشر مقالاتي على نسخ ورقية والكترونية بنفس الوقت لتصل لأكبر شريحة ممكنة. وبما أن الجمهور يفضل المعلومات المختصرة والمزودة بالصور التوضيحية، فإنني قمت بدعم مقالاتي بتقارير مصورة ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي. ولاحظت بأن الاقبال والتفاعل على التقارير المصورة يفوق المقالات التحريرية وإن كانت تفصيلية وتنشر في جرائد ومواقع موثوق بها. أصبح المؤثرين من أهم الأدوات التسويقية واكثرها قدرة على جذب الزبائن وكسب الأرباح على المنصات الرقمية.ولا يمكننا التغافل عن مدى تأثيرهم على المبيعات عند ارتداء قطع المجوهرات التابعة لأي علامة تجارية أو زيارة معارض المجوهرات و متاجر الذهب المحلية وعرض مختلف التصاميم والقطع المتوفرة بها. وأصبح بمقدور الجميع حضور حفلات تدشين خطوط المجوهرات العالمية عن بعد والتسوق بحرية من أي مكان في العالم والتمتع برفاهية الخيارات المتعددة والشراء من خلال قنوات دفع موثوقة بكبسة زر. كان علي أن أركب الموجة وأكثف نشاطي على الصحافة الرقمية دون أن احيد عن مساري التثقيفي والتوثيقي في نشرالأخبار والمواضيع المتعلقة بالمجوهرات ورقيا ورقميا. مع تقديري لجهود المؤثرين الذين يركزون على الجانب الترويجي للمجوهرات كوننا نمثل جانبين مكملين لبعضهما البعض. هل تعتقدون بأن الإعلام الرقمي قد نجح في عرض المجوهرات بشكل أفضل؟ شاركونا ارائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني: seemajewelsbh@gmail.com مع تمنياتنا لكم بقراءة ممتعة لمحتوى جواهر الخليج القيمة
مشاركة :