انتصار نادال «الملحمي» على ديوكوفيتش يؤكد جدارته بلقب «ملك الملاعب الرملية»

  • 6/2/2022
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أثبت الإسباني رفائيل نادال مرة أخرى أن الحديث عن نهاية عهده سابق لأوانه؛ إذ واصل ملك الملاعب الرملية سعيه لتمديد رقمه القياسي وحصد لقبه الـ22 في البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام) إثر انتصاره الملحمي على منافسه اللدود الصربي نوفاك ديوكوفيتش في مباراة استمرت لأكثر من أربع ساعات ليبلغ الدور نصف النهائي لبطولة رولان غاروس الفرنسية وللمرة الخامسة عشرة. وحسم، حامل اللقب 13 مرة، المواجهة التي تجددت للمرة الـ59 مع ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس بنتيجة 6 - 2 و4 - 6 و6 - 2 و7 – 6؛ ليثأر لخسارته في نصف نهائي نسخة العام الماضي أمام الصربي الذي ألحق به حينها الهزيمة الثالثة فقط في تاريخ مشاركاته في رولان غاروس. ورفع نادال رصيد انتصاراته ضد ديوكوفيتش إلى 29 مقابل 30 للصربي، كما عزز «الماتادور» انتصاراته ضد منافسه اللدود في رولان غاروس إلى ثمانية مقابل اثنين للأخير، بينها ثلاثة في مباريات نهائية. ويلتقي نادال اليوم في نصف النهائي مع الألماني ألكسندر زفيريف، الثالث عالمياً، الفائز على الإسباني الواعد كارلوس ألكاراس. وقال نادال بعد الفوز أمام جمهور الملعب الرئيسي «فيليب شاترييه»، «أنا متأثر... من الرائع اللعب هنا... شكراً شكراً شكراً شكراً لكم على هذا الدعم، إنه مذهل بالنسبة لي. الجميع يعلم كم من المهم أن ألعب هنا. دعمكم دائماً مميز». وكان نادال فض شراكته مع ديوكوفيتش والسويسري روجر فيدرر في عدد ألقاب البطولات الكبرى، رافعاً إياه إلى 21 لينفرد بالرقم القياسي، عندما توج مطلع العام في أستراليا المفتوحة بعد أن حُرم الصربي من الدفاع عن لقبه بعد ترحيله لعدم تلقيه اللقاح ضد فيروس كورونا. وقال نادال بعد فوزه الـ110 في رولان غاروس «نوفاك أحد أفضل اللاعبين في التاريخ؛ لذا اللعب ضده هو دائماً تحدٍ نظراً لتاريخنا. كان هذا تحدياً آخر، يجب أن تلعب أفضل ما لديك من النقطة الأولى حتى الأخيرة ضده». وبعد أن قالت له اللاعبة الفرنسية السابقة ماريون بارتولي التي حاورته على أرض الملعب أن يستمر في المنافسات بعد أن كرر مرات عدة أن كل مباراة يخوضها قد تكون الأخيرة له بسبب الإصابات المتكررة، اكتفى اللاعب الذي سيبلغ عامه الـ36 غداً (الجمعة)، بالقول «كل ما يمكنني قوله أني سأراكم بعد يومين». وأقرّ النجم الإسباني بمعاناته من الآلام المزمنة في قدمه، وقال «إذا لم نتمكن من إيجاد حل، الأمر سيصبح صعباً للغاية... أنا متقدم في العمر (35 عاماً) بما فيه الكفاية لعدم إخفاء الأشياء. لا أعرف ما يمكن أن يحدث بعد هنا، لدي ما لدي في قدمي. إذا لم نتمكن من إيجاد حل، فسيصبح الأمر صعباً للغاية بالنسبة لي. هذا كل شيء. أنا أستمتع بكل يوم لأني محظوظ بوجودي هنا، من دون التفكير كثيراً بما يمكن أن يحدث مستقبلاً. بالطبع سأستمر في الكفاح من أجل إيجاد حل، لكن في الوقت الحالي ليس لدينا حل. لم تكن الأشهر الثلاثة ونصف الشهر الماضية سهلة بالنسبة لي، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله». وكان ديوكوفيتش مرشحاً أكثر ربما للفوز على نادال نظراً للمستوى الذي يقدمه مؤخراً؛ إذ لم يخسر في 22 مجموعة توالياً في سلسلة بدأت منذ دورة روما التي توج بها في وقت سابق من الشهر الحالي معززاً رقمه القياسي في دورات الماسترز (38)، لكن نادال أثبت أنه بالفعل ملك الملاعب الرملية بقتاله وكراته الحاسمة. وكانت الشكوك تحوم حول قدرة نادال على الصمود أمام ديوكوفيتش بعد أن أُجبر الأول على خوض مباراة من خمس مجموعات أمام الكندي فيليكس أوجيه - ألياسيم في الدور ثمن النهائي وللمرة الثالثة فقط في تاريخ مشاركاته في رولان غاروس، وعلق النجم الإسباني قائلاً «كانت ليلة سحرية جديدة بالنسبة لي. أداء ومستوى غير متوقع مني». في المقابل، قال ديوكوفيتش «التهاني لرافا، كان أفضل في الأوقات المهمة. لقد أظهر لمَ هو بطل كبير. هنيئاً له ولفريقه، يستحق ذلك». وفي يوم وداع الإسباني الواعد كارلوس ألكاراز، الذي يصفه الكثيرون بأنه خليفة مواطنه المخضرم، للبطولة بدأ نادال في توجيه الضربات إلى ديوكوفيتش حامل اللقب في بداية مثيرة للمباراة التي أقيمت تحت الأضواء الكاشفة. وحدد فوز نادال بالشوط الافتتاحي في عشر دقائق والإرسال مع ديوكوفيتش إيقاع مواجهة من العيار الثقيل. وبالفعل عاد الصربي وحسم المجموعة الثانية لصالحه في 88 دقيقة، لكن نادال البالغ عمره 35 عاماً والمدعوم من جماهير باريس نجح في حسم المجموعتين الثالثة والرابعة ليضرب موعداً مع الألماني زفيريف في نصف النهائي. من جهته، وبعد انتصاره على ألكاراز، 6 - 4 و6 - 4 و4 - 6 و7 - 6، أكد زفيريف، أنه يتوقع منافسة أكثر صعوبة أمام نادال في نصف النهائي. وقال الألماني المصنف ثالثاً على العالم «نادال هو البطل الأكثر خبرة على هذه الملاعب، لكن سأقاتل من أجل الفوز وحلم التتويج». ولم يسبق لزفيريف التتويج في أي من بطولات «الغراند سلام» الأربع الكبرى، لكن العرض القوي الذي قدمه أمام المتألق ألكاراز، أبهر خبراء التنس، وحول ذلك علق «كنت أعرف أنه يتحتم عليّ اللعب بأفضل مستوياتي منذ البداية... قلت له عند الشبكة إنه سيتوج بهذه البطولة مرات عدة؛ لذلك أتمنى أن أفوز بالبطولة قبل أن يبدأ في هزيمتنا جميعاً، وحينها لن تكون لدينا فرصة على الإطلاق». وتلتقي اليوم المراهقة الأميركية كوكو غوف، المصنفة 23 عالمياً، مع الإيطالية مارتينا تريفيزان الـ59 في نصف نهائي السيدات. وفي طريقها لنصف النهائي تغلبت غوف (18 عاماً) على مواطنتها سلون ستيفنز (الـ64 عالمياً)، وصيفة العام 2018 وبطلة فلاشينغ ميدوز 2017، بنتيجة 7 - 5، 6 – 2، في حين تفوقت الإيطالية على الكندية ليلى فرنانديز الثامنة عشرة ووصيفة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة 6 - 2 و6 - 7 (3 - 7) و6 - 3. وسبق لغوف وتريفيزان أن التقيتا مرة واحدة، عندما فاجأت الإيطالية منافستها الأميركية في الدور الثاني من رولان غاروس قبل عامين في طريقها لتحقيق المفاجأة ببلوغها ربع النهائي بعد تأهلها من التصفيات.

مشاركة :