مع ازدياد عدد مدوني الأطعمة داخل السوق البحريني تشكلت بعض الآراء حول مصداقية ما يقدموه اتجاه جمهورهم، ثلة ترى أن البعض يقدم محتوى لأهداف مادية والبعض الآخر يؤمن بأهمية انتقاء المحتوى واختلاف الأذواق. «أخبار الخليج» استطلعت آراء مواطنين ومختصين في هذا المجال الذين بدورهم أكدوا أهمية وجود المصداقية لدى المدونين إلى جانب مسؤولية الجمهور في انتقاء المحتوى. سلاح ذو حدين وقال محمود الشواي أخصائي تعزيز صحة وتغذية: «تشير الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تغير علاقتنا بالطعام، حيث يمكن أن يتأثر الفرد بالأشخاص الذين يقوم بمتابعتهم خلال وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشرهم أنواعا مختلفة من الطعام ما يقودهم ذلك إلى اتباع نفس السلوك سواء كان إيجابيا أو سلبيا». وأضاف: «تسهم بعض الإعلانات في تكرار عرض الأطعمة غير الصحية ما يؤدي إلى تقبل الإقبال على تلك الأطعمة غير الصحية، لأن هذا النوع من المحتوى يجعل أنماط الأكل غير الصحية أمرًا طبيعيًا قد يدفع الشخص إلى التحرك نحو سلوكيات غير صحية». ولفت: «ويعتبر وجود مدوني الأطعمة في وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا ذا حدين، ولهذا يجب استغلالهم للمصلحة العامة، وأن تكون هناك مصداقية من قبل هؤلاء المدونين ووضع صحة المجتمع نصب عينهم وعدم الانسياق للمادة قبل صحة الافراد». حلية الأطعمة يعتبر تقي النشابة (مدون أطعمة) أن دخوله هذا المجال ناتج عن شغف وحب لهذا المجال؛ إذ قال: «لم أدخل هذا المجال بهدف الكسب المادي، حيث إنني أركز على العديد من الأمور قبل إعلان أحد المطاعم من أبرزها حلية الطعام إلى جانب النظافة وجودة الأطعمة». وتابع: «ليس من الضروري أن يكون المحتوى الذي أقدمه إعلانا، فأنا هاو لاكتشاف مطاعم جديدة وأقوم بعرض تجربتي لها وأقدم فيها تجربتي الشخصية في حال نال اعجابي المطعم مع التركيز على جودة الأطعمة وجودة العناصر الغذائية التي تم استخدامها في إعداد الأطباق». المصداقية أولا ترى زينب أكبر (مدونة أطعمة) وجود وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأمور التي تشغل وقتنا الحالي ولها تأثير كبير على حياتنا كأفراد، وأن وجود مدوني الأطعمة جزء من هذا العالم. وتابعت: «يرتكز عملنا بشكل كبير على الإعلان بحيث نقوم بتغطية المطاعم الجديدة وتجربتها بهدف تعريف الناس بها وتقييم تجربتنا لها». وذكرت: «من واجبنا كمدونين نقل تجاربنا بكل صراحة وشفافية حتى نكسب ثقة متابعينا ونطور من طريقة عملنا». ونوهت: «قد يستغل البعض وجوده في وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم محتوى يرتكز على المادة فقط، إلا أنني أرى طريقة العمل هذه لا تتناسب مع طبيعة عملنا كمدونين للأطعمة ولا يمكن للشخص الذي يتبع هذا الأسلوب المواصلة في نجاحاته». لست متابعا جيدا وقال حميد مرهون أحد رواد التواصل الاجتماعي: «أنا محب لبرامج الطبخ وبالأخص التي تحتوي على نقاد للطعام، حيث يكون الشخص ملما ومحترفا، ومن الشخصيات العالمية التي أفضل متابعتها غوردون رامسي وأنتوني بوردين». وعن تأثره بالحسابات المحلية قال: «لست متابعا جيدا، لكون بعض الحسابات تقدم فهما خاطئا لفكرة مدوني الأطعمة، حيث يسعى البعض إلى أن يكون مدون طعام ولكن يصح التعبير أن يطلق عليهم (مروجي طعام)، وهناك فرق شاسع بين الاثنين، فالأول ينتقد الطعام بكل احترافية وموضوعية، بينما الآخر يدفع له للترويج عن الطعام، فربما يكون الطعام سيئ المذاق أو الطعام يقدم في بيئة غير نظيفة وهذا ما يطلعك عليه ناقد الطعام بينما مروج الطعام يحاول إقناعك بتجربة طعام بطريقة غير منصفة». الانتقائية أولا وأكدت فاطمة علي متابعة جيدة لمدوني الأطعمة: «لا بد للفرد أن يكون انتقائيا في اختيار مدوني الأطعمة عبر هذا الفضاء الواسع إلى جانب الحرص على عدم الانجرار إلى أي إعلان لا يتناسب مع احتياجاتنا كأفراد». وأضافت: «أقوم بمتابعة العديد من الحسابات العالمية والعربية والمحلية الخاصة في هذا المجال إلى جانب متابعة الحسابات الخاصة بالموكبانغ إلا أنني لا اتأثر سلباً بها لكوني حريصة على انتقاء المحتوى الذي يناسبني». وبينت: «بالرغم من أن البعض يستغل وجوده في هذه المهنة فإن هناك مجموعة تقدم تجاربها المختلفة وتقدم آراءها بكل شفافية إلى جانب أنه لا بد أن نؤمن باختلاف الأذواق فالبعض يعجبه شيء ليس بالضروري أن يعجبنا».
مشاركة :