«الوقود» وانتعاش الطلب يرفعان أسعار تذاكر الطيران

  • 6/2/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سجلت أسعار تذاكر الطيران لحجوزات ذروة السفر في صيف 2022، ارتفاعات قياسية مقارنة بمستويات الموسم ذاته قبل جائحة كوفيد19- في عام 2019، تراوحت نسبتها بين 50 إلى %57، وفقاً لتقديرات مواقع حجز ومسؤولين في شركات سياحية. وأرجع هؤلاء الارتفاع القياسي في أسعار تذاكر الطيران لثلاثة عوامل رئيسة، أبرزها الزيادة الكبيرة في أسعار النفط العالمية والتي قفزت بفاتورة الوقود إلى أكثر من %35 من الكلفة التشغيلية لدى عدد من شركات الطيران، وكذلك الطلب القوي على السفر، بعد تخفيف ورفع قيود السفر التي فرضتها الجائحة والذي إسهم في تحفيز الأسر على السفر مرة أخرى، بالإضافة إلى عدم عودة الكثير من شركات الطيران والمطارات حتى الآن إلى مستويات عام 2019. مع العودة القوية للطلب على السفر، قامت شركات طيران بإلغاء كافة التسهيلات التي قدمتها للمسافرين خلال فترة الجائحة واستئناف سياسة فرض رسوم على خيارات استرداد قيمة التذكرة وإعادة الحجز واختيار المقاعد. وقال مأمون حميدان، المدير العام لشركة «ويجو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند، المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، إن الطلب على السفر خلال موسم صيف 2022 يشهد ارتفاعات كبيرة للغاية، مقارنة بالعام الماضي، وذلك بعد تخفيف ورفع قيود السفر في معظم دول العالم، الأمر الذي قاد إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال فترة الصيف للعديد من الوجهات الرئيسية. وأوضح حميدان، أنه وفقاً لبيانات «ويجو» ارتفع متوسط قيمة الحجز للرحلات لصيف 2022 بنسبة 57% مقارنة بمستويات ذروة السفر في موسم صيف 2019 قبل تفشي جائحة كوفيد-19، لافتاً إلى أن الارتفاع لم يقتصر فقط على حجوزات الطيران، بل امتد ليشمل الحجوزات الفندقية التي قفز متوسط أسعارها بنسبة 55% عن أسعار موسم صيف 2019. وأشار حميدان أن الطلب على عمليات البحث لرحلات الطيران إلى الإمارات يشهد زيادة متواصلة منذ بداية العام الجاري، حيث سجل ارتفاعاً بنسبة 104% في الربع الأول من 2022 مقارنة بالفترة ذاتها في عام 2019. ولفت حميدان إلى وجود العديد من المؤشرات التي تعكس تسارع زخم وتيرة تعافي قطاع السفر هذا العام، حيث تشير بيانات ويجو إلى تطلع المسافرين إلى إنفاق المزيد وحجز رحلات ترفيهية أكثر خلال العام الجاري، وخصوصاً خلال فصل الصيف. وأشار إلى أن أبرز الوجهات التي تصدرت عمليات البحث في المنطقة خلال الفترة الماضية، فكانت السعودية بنسبة 23% ومن ثم الهند بنسبة 22%وتبعتها مصر والكويت بنسبة 8% وعمان بنسبة 2%، لافتاً إلى أن إجمالي مدة الرحلة للمسافرين إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد زاد لتبلغ مدة الإقامة بين 4 إلى 7 أيام بنسبة ارتفاع بلغت 32%. وساهمت الحجوزات المتأخرة والتي بدأت في النصف الثاني من مايو الجاري وتستمر طوال شهر يونيو المقبل، للعطلة الصيفية في اشتعال أسعار تذاكر الطيران، خاصة بالنسبة للوجهات التي يقبل عليها المسافرون بكثافة، بالإضافة إلى بعض الوجهات العربية التي تتوجه إليها العائلات المقيمة خلال إجازة الصيف وبعد انتهاء العام الدراسي، حيث تشكل هذه الفترة ذروة حركة السفر ذهاباً وإياباً. وقال مسافرون إن أسعار تذاكر السفر لهذا الموسم خرجت عن السيطرة وتجاوزت أضعاف الميزانية المرصودة، لافتين إلى أن غلاء الأسعار سيدفعهم إلى الاتجاه لخيارات أخرى كتغيير وجهاتهم إلى مقاصد أخرى بغرض السياحة تكون اقل كلفة. واعتبر ناروز سركيس المدير العام لشركة بالحصا للسياحة والسفر، أن أسعار تذاكر السفر لموسم الصيف وخاصة إلى الوجهات التي تشهد كثافة عالية في حركة المسافرين، تجاوزت مستويات الأسعار في مواسم الذروة قبل جائحة كوفيد-19، مشيراً إلى أن أسعار السفر خلال فترة الذروة في شهري يوليو وأغسطس إلى وجهة مثل القاهرة تباع بسعر أعلى من صيف 2019 نظراً للارتفاع قوي في الطلب والزيادة القياسية في أسعار النفط بالأسواق العالمية. عالم ما بعد الأزمة توقع تقرير إحصائيات السفر، الصادر عن ويجو وكليرتريب، حول توجهات المسافرين واستعدادهم للسفر في عالم ما بعد أزمة «كوفيد-19»، حدوث انتعاش ملموس في حركة السفر على المدى القصير، مع تطلع المسافرين إلى إنفاق المزيد من الأموال، والسفر في رحلات أطول ولمسافات أبعد في عام 2022. ووفقاً للتقرير، أعرب 79% من المشاركين في استبيان «كليرتريب» أنهم لاحظوا زيادة في المتطلبات نتيجة أزمة «كوفيد - 19»، وارتفاعاً في أسعار تذاكر السفر، وظروفاً غير متوقعة سببت تغييرات في الرحلات، ما أسهم في زيادة بنسبة 20% في تكاليف الرحلات بعد أزمة «كوفيد-19». وأشار 78% من المشاركين إلى احتمال سفرهم مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الثلاثة التالية، وفقاً لرحلات مخططة سابقاً، ما يشير إلى توقعات إيجابية لقطاع السفر على المدى القصير، فيما يتوقع أن تكون العطلات الطويلة توجهاً غالباً هذا الصيف، مع إنفاق المسافرين أموالاً أكثر على رحلات الاستجمام والترفيه لتعويض ما فاتهم في فترات الإغلاق.

مشاركة :