ألزهايمر يضرب ليام نيسون والتقنية تخذله في فيلم «ذاكرة»

  • 6/2/2022
  • 00:02
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 14 عاما من صدور فيلم "تيكن"، أصبح هناك مفهوم سائد لأفلام الأكشن التي يقدمها الممثل ليام نيسون، الممثل الذي انتهج أسلوبا خاصا انطبع في ذاكرة محبي هذه النوعية من الأفلام، وتميز به ليصبح "البطل الذي يحمل مسدسا"، وأثبت على مر الأعوام وفي أفلامه المتتالية أنه سيد المواقف الأكشنية، ومن مهاراته الخاصة أنه لا يقهر، لكن مع فيلمه الأخير "ميموري" Memory يوجد فرضية قوية تقترح تقديم شيء جديد بالكامل في نوع أفلام الإثارة والحركة، إلا أن كثيرا من المشاهدين انتقدوه لعدم درايتهم بالحبكة الرئيسة، التي لم تعالج بالمستوى المطلوب. الرفض لاستهداف الأطفال يلعب نيسون دور أليكس، القاتل الذي يتسم بالفاعلية الشديدة، الذي ينطوي قانونه الشخصي لأخلاقيات القتل على رفض استهداف الأطفال. مجال خبرته يصطدم به في مواجهة جاي بيرس الذي يلعب دور فينسينت، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يضع نفسه كثيرا على المحك في سعيه وراء مهربي الأطفال، والسبب أن فينسينت لديه قصة درامية ذات صلة ومأساوية. بداية المعركة يتم توظيف أليكس من قبل إل باسو دافانا قطب العقارات، تؤدي دورها مونيكا بيلوتشي، التي يساء استخدامها بشكل مأساوي للقضاء على أحد شركاء ابنها التجاريين، إضافة إلى فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تدعى بياتريس تلعب دورها الممثلة ميا سانشيز، التي تم الاتجار بها من المكسيك إلى الولايات المتحدة. وضع فينسينت بياتريس في دور التبني، على أمل ألا يتم ترحيلها، يرفض أليكس ضرب بياتريس، لكن عندما يقتلها شخص آخر، يبدأ أليكس في شق طريقه صعودا نحو دافانا، محققا بالرصاص والقنابل ما يحاول فينسينت القيام به عبر مزيد من الوسائل القانونية. ظهور ألزهايمر يتعين على فينسينت في النهاية محاولة إيقاف أليكس، على الرغم من أنه من الواضح أن لديه بعض التعاطف مع دوافع أليكس، إن لم تكن أساليبه. في غضون ذلك، يحاول أليكس إنجاز المهمة قبل أن يغمره الخرف المرتبط بمرض ألزهايمر الذي بدأ في إضعاف قدرته المعرفية، فيضع كل المعلومات حول الجرائم على ذاكرة إلكترونية، ظنا منه أنه يحتفظ بها، لكن تضيع منه بسبب ألزهايمر. من الأوروبية إلى الأمريكية يأتي الفيلم مبنيا على رواية De zaak Alzheimer للمؤلف جيف جيرارتس، لكنه يستبدل الأجواء الأوروبية في الرواية بأجواء أمريكا اللاتينية، مع الأحداث في إل باسو في تكساس. وهناك لمسة واضحة من فيلم Sicario لدينيس فيلنوف في الطريقة التي تتكشف بها القصة، وسيكون من السهل إجراء مقارنات بين قاتل نيسون المتقدم في السن وبين المدعي المكسيكي السابق الذي تحول إلى قاتل للممثل بينيسيو ديل تورو. لكنها ليست أكثر من ذلك، مجرد لمسة. حيث لا يقترب فيلم "ميموري" حتى من مدى سوداوية أو تعقيد الفيلم المذكور آنفا. بلا كلام مبتذل .. فيلم صامت إن قضايا التدهور العقلي والجسدي، والاتجار بالأطفال، واستغلال الأمريكيين الأثرياء على حدود جيرانهم المكسيكيين، كلها مواد استفزازية وذات مغزى لسرد القصص، لكن بالنسبة إلى داريو سكاردابان كاتب السيناريو المعروف بفيلم نتفليكس "ذا بانيشر" أعاد إنتاج الفيلم البلجيكي لـ2003 "ذاكرة قاتل" تخبط نقاط الحبكة هذه على الأرض مثل كرات التنس، إذا كنت تريد إزالة الكلام المبتذل للشرطي، فستترك مع فيلم صامت. إخراج استهزائي أما المخرج مارتن كامبلال الذي أخرج فيلم "كازينو رويال" 2006، وفيلم "جرين لانتيرن" فبذل جهدا لرفع مستوى المواد أيضا، بين التصوير السينمائي المسطح الخالي من الهواء بواسطة دايفيد تاترسال المعروف من فيلم "ذا بروتيج" وحتى بطاقات العنوان والاعتمادات، التي يبدو أنها تم إنشاؤها باستخدام أحد البرامج. يبدو على فيلم "ميموري" وكأنه فيديو عادي وليس فيلما، فكأن المخرج كان يصنع قصة تقدم مرحا غير مقصود إلى أن يأخذ منعطفا حادا إلى استهزاء أخلاقي، كما أنه لا يعد مظهرا جيدا لفيلم كهذا في أبريل، لم يكن حتى أول فيلم من أفلام الأكشن لليام نيسون لـ2022. بعض الأعمال البطولية على الرغم من أن المخرج قد حقق بالتأكيد بعض الأعمال البطولية المثيرة للإعجاب في الماضي، إلا أن المسرح هنا غالبا ما يكون مثيرا للسخرية. في أحد مشاهد تبادل إطلاق النار، انفجر أليكس في ثريا، ما أدى إلى إغراق الغرفة في الظلام، يهرب إلى بئر سلم مضاءة، تاركا الباب مفتوحا خلفه، لذا يوجد الآن مصدر ضوء، بعدها نظر رجال الشرطة حولهم في الظلام بحثا عنه، ولم يتنبه أحد إلى الباب المفتوح حتى عادت الأنوار، وأدركوا أنه متجه نحو السطح. الذاكرة المتراجعة مع ذلك، يحتوي "ميموري" على بعض الخيارات المثيرة للاهتمام من ناحية الأسلوب، خاصة فيما يتعلق بالطريقة التي يصور بها كامبل مشاهد الأكشن، حيث غالبا ما تكون متقطعة وسريعة ويتم تحريرها كثيرا. قد تبدو للوهلة الأولى طريقة مميزة أخرى لتصوير الأكشن المحموم، لكنها أكثر من ذلك. إنها أيضا طريقة رائعة للتعامل مع الذاكرة المتراجعة للقاتل المتقاعد من خلال عدم إظهار المشهد الكامل للأحداث. لكن هذا أيضا نادرا ما يحدث ولا يتم استغلاله جيدا. النسخة الأضعف من أفلام نيسون لا شك في أن نيسون استغل الفرصة للعب نسخة أكثر ضعفا من المعتاد، ولا يبالغ في الأعراض بينما يتخلص أليكس من مشكلات الذاكرة التي ابتلي بها، يتصارع بيرس في وقت واحد مع كل من لهجته وشاربه، لكنه على الأقل يبذل جهدا لإخراج فينسينت من كونه مبتذلا خالصا. وتعلق مونيكا بيلوتشي المسكينة بالحوار الأكثر سوءا، إنها تستحق أفضل بكثير مما يعطيها الفيلم. لو كان الفيلم سخيفا وغير جيد لكانت وضعت بعيدا في هوة عميقة من أفلام أكشن نيسون التي يمكن نسيانها، لكن في الفصل الأخير من الفيلم يشير إلى أن هناك جرائم تستدعي اليقظة الرسمية بالزي الرسمي. هذه رسالة دنيئة في أي وقت، لكن بشكل خاص في ضوء جرائم القتل التي تصدرت العناوين الرئيسة الأخيرة التي ارتكبتها السلطات. هناك محادثة يجب إجراؤها حول كيفية إفلات الأثرياء من العدالة وكيف تقدم المحاكم قليلا من الموارد لضحايا الأثرياء، لكن الأمر يتطلب فارقا بسيطا ومستوى من الذكاء بحيث لا يقترب هذا الفيلم من تحقيقه. تجدر الإشارة الى أن الفيلم حقق 7.32 مليون دولار في السوق الأمريكية، و3.12 مليون دولار في الأسواق الخارجية، حيث وصل الإجمالي إلى 10.45 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، مقابل ميزانية قدرها 30 مليون دولار.

مشاركة :