ضمن ختام فعاليات الدورة الـ31 من معرض أبوظبي للكتاب، أطلقت وزارة الثقافة والشباب كتاب "نصوص في العزلة: كتابات الأمل في زمن الجائحة"، وهو مبادرة أدبية أعلنت عنها الوزارة بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي عام 2021 الذي يصادف 26 مايو/ايار من كل عام، ودعت الكتّاب والأدباء والشعراء من المبدعين الإماراتيين والعرب المقيمين في الدولة للمشاركة فيها، وتم تنفيذه بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والمتحدة للطباعة والنشر. وركزت المبادرة على أهمية الكتابة والتأليف الأدبي والإبداعي في التعافي من جائحة كوفيد 19 ودور الثقافة في تقريب الأفراد والشعوب وتعزيز قيم التضامن والتلاقي الإنساني، إضافة إلى إبراز وتوثيق الإنتاج الأدبي الذي يتناول موضوع الجائحة، ويرصد جوانب من التجارب والمواقف والانفعالات الإنسانية ذات الصلة بالجائحة. تم إطلاق الكتاب أثناء جلسة عقدت في جناح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المشارك في المعرض، بحضور رئيس مجلس الاتحاد سلطان العميمي، شارك فيها كل من خالد البدور ونجيبة الرفاعي وعبد الله الهدية، وأدارت الحوار الشاعرة أمل إسماعيل، وجميعهم ممن شاركوا بنصوص إبداعية تضمّنها الكتاب الذي صدر في جزئين، الأول خصص للشعر، واحتوى نصوصاً من الشعر الفصيح والنبطي والشعر الحر وقصيدة النثر، فيما خصص الجزء الثاني لفنون القصة القصيرة والقصيرة جداً. ساهم في محتوى الكتاب الذي تضمن السرد والشعر ثمانية وثلاثون شاعراً قدموا تسعاً وعشرين قصيدة فصيحة وتسع قصائد نبطية، بينما ساهم عشرون كاتباً في تأليف نصوص سردية تراوحت بين القصة والنص المفتوح، وتوجت تلك النصوص بقراءة نقدية في الجائحة، تناولت ما عصف بالإنسانية من أوبئة على مر الزمن، ملخصة تعامل المبدعين معها من مختلف أنحاء العالم. تضمن الكتاب أسماء بارزة لمبدعين إماراتيين أمثال د.مانع سعيد العتيبة، وعلي أبو الريش، ود.شهاب الغانم، ود.عارف الشيخ، ود.باسمة يوسف، وعلي الخوار، وخليل عيلبوني، حسان العبيدلي، مبارك بالعود العامري وغيرهم، فضلاً عن مبدعين مقيمين على أرض الدولة، مثل د. بهيجة إدلبي، وسامح كعوش، ود. هيثم الخواجة. وفي تقديمها للكتاب، أكدت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي حرص الوزارة على أن تكون المحرك الأساسي لتطوير وتحسين البيئة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أنه في السنوات الماضية وبتوجيهات القيادة الحكيمة، تمكنت الدولة من توفير البيئة التنظيمية والتشريعية الكفيلة بدعم كافة مكونات قطاع الثقافة، وتحفيز المبدعين من أهل الثقافة والفن، عبرَ إطلاق المبادرات والبرامج الهادفة إلى التعريف بإبداعاتهم ونقلها إلى العالم، بما يعزّز المنجز الثقافي للدولة ويرسّخ مكانتها بصفتها حاضنة للإبداع والمبدعين. وأكدت أن الوزارة لم تتوقف طوال المرحلة التي عانى فيها العالم من آثار جائحة كوفيد-19، وسيطر الشعور بالعزلة على الكثيرين، عن دعم المبدعين والكتّاب والأدباء والشعراء الذين كانت لهم بصمة واضحة ودور حيوي في إثراء المجتمعات بمنتج ثقافي وفني وأدبي ملهم، وكان جلياً تأثير الثقافة في تقريب الأفراد والشعوب، وتعزيز قيم التضامن الإنساني. وحول الكتاب، أكدت الكعبي أن نصوصه تشكل مساحة للإضاءة على التغيرات والتحديات التي فرضتها الجائحة، في ظل التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، متضمناً الأمل والشغف بجماليات الحياة الموصوفة بالشعر والنثر والقصص، عاكساً قدرة الكتابة على تغيير المفاهيم، والتأثير في التجربة الإنسانية، ولتكون كتابات الأدباء والشعراء انتصارهم للحياة، وتأكيدهم لاستمرار الحراك الثقافي والإبداعي برغم التحديات. من جهته قال سلطان العميمي رئيس مجلس اتحاد الكتاب أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يفخر بهذا التعاون المشترك مع وزارة الثقافة والشباب بإصدار كتاب "نصوص في العزلة" الذي يشكل إضافة نوعية من الإبداع الإنساني في التعبير عن مقاومته الأوبئة والعزلة التي فرضتها الجائحة في السنتين الماضيتين". وأضاف أن الالتفات إلى مثل هذه النصوص وجمعها وإصدارها هو التفات إلى دور الأدب والمبدع في مقاومة العزلة والوباء معاً، وأصبحت هذه النصوص بمثابة شاهد تاريخي وإنساني على دور الكاتب والأدب في بث الأمل بغد أجمل للإنسانية جمعاء في مواجهة صعوبات الحياة وكوارثها.
مشاركة :