سياسي بريطاني: خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا سياسة مخزية

  • 6/2/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وصف السياسي البريطاني المخضرم اللورد ألفريد دوبس، خطة ترحيل المهاجرين من بلاده إلى رواندا بأنها "سياسة مخزية". وقال دوبس، في مقابلة حصرية مع وكالة الأناضول بمكتبه في العاصمة البريطانية لندن، "أعتقد أن لدينا التزامًا بحماية الأشخاص الذين فروا من بلادهم بحثًا عن الأمان". وفازت حكومة المحافظين البريطانية في الانتخابات العامة في 2019 بعد وعود بإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واستعادة السيطرة، لاسيما فيما يخص الهجرة واللاجئين وطالبي اللجوء. وفي إطار محاولتها تلبية مطالب مؤيديها، كشفت وزيرة الداخلية بريتي باتيل، في أبريل/نيسان من العام ذاته، عن خطة رواندا، التي تتضمن ترحيل المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي من فرنسا إلى بريطانيا في قوارب صغيرة، إلى رواندا. ويرى مؤيدو الخطة، أن هذا الإجراء الصارم مطلوب لاحترام إرادة الشعب البريطاني، وتفكيك عصابات التهريب الدولية التي تستفيد من الاتجار بالبشر. فيما استنكر النقاد، من أعضاء البرلمان (النواب) من جميع الأحزاب، بما في ذلك الحزب الحاكم، وكذلك الجمعيات الخيرية وحتى كنيسة إنجلترا، هذه الخطوة، باعتبارها "سياسة غير أخلاقية تسيء إلى بريطانيا". ومن بين أولئك النقاد، اللورد دوبس، المولود في 5 ديسمبر/ كانون الأول 1932 في براغ، وكان أحد الأطفال التشيكيين الذين تم إنقاذهم من النازيين بين مارس/آذار، وسبتمبر/ أيلول 1939 في إطار جهود "Kindertransport" (كيندر ترانسبورت)، وهي خطة ساعدت الأطفال اليهود الأوروبيين على الهروب إلى بر الأمان في بريطانيا. وتعليقاً على تقارير في وسائل الإعلام المحلية تفيد بأن المسلمين قد يواجهون تمييزاً في رواندا، وهي دولة ذات نظرة مسيحية محافظة، قال السياسي البريطاني إنه "لا ينبغي إرسال الأشخاص إلى دولة يحتمل أن يكونوا فيها غير آمنين". ** "سياسة مخزية" وأكد العضو السابق في البرلمان أنه "يتفق مع الحكومة البريطانية أن هناك خلل في نظام اللجوء البريطاني، وأن مهربي البشر هم مجرمون يرغبون في مشاهدة الناس يغرقون في القناة". واستطرد دوبس: "لا أعتقد أن انتهاك اتفاقية جنيف لعام 1951، من خلال إرسال الناس إلى رواندا سيكون خطوة أخلاقية". ورجح فشل هذه السياسة، التي وصفها بالـ "مخزية"، قائلاً "أعتقد أنه سيتم الطعن في هذه السياسة في محاكمنا". كما انتقد هجوم باتيل على من تعتبرهم محامين ليبراليين ومتخصصين يوقفون عمليات الترحيل. ولفت اللورد دوبس أنها خطة "مكلفة للغاية"، مشيرا إلى وجود تقارير إعلامية تفيد أنها قد تكلف حوالي 120 مليون جنيه إسترليني (151.5 مليون دولار)، بما في ذلك الرحلات الجوية والإقامة وتكاليف المعيشة. وبموجب التعديلات التي طرأت على قانون الهجرة في إطار خطة نقل المهاجرين، فإن أي شخص وصل إلى الأراضي البريطانية بحرا أو برا أو جوا دون إذن دخول، فهو في عرف القانون قد وصل بطريقة غير قانونية، وبالتالي يمكن ترحيله إلى رواندا. وتابع: "هناك طرق أفضل للتعامل مع المشكلة، إلا أن ذلك يتحقق عبر بناء علاقات أفضل مع الفرنسيين، بدلا من الصراخ وإلقاء اللوم عليهم". وشدد على ضرورة اتباع سياسة خاصة باللاجئين على مستوى أوروبا، لأن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لن تكون مجدية". ** "استعد السيطرة" وبما يخص شعار "استعد السيطرة" الشهير خلال استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، يقول اللورد دوبس إنه يعني "ابق المهاجرين خارجا". كما وصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "كارثة"، قائلا: "في البداية، كان ذلك يعني إبعاد البريطانيين من دول الاتحاد الأوروبي، ثم تحول إلى إبعاد المهاجرين أيضاً". وحول سبب الاهتمام الذي حظي به أولئك الذين وصلوا في قوارب صغيرة، قال إن طريقهم كان مرئيًا للكاميرات بشكل أكبر بكثير من المسار السابق، حيث كان المهاجرون يختبئون في شاحنات قبل السماح لهم بالخروج داخل حدود بريطانيا. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن أكثر من 9 آلاف شخص وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر قوارب صغيرة منذ مطلع العام الجاري، في حصيلة لم يعتبرها اللورد دوبس "كبيرة". وأشار إلى أن "اللاجئين يمثلون جزءًا صغيرًا من الهجرة الداخلية، وعلى أي حال، فإن بريطانيا تعاني حاليًا من نقص في العمالة". وأعرب عن "حاجة بلاده إلى يد عاملة، وبالتالي هناك ضرورة لاتباع سياسة هجرة معقولة وإنسانية للاجئين". واختتم دوبس حديثه بالقول "إذا تمكنا من الجمع بين دعم حقوق الإنسان للمهاجرين والاستفادة منهم في التعامل مع نقص العمالة في البلاد، فهذا سيكون حلاً جيداً". و"دوبس" كان نائبا في البرلمان عن حزب العمال يسار الوسط بين عامي 1979 و1987. وفي عام 1994، تم تعيينه كنائب لمجلس اللوردات، حيث كان عضوا نشطا فيه، وعمل على مر السنين، بلا كلل من أجل اللاجئين وطالبي اللجوء. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :