أكدت وزارة السياحة , الرغبة في أن يستفيد قطاع السياحة العالمي من دروس الأزمة الصحية العالمية لتحقيق تغييرات إيجابية ترتقي به. جاء ذلك في نتائج دراسة عالمية جديدة أشرفت عليها الوزارة، تحمل عنوان "استبيان مستقبل السياحة"، حيث ركز على توجهات السفر وتوقعات المسافرين في 11 دولة حول العالم. وشملت نتائج الاستبيان العالمي: دعوة 44% من المشاركين إلى مواءمة البروتوكولات الصحية بشكل أكبر وتوظيف التقنية لتسهيل إجراءات السفر، ورغبة 34% من المشاركين في التزام قطاع السياحة بالممارسات المستدامة، وإيلاء 29% من المشاركين الأولوية لشؤون الصحة والاستدامة على حساب أرباح قطاع السفر، ومطالبة 33% من المشاركين بمزيد من الحماية المالية للمسافرين، خصوصًا بعد التجارب التي اختبروها خلال الأزمة الصحية العالمية. ويفضل المشاركون في الاستبيان من الصين والهند وكوريا الجنوبية مواءمة بروتوكولات السلامة وتوظيف التقنية على نحو أفضل لتيسير تجارب السفر. وأشارت الدراسة التي قادتها وزارة السياحة إلى أن السعوديين يولون أهمية أكبر للصحة والاستدامة على حساب الأرباح، حيث تشهد السعودية نهوض قطاع السياحة بخطط لأن يسهم بـ 10% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر مليون فرصة عمل جديدة. وأجرت يوجوف الاستبيان بتكليف من وزارة السياحة، حيث شمل نحو 14,000 شخص في جميع أنحاء الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والهند واليابان والمملكة العربية السعودية والمكسيك وكوريا الجنوبية وإسبانيا والسويد. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال وزير السياحة أحمد الخطيب: "أثَّرت الأزمة الصحية العالمية بشكل كبير على قطاع السياحة العالمي، ولفتت أنظار الجميع، من مسافرين وسياح ورجال أعمال وحكومات، إلى القدرة على القيام بالأمور على نحو مختلف". ويؤكد الاستبيان الرغبة المشتركة في الاعتماد على الدروس المستفادة من هذه الأزمة لإحداث تغييرات إيجابية، بما يضمن تركيز السياحة مستقبلاً على شؤون الصحة والاستدامة والاستخدام الأفضل للتقنية. وسلط الضوء على تغير توجهات السفر بعد عامين من أزمة كوفيد-19 وعمليات الإغلاق التي أدت إلى تقييد السفر، ما دفع 58% من السعوديين إلى التوجه نحو خيارات السفر المحلي. كما أدى الاضطراب الاقتصادي وارتفاع الأسعار إلى تراجع الإقبال على السفر خلال الأشهر الستة المقبلة، ومن المرجح أن يسافر خارجًا 42% من المشاركين بالاستبيان العالمي لقضاء عطلة، مقارنةً بـ 39% ممن لا يرجحون ذلك أو يستبعدونه تماماً. وظهر التأثير الأكبر على السفر بقصد العمل، إذ يرجح 18% فقط من المشاركين بدرجات متفاوتة في جميع الأسواق سفرهم خارجاً بقصد العمل. وكان السعوديون في المقابل أكثر تفاؤلاً فيما يتعلق باحتمال السفر بهدف الترفيه أو العمل إلى الخارج خلال الأشهر الستة المقبلة، ما يعكس الأداء القوي للاقتصاد السعودي. وصدر استبيان مستقبل السياحة قبل الاجتماع الـ 116 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الذي سيُعقَد في جدة الأسبوع المقبل بتنظيم من وزارة السياحة السعودية. وتبرز موضوعات عديدة في برنامج الاجتماع المرتقب، بما فيها النهوض بقطاع السياحة والتكيف مع المطالب المستقبلية لتحقيق مزيد من الاستدامة والمرونة. مما يذكر أن قطاع السفر والسياحة قبل الأزمة الصحية العالمية كان يوفر 1 من كل 4 فرص عمل جديدة على مستوى العالم بما يعادل 10.3% من جميع فرص العمل (333 مليوناً)، و10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (9.6 تريليونات دولار أمريكي)، ويشمل ذلك تأثيرات القطاع المباشرة وغير المباشرة وما يحفزه من فرص أخرى في قطاعات أخرى. وأضاف الخطيب: "تُعَد السعودية وجهة سياحية جديدة تماماً، وقد فتحنا أبوابنا للسياحة الدولية قبل بداية الأزمة الصحية تماماً، لذا نحن مستعدون وقادرون على التفكير والتصرف بطرق جديدة ومختلفة". وأردف قائلاً: كما نجحنا بإنشاء نموذج جديد للسياحة يتسم بمزيد من المرونة والاستدامة، من خلال التنسيق بين جوانب الرؤية والقيادة والموارد، ونتطلع إلى مشاركة رؤيتنا والعمل مع شركائنا الدوليين؛ لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للسياحة". وأصدر المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي مؤشر تنمية السفر والسياحة، الذي أوضح تقدم المملكة إلى المركز 33 على مستوى العالم، ويصنف المؤشر المستقل الأداء الاقتصادي في 117 دولة، وفقاً لـ 17 من العوامل والسياسات الخاصة باستدامة ومرونة وتطوير قطاع السياحة والسفر. وقفزت المملكة 10 مراكز دفعةً واحدة في عام 2021 مقارنة بالعام 2019، وهو ثاني أكبر تقدم في الترتيب؛ نتيجةً للتحسينات في جميع العوامل التي تشمل المؤشر تقريباً. ويُعَد هذا التقرير الأول من نوعه منذ فتح المملكة حدودها للسياحة الدولية في سبتمبر 2019. يذكر أن المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية يجتمع في المملكة بمحافظة جدة بتاريخ 7 و8 يونيو.
مشاركة :