لعبة العميل.. محاولة عشوائية لصناعة فيلم جاسوسية

  • 6/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليس غريبًا أن يكون اسم الضحية البريء الذي سيتم إلصاق كل الجرائم الإرهابية به هو «عمر»، فالإسلاموفوبيا المنتشرة في العالم تجعل عقلية المشاهد الغربي -للأسف- أكثر قبولاً لفكرة الإرهابي العربي دون غيره..!! ففي فيلم «لعبة العميل» إقرار بأن بعض الحكومات ترتكب جرائم ولا تتورع من إلصاق التهم بمنظمات تابعة لدول أخرى.. يحكي الفيلم قصة ضابط وكالة المخابرات المركزية الذي يجد نفسه هدفًا لعملية تسليم بعد أن تم تكبد قتل أحد الأشخاص الذين يتم استجوابهم، يقسم المخرج جرانت إس جونسون القصص ويعود بالفلاش باك إلى ثلاث مراحل زمنية كل عدة مشاهد مما يشعرك بالارتباك. العملاء مجموعة من عملاء وكالة المخابرات المركزية يعملون جنبًا إلى جنب تحت قيادة ميل جيبسون الجالس في أعلى التسلسل القيادي.. وفي الموقع الأسود يتم استجواب عمر (برخاد عبدي)، ويدخلون مبلغًا كبيرًا من المال في حسابه، من خلال عمله مع منظمة يدعي أنها للأعمال الخيرية، ثم أنها مرتبطة بعمليات إرهابية دون علم عمر، ورغم أنه قد لا يزال لديه معلومات مفيدة، قد يكون لدى هؤلاء العملاء الثلاثة في وكالة المخابرات المركزية أيضًا دوافع خفية للتخلص منه، مما يصنع سلسلة من الألعاب الذهنية من خلال التلاعب بالسجين، وبينما ميلر (كاتي كاسيدي) وفريق من العملاء المتعثرين يستجوبون عمر في قاعدتهم ويتهمونه بالإرهاب، يجلس أولسن (ميل جيبسون) في مكتبه متحكمًا في كل شيء، عندما تبدأ هذه الخطوط المختلفة في التشابك، يصبح من الواضح أنه لن ينجو أحد من الليل دون قتال. خطف في مكان آخر، يتم تكليف مجموعة خرقاء من المتعاقدين من القطاع الخاص بخطف هاريس .. كافينسكي (أدان كانتو) هو الأقرب إلى الزعيم الذي يتصادف أن يتلقى رسائل سرية بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك، ميلر (كاتي كاسيدي) هي المرأة الجميلة الهادئة، وريس (ريس كويرو) هو مهرج المجموعة. سرعان ما يجدون أنفسهم على متن طائرة مستعدين لإيصال هاريس فاقدًا للوعي في مكان ما، يغير الطيار مسار الطائرة ليهبط بهم قرب مستودع فارغ.. لتبدأ مرحلة التخلص منهم من خلال قوات خاصة.. يتصدون لها وينجحون في الهرب بعد أن يتركوا أحذيتهم لتضليل المهاجمين.. ليضغط ميل جيبسون على زر الإطلاق من حاسوبه فييفجر المستودع ويقتل المهاجمين ويفجر طائرتهم.. متصورًا أنه لم يترك لهذه المهمة أي أثر، يدرك العملاء أنهم ضحية للعبة قادهم إليها الرئيس ميل جيبسون.. لينتهي الفيلم من حيث بدأ ميل جيبسون يجلس في ميدان عام ويتلقى اتصالًا من هاتف تم وضعه في جيبه.. فأخرج مسدسًا من تحت سترته، وبدأ في إطلاق النار بينما يعزف التشيلو حزينًا، وبعد ذلك يهاتف جيبسون شخصًا ما قائلاً: «لدينا مشكلة»، ذلك لأنه أدرك أن الضحايا لا يزالون على قيد الحياة ولابد أنهم يخططون للانتقام.. وربما كان هذا الانتقام هو قصة الجزء الثاني من الفيلم. وبالطبع يصدر بيان صحفي يلصق عمليات التفجير والقتل بالإرهابي عمر وبالمنظمة الخيرية التي يتبعها..!! سيناريو فوضوي يحاول السيناريو الفوضوي لهذا الفيلم أن يسلك الطريق غير الخطي، لكن كل ما يفعله هو قصة معقدة لا يبدو أنها بدأت، تبدو لعبة وكأنها أحجية سينمائية لا يتم تجميعها أبدًا، تاركة مجموعة من القطع متناثرة على الشاشة. فاللقطات الخارجية العشوائية ومواد الحشو الأخرى تجعلك تشعر وكأنها تمت إضافتها بعد ذلك لملء الوقت نظرًا لعدم التقاط لقطات كافية، يبدو أن افتتاح هذا الفيلم عشوائي أيضًا، حيث يعرض لقطات عشوائية لوجه ميل جيبسون على صوت طلقات نارية. تكمن المشكلة الرئيسة في هذا الفيلم في أنه لا يبذل أي جهد لمحاولة تطوير حبكته أو الشخصيات، بدلاً من ذلك، يقفز مباشرة إلى هيكل غير خطي مقلق، فالقصة التي يتم سردها خارج الترتيب الزمني للأحداث، في محاولة لاصطناع حالة من الغموض، دون عمق درامي يبررها. تشتت القصة المفككة والشخوص السطحية والإيقاع الممل الذي يتناقض مع هذه النوعية من الأفلام التي من المفترض أن تكون مشحونة كل لقطاتها بالتوتر.. كل هذه العوامل جعلت فيلم لعبة العميل مشتتًا وغير متماسك بالمرة.. حتى أن حضور النجم ميل جيبسون يبدو باهتًا وبلا قيمة، ولاشك أن ميل لم يجد في هذه المرحلة السنية من يصنع له أفلامًا تناسب قدراته التمثيلية والإخراجية، حتى أن كل فيلم جديد يعد خصمًا من رصيد منجزه السينمائي الكبير.. لعبة العميل إخراج جرانت إس جونسون وبطولة ديرموت مولروني، آدان كانتو، كاتي كاسيدي، جايسون إيزاكس، ميل جيبسون، برخاد عبدي، ريس كويرو، آني إيلونزي، مات ريدي.

مشاركة :