أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن خمس أوكرانيا يخضع الآن للسيطرة الروسية، بعد مرور نحو 100 يوم على الحرب. ونقل المكتب الرئاسي الأوكراني عن زيلينسكي قوله في بيان مصور أمام برلمان لوكسمبورج، "أصبح نحو 20 في المائة من أراضينا تحت سيطرة روسيا". وهذا ما يعادل نحو 125 ألف كيلومتر مربع. وأضاف زيلينسكي، "هذه المساحة أكبر من مساحة دول البنلوكس بأكملها"، في إشارة إلى مصطلح مختصر لدول بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج. ولفت إلى أن جبهة القتال تمتد الآن لأكثر من ألف كيلومتر. وأفاد زيلينسكي بأن القوات الروسية سيطرت على 3260 تجمعا سكانيا منذ بدء الحرب في شباط (فبراير) الماضي، وأنه تم تحرير نحو 1017 من بين تلك الأماكن حتى الآن. وأوضح الرئيس الأوكراني أنه إضافة إلى ذلك، نزح نحو 12 مليون أوكراني محليا، في حين فر نحو خمسة ملايين آخرين إلى الخارج. وقال أيضا إن روسيا فقدت أكثر من 30 ألف جندي في القتال، وهو رقم شكك فيه عديد من الخبراء العسكريين الغربيين. من جانب آخر، حذر ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، من أن على الغرب الاستعداد لـ"حرب استنزاف طويلة المدى" في أوكرانيا. وقال ستولتنبرج للصحافيين في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، "علينا أن نستعد على المدى البعيد. لأن ما نراه أن هذه الحرب باتت حرب استنزاف". ويزور ستولتنبرج العاصمة الأمريكية للتحضير لقمة حلف شمال الأطلسي المقررة بين 28 و30 حزيران (يونيو) في مدريد، وأبدى عزمه تحقيق نتائج بحلول هذا الموعد. وأكد مرة جديدة أن حلف الأطلسي لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى "مسؤولية" الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا. وقال إن "أغلبية الحروب، وهذه الحرب بالتأكيد، تنتهي يوما ما من خلال مفاوضات، لكن ما نعرفه أن ما يجري على طاولة المفاوضات على ارتباط وثيق بالوضع على الأرض، في ساحة المعركة". وسئل عن احتمال ممارسة الغربيين ضغطا على أوكرانيا لحملها على القبول بتقديم تنازلات عن أراض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، فقال "لا يعود إلينا نحن أن يكون لنا رأي فيما يجدر بأوكرانيا القبول به أم لا". ورفض التعليق على محادثات يعتقد أنها جارية داخل الحلف حول إقامة ممرات بحرية بهدف إخراج الحبوب من أوكرانيا. ورأى أن "أبسط وسيلة لإخراج مزيد من الحبوب وخفض الضغط على أسعار المواد الغذائية هو أن يضع الرئيس بوتين حدا للحرب"، مبديا تأييده لمبادرات تقوم بها دول حليفة للناتو بالتنسيق مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد طرق جديدة للتصدير برا أو عبر البحر. ومنذ بدء الحرب، سيطرت القوات الروسية على مناطق في جنوب أوكرانيا أبرزها خيرسون وقسم من زابوريجيا، وتقدمت بوتيرة بطيئة في دونباس مع سيطرتها خصوصا على مدينة ماريوبول "جنوب شرق".