جولة عقوبات أمريكية جديدة على روسيا .. الكرملين: لن نغلق الباب أمام أوروبا

  • 6/2/2022
  • 23:50
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وزارة الخزانة الأمريكية في إخطار على موقعها على الإنترنت أمس، إن الولايات المتحدة أصدرت جولة جديدة من العقوبات المتعلقة بروسيا تستهدف 17 فردا بينهم سيرجي رولدوجين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح الإخطار أن العقوبات الأخيرة استهدفت أيضا 16 كيانا وسبع سفن وثلاث طائرات. من جانبه، أعلن الكرملين أن روسيا لا تعتزم "غلق الباب" في وجه أوروبا، الذي سعى القيصر بطرس الأكبر إلى فتحه قبل 300 عام، على الرغم من فرض الغرب أشد العقوبات قسوة في التاريخ الحديث على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. وقال الرئيس فلاديمير بوتين في تصريحات أمس، إن الغرب يريد تدمير روسيا وإن العقوبات الاقتصادية تعد إعلانا لحرب اقتصادية وإن روسيا ستتجه الآن نحو بناء علاقات مع قوى أخرى في آسيا والشرق الأوسط. وردا على سؤال عما إذا كانت العلاقات الصعبة مع أوروبا تعيد إلى الوراء جهود بطرس من أجل انفتاح روسيا على أوروبا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لا نخطط لإغلاق أي شيء". وقاد بطرس، الذي حكم من 1682 إلى 1725، انتقال روسيا إلى قوة أوروبية كبرى وأسس مدينة سان بطرسبرج، التي وصفت بأنها نافذة روسيا على أوروبا. وأسس بطرس الإمبراطورية الروسية في 1721. وأضاف بيسكوف أن بوتين "شديد الوعي بالتاريخ" وعلى دراية بإرث بطرس، مضيفا "إذا تحدثنا عن بطرس الأكبر على وجه التحديد، فإن بوتين يقدر بشدة دور هذا الشخص بالذات في تاريخ بلادنا". وسعى بطرس لاستقدام التكنولوجيا الغربية وحارب التقاليد التي شعر بأنها تعرقل تطور القوة الروسية، لكن الكثير من خطواته الإصلاحية عززت الاستبداد. ويقول بوتين إن "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا ضرورية لنزع سلاحها و"تخليصها من النازيين"، وإن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لتهديد روسيا عبر توسيع حلف شمال الأطلسي، وإنه ينبغي لموسكو الدفاع عن الناطقين بالروسية في مواجهة الاضطهاد. وترفض أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون هذه المزاعم وتصفها بأنها ذرائع لا أساس لها لحرب دولة ذات سيادة. وفي سياق متصل، صرح روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني بأنه يرى العقوبات المفروضة ضد روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا بمنزلة نجاح كبير. وقال هابيك الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس أمس، في البرلمان "بوندستاج" خلال نقاش حول ميزانية الوزارة، إنه على الرغم من أنه لا يسع المرء سوى أن يخجل من عدم النجاح حتى الآن في الحد من الاعتماد على روسيا في قطاع الطاقة بشكل أكبر، ذلك القطاع الذي يحقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منه دخلا، إلا أنه قلما يمكنه إنفاق هذه الأموال. وتابع هابيك: "الاقتصاد الروسي ينهار"، وأضاف أن الواردات إلى روسيا تتراجع، وأوضح أن صادرات الدول الأخرى التي انضمت للعقوبات ضد روسيا تراجعت خلال الأشهر الماضية 53 في المائة وأن الصادرات من الدول التي ظلت محايدة أو لا تزال تدعم القيادة الروسية انخفضت 45 في المائة. وأضاف الوزير الألماني أن ألمانيا سجلت تراجعا في الصادرات إلى روسيا 60 في المائة في آذار (مارس) الماضي، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تكون الأعداد أكبر بوضوح بالنسبة إلى نيسان (أبريل). وأشار هابيك إلى أن هناك نقصا حاليا في روسيا في منتجات خاصة ستصيب الاقتصاد الروسي بشدة. وأضاف وزير الاقتصاد الألماني أنه لا أحد يرغب في الاستثمار في روسيا، وأنه لا يمكن لبوتين تحمل ذلك لفترة طويلة، وأشار إلى أنه صحيح أن الرئيس الروسي لا يزال يمد جيشه بالنفط أو القمح، إلا أن الاقتصاد أضير بشدة بسبب العقوبات، وأكد أن الاقتصاد الألماني والشعب الألماني مسؤولان عن أجزاء كبيرة من ذلك، وأعرب هابيك عن امتنانه لذلك. وأوضح هابيك أنه يمكن فهم ذلك بأنه إسهام السياسة الاقتصادية "في أن تصل هذه الحرب إلى النهاية في وقت ما من خلال إصابتنا للاقتصاد الروسي في الصميم، ونحن بصدد القيام بذلك". وأعلنت لجنة شؤون الاقتصاد الألماني بشرق أوروبا أنها ترى انحدارا للشركات الألمانية في روسيا، وكشفت عن توقعها بتسارع وتيرة هذا الانحدار خلال الشهور المقبلة. وقالت كاترينا كلاس- مولهويزر نائبة رئيس اللجنة "قلما يكون هناك شركة ألمانية في روسيا لم يلحقها ضرر، كثيرا من الشركات أوقفت إنتاجها وتدرس حاليا إذا ما كان يمكنها مغادرة روسيا أم لا، والطريقة التي يمكنها المغادرة من خلالها". وقالت: "الهجرة الجماعية ترتبط بالعقوبات المتبادلة والمشكلات اللوجستية والتمويلية، وكذلك بتضاؤل فرص السوق". وبحسب النتائج الأولية للمكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، تراجعت مثلا الصادرات الألمانية إلى روسيا 63.1 في المائة خلال نيسان (أبريل) الماضي، مقارنة بما كانت عليه في الشهر ذاته من العام الماضي. وأضافت كلاس- مولهويزر: "من الواضح أن كل يوم تستمر فيه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تنسحب فيه شركات عالمية أخرى من السوق الروسية، وتتفاقم الأزمة الاقتصادية هناك، اللجنة لا تأمل في أن يكون هناك إعادة تفكير في روسيا".

مشاركة :