توشيبا تواجه خيارا صعبا لإنهاء سلسلة انتكاسات قاسية طوكيو- يواجه عملاق تصنيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية توشيبا خيارا صعبا لإنهاء سلسلة انتكاسات قاسية تعرضت لها الشركة اليابانية خلال السنوات الماضية بعدما أقصيت من المنافسة لعدم مواكبتها الطفرة المتسارعة في استخدام التكنولوجيا. وفي تحول قد ينقذها من جبل المشاكل الجاثم على أعمالها، كشفت توشيبا، المجموعة المتعثرة التي تستكشف الخيارات الاستراتيجية، الخميس أنها تلقت ثمانية مقترحات أولية لجعلها خاصة بالإضافة إلى مقترحين لتحالفات رأسمالية ستظل مدرجة. وتغطي منتجات الشركة العديد من المجالات، منها المكونات الإلكترونية وأشباه الموصلات ومحركات الأقراص الثابتة والطابعات والبطاريات والمصاعد المتحركة، فيما تقدم خدمات في مجالات مثل الطاقة والخدمات اللوجستية والإضاءة وتكنولوجيا المعلومات. وتأتي هذه الأنباء وسط إشارات أخيرة على أن توشيبا، التي لطالما كانت على خلاف مع القاعدة الكبيرة لمساهميها النشطاء، تزداد تقبلا للنداءات من مستثمري صناديق التحوط الأجانب للنظر في التحول إلى القطاع الخاص. وعينت الشهر الماضي أكيهيرو واتانابي، وهو مسؤول تنفيذي من بنك الاستثمار الأميركي هوليهان لوكي، رئيسا لمجلس إدارتها وممثلين إثنين من المساهمين النشطاء كمديرين خارجيين. وقال الرئيس التنفيذي تارو شيمادا في إفادة خلال كشف النقاب عن أهداف أرباح جديدة صاعدة كجزء من استراتيجية أعمال محدثة “لقد شجعتنا المقترحات المتعددة حيث نشعر أنها تعكس توقعات كبيرة حول إمكانات توشيبا”. وبعد أن أفسدتها أزمات المحاسبة والحوكمة منذ 2015، شكلت توشيبا لجنة خاصة في أبريل الماضي لطلب مقترحات بعد أن صوت المساهمون برفض خطة إعادة هيكلة مدعومة من الإدارة. وكان الموعد النهائي لتقديم مقترحات غير ملزمة الاثنين الماضي. وتؤكد الشركة، التي تأسست في 1939، أنها ستقيم ترتيبات التمويل وجدوى العروض وإثر ذلك بعد الاجتماع السنوي للمساهمين في الثامن والعشرين من يونيو الجاري، ستختار المستثمرين المحتملين لمنحهم فرص العناية الواجبة. ونسب إلى ميو كاتو المحلل في شركة لايت ستريم ريسيرش قوله إن “توشيبا تمثل صفقة محتملة كبيرة”، ومن الواضح أن المساهمين الناشطين فيها “لديهم حافز كبير، لذا فإن الأمر يستحق البحث عن أي أموال كبيرة للأسهم الخاصة”. وأضاف “لم يصل الأمر إلى العناية الواجبة حتى الآن، لذا لا يوجد سبب كبير لعدم إلقاء نظرة عليه.” ولم تذكر توشيبا أسماء أيا من المستثمرين المحتملين ولم تتم الإشارة إلى عدد المستثمرين من الخارج. لكن مصادر مطلعة قالت إن شركات كي.كي.آر آند سي.أو وبلاكستون وبان كابيتال وبروكفيل أزيت مانجمنت وأم.بي.كي بارتنرز وأبولو غلوبال مانجمنت وسي.في.سي كابيتال بارتنرز كانت تفكر في العطاءات. وأشارت المصادر إلى أن الصناديق المحلية اليابانية للاستثمار وجابان إندستريال بارتنرز ومجموعة بولاريس كابيتال تبحث أيضا في المشاركة بالعطاءات. وتعتبر مشاركة الصناديق المحلية أمرا بالغ الأهمية حيث يُنظر إلى بعض الأعمال الرئيسية في توشيبا بما في ذلك المعدات الدفاعية والطاقة النووية على أنها ذات أهمية استراتيجية للحكومة اليابانية. ومع ذلك قال وزير الأمن الاقتصادي الياباني تاكايوكي كوباياشي، إن “الحكومة لن تمنع المستثمرين الأجانب من شراء الشركات الصناعية العملاقة شريطة امتثالهم للوائح التي تحكم التعامل مع التكنولوجيا الحساسة”. وفي خضم أوضاعها المضطربة، تتوقع توشيبا أن تزيد أرباح التشغيل عن الضعف لتصل إلى 2.8 مليار دولار سنويا حتى مارس 2026 قياسا بالعام المالي الماضي، وهي نظرة مستقبلية تريد أن تكون نقطة انطلاق للمناقشات مع المستثمرين المحتملين. ويرجح مجلس إدارة الشركة أن يبلغ الدخل التشغيلي نحو 4.6 مليار دولار وصافي المبيعات 38.6 مليار دولار للعام المالي 2030. وكانت الشركة قد سجلت عوائد بقيمة 1.6 مليار دولار خلال العام المالي الماضي المنتهي في مارس 2022، وهو رقم يبدو ضعيفا قياسا بمنافسين كبار في السوق مثل هواوي الصينية وسامسونغ الكورية الجنوبية وعمالقة وادي السيليكون الأميركي. وتتطلع توشيبا الآن إلى تعزيز الخدمات المتعلقة بالبيانات وإنتاج رقائق إدارة الطاقة والبحث في مفاعلات الطاقة النووية من الجيل التالي. وقال شيمادا الذي تولى رئاسة الشركة في مارس فقط إن “الخطة لم تأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الشركة ستبقى مدرجة أم لا”. وعكس شيمادا أيضا موقف الشركة بشأن عدة وحدات. وقال إن “أنظمة نقاط البيع وكذلك المصاعد وأعمال الإضاءة تعتبر الآن مفتاحا للنمو بدلاً من غير الأساسية”.
مشاركة :