القطاع البحري يمضي نحو حقبة جديدة من الفرص والتحديات

  • 6/3/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل قطاع الموانئ مرتكزا مهمّا للعديد من الدول حول العالم، وهو لم يكن أبدا في منأى عن الأزمات العالمية، بل كان أكثر المتضررين من جائحة كورونا، وهو اليوم في مرمى الأزمة الأوكرانية بسبب تنامي المخاوف من إمكانية تأثير تعطل عمليات شحن البضائع في آسيا على سلسلة التوريد العالمية. ودفعت هذه الأزمات الكبيرة والمتوالية الحكومات الكبرى إلى البحث في تصور لحقبة جديدة من التجارة، تفرضها التطورات في قطاع النقل البحري والمجال التقني وحتى التطورات السياسية والبيئية. وأكد الخبراء والمسؤولون التنفيذيون في قطاع الموانئ المشاركون في الدورة السابعة من اجتماع هيئات الموانئ، الذي استضافته العاصمة أبوظبي، أهمية الدور الذي يتوجب على هيئات الموانئ تأديته لدعم النمو الاقتصادي المستمر، وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة. وحضر الاجتماع السنوي الذي عقد تحت عنوان “نعيد معا تصور حقبة جديدة من التجارة” ممثلون عن هيئات الموانئ من مناطق مختلفة حول العالم، شملت بلجيكا وإسبانيا وكوريا الجنوبية والصين والعراق وكوبا وعُمان وهولندا والسعودية والولايات المتحدة وسنغافورة. محمد جمعة الشامسي: علينا الاستعداد للحقبة الجديدة في القطاع البحري وشملت الموضوعات الرئيسية التي تم بحثها خلال الجلسات المغلقة الجهود التي تبذلها الموانئ المختلفة لتشييد بنى تحتية قوية وراسخة، تسهم في التخفيف من آثار التغير المناخي وارتفاع منسوب البحار في العالم، إلى جانب مناقشة المبادرات الجديدة الرامية إلى تعزيز الكفاءة والتقليل من الأثر البيئي. وأشاد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، في كلمة في الافتتاح بالجهود التي تبذلها الموانئ المختلفة لمعالجة القضايا الملحة التي تواجه القطاع، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون فيه. وقال "إن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بدعم التجارة العالمية والتنمية، مع حرصها في الوقت ذاته على بناء مستقبل مستدام للجميع". وتابع "من أجل تحقيق هذا الهدف، فقد استثمرنا في مرافق عالمية المستوى في موانئنا، ويسرنا انتهاز هذه الفرصة لمشاركة الخبرات والمعارف مع نظرائنا من جميع أنحاء العالم”. وأوضح فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي، أن الاستثمار في مشاركة المعارف والأفكار الجديدة يشكل أحد المكونات الرئيسية للمساهمات التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تطوير القطاعات الرئيسية والحيوية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجعل من إمارة أبوظبي الموقع المثالي لاستضافة النسخة السابعة من اجتماع هيئات الموانئ الحدث رفيع المستوى في هذا القطاع. وقال "تحرص مجموعة موانئ أبوظبي على تطوير ممرات تجارية جديدة وبناء سلسلة توريد راسخة وأكثر ترابطا، مسترشدة في ذلك بتوجيهات القيادة الرشيدة”، مؤكدا أن “أفضل الممارسات التي تم التداول بخصوصها خلال جلسات هذا الحدث، تشكل مساهمة قيّمة تضاف إلى حزمة الجهود التي يتم بذلها في هذا السياق”. وتبحث الدول المشاركة في هذا الاجتماع عن أي فرصة للتعاون والشراكة، بما يخفف أي تداعيات لأزمات مستقبلية، وخاصة تلك الأزمات الفجائية التي تعرقل حركة التجارة البحرية وتهدد إمدادات الطاقة والغذاء. وكانت أزمة انتشار فايروس كورونا المستجد عرقلت حركة التجارة العالمية التي تعتمد بنسبة 80 في المئة على عمليات النقل البحري، ما أدى إلى شل سلاسل الإمداد وتخفيض الواردات والصادرات العالمية، بما فيها سلاسل الصين أكبر مصدّر في العالم، ولا تزال دول العالم جميعها تدفع ثمن ذلك إلى الآن. وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، إن قطاع الشحن البحري يشكل العمود الفقري للتجارة الدولية والاقتصاد العالمي، ولقد أظهرت التحديات الاستثنائية التي شهدناها خلال الأعوام القليلة الماضية الدور الرئيسي الذي يؤديه القطاع البحري في دعم مسار التعافي الاقتصادي، وسلطت الضوء على الأثر الاجتماعي والبيئي للجهود المبذولة. وأضاف “واثقون من أننا متجهون نحو حقبة جديدة ومهمة من تاريخ القطاع البحري، وعلينا أن نكون مستعدين لمواجهة التحديات التي تنطوي عليها”. وركزت جلسات الاجتماع على مجموعة واسعة من المواضيع الفرعية المتعلقة بالتقنيات المبتكرة والرقمنة وإزالة الكربون والتنوع، إلى جانب عروض تقديمية متخصصة ونقاشات متعمقة مع مجموعة من الخبراء العالميين في القطاع. وفي موضوع التقنيات المبتكرة، ناقش الحضور دور الموانئ في تمكين مرونة سلسلة التوريد العالمية وتعزيز ترابطها، وجرى استعراض العمل الذي تم إنجازه حتى اليوم في مجال إدارة المخاطر والجاهزية لمواجهتها، بالإضافة إلى مناقشة الدروس المستفادة من خلال حل مشكلة الاختناقات التي تسببت فيها جائحة كوفيد – 19 والأحداث التي يشهدها العالم. الدول المشاركة في الدورة السابعة من اجتماع هيئات الموانئ الذي استضافته أبوظبي تبحث عن أي فرصة للتعاون والشراكة بما يخفف الأزمات الفجائية التي تعرقل حركة التجارة البحرية وتهدد إمدادات الطاقة والغذاء وشكلت الطاقة النظيفة أحد المواضيع الرئيسية خلال الحديث عن إزالة الكربون، وقدم ممثلو عدد من الموانئ المشاركة في المؤتمر نبذة عن جهودهم الرامية إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لعملية تحول السفن في المستقبل، من الاعتماد على وقود النفط إلى الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين، بالإضافة إلى المبادرات الخاصة بعمليات التقاط الكربون واحتجازه. ووفقا لأرقام المنظمة البحرية الدولية، يتسبب قطاع الشحن البحري حاليا في ما نسبته 3 في المئة من حجم الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث تتسبب السفن الراسية في الموانئ في أكثر من نصف هذه الانبعاثات. لذا فإن الموانئ، والمناطق المحيطة بها، من شأنها أن تسهم بدور محوري في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف حماية البيئة في العالم. وضمن النقاشات الخاصة في مواضيع الرقمنة، استعرضت مجموعة من هيئات الموانئ المشاركة مزايا أحدث المنصات الرقمية التي مكنتهم من تحسين عمليات الشحن وعمليات الموانئ، بالإضافة إلى تقليص الانبعاثات الكربونية وتكامل أنظمة الطاقة المستخدمة لديهم. وبالإضافة إلى الجلسات الحوارية رفيعة المستوى التي جرت، وفر اجتماع هيئات الموانئ لجميع الوفود المشاركة الفرصة للمشاركة في جولة ضمن أحدث المرافق العالمية التي تديرها مجموعة موانئ أبوظبي، تضمنت استعراض الخدمات اللوجستية والصناعية المتكاملة التي تقدمها كيزاد التابعة لقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة ضمن المجموعة، وجولة للاطلاع على أحدث التقنيات المبتكرة المطبقة في ميناء خليفة، الذي تم تصنيفه مؤخرا ضمن أفضل خمسة موانئ عالمية في مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي، ومعلومات الأسواق الصادرة عن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :