تمكن ليونيل ميسي، نجم وقائد الأرجنتين، من قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس أوروبا أميركا الجنوبية “فيناليسيما”، بعدما حقق التانغو فوزا كبيرا على حساب إيطاليا بنتيجة (3-0)، على ملعب ويمبلي. المباراة شهدت حالة تألق غير عادية للبرغوث الأرجنتيني الذي ظهر بمستوى أكثر من رائع طوال الـ90 دقيقة، ونجح في خلق العديد من الفرص بجانب تمريراته الحاسمة. بعد أن انضم ميسي لباريس سان جرمان الفرنسي، في الصيف الماضي إثر رحيله مجانا عقب نهاية عقده من برشلونة، لم يظهر بالشكل المنتظر، وسط تراجع كبير بالمستوى مع النادي الباريسي. فمع باريس، غاب ميسي عن التهديف لفترات كثيرة وطويلة، حتى أنه لم يسجل سوى 6 أهداف فقط في 26 مباراة لعبها بالدوري الفرنسي هذا الموسم، بالرغم من كونه يمتلك رقما جيدا بالتمريرات الحاسمة بواقع 15 تمريرة. لكن الأسطورة الأرجنتيني بدا فاقدا للشغف مع سان جرمان منذ انضمامه للفريق، وهو ما ظهر على أدائه في المباريات التي لعبها على مدار الموسم، سواء بعدم مساندته في الجزء الدفاعي إضافة إلى غيابه عن التهديف، وهو ما لم يعتد عليه جميع متابعي كرة القدم في السنوات الماضية، في ظل تمكن ليو من تسجيل عدد كبير من الأهداف في كل موسم. ◙ على المستوى الدفاعي، نجح ميسي في القيام بتدخل واحد ناجح خلال اللقاء منع به الخصم من الوصول إلى مرمى الأرجنتين ولم يسجل ميسي هدفه الأول بالدوري الفرنسي إلا في الجولة 14، بينما غاب عن التسجيل حتى الجولة 23 ليسجل هدفه الثاني، ثم غاب مجددا 6 جولات قبل أن يسجل هدفه الثالث. فخلال الموسم، لعب ميسي مع باريس 34 مباراة بجميع المسابقات، ولم يسجل سوى 11 هدفا فيما قدم 15 تمريرة حاسمة. لكن مباراة الأرجنتين وإيطاليا، وهي الأولى لميسي بعد نهاية الموسم الكروي على مستوى الأندية “2021-2022”، شهدت ظهورا مختلفا تماما للبرغوث مع منتخب بلاده. التغيير لم يكن على المستوى الهجومي فقط لكن ميسي ظهر كوحش راغب في تحقيق كل شيء ممكن للفوز بلقب جديد مع الأرجنتين، بعدما فاز بكوبا أميركا لأول مرة في مسيرته الكروية، وقدم مستويات ممتازة على الصعيد الدفاعي والهجومي. ولم تعتد الجماهير في السنوات الأخيرة على عودة ميسي للدفاع كثيرا في ظل تقدمه في العمر، ورغبته في توفير مجهوده للشق الهجومي، لكن مباراة إيطاليا شهدت عودة البرغوث للدفاع وقطع الكرات من أقدام لاعبي الآتزوري والانطلاق للهجوم. فكان ليو هو صاحب أكبر عدد من لمسات الكرة خلال المباراة بواقع 98 لمسة، بينما مرر 58 تمريرة ناجحة من 63 تمريرة بنسبة 92 في المئة، إلى جانب الركض المستمر طوال اللقاء. وتمكن ميسي من صناعة الهدفين الأول والثالث في المباراة، بينما خلق 4 فرص تهديفية خلال اللقاء من بينها فرصتين كبيرتين، كما سدد ليو 8 تسديدات على مرمى الخصم (أكثر بتمريرة مما سدد المنتخب الإيطالي طوال المباراة) وكأكثر اللاعبين تسديدا على مرمى الخصم، من بينها 4 تسديدات بين “الخشبات الثلاث”، وقام نجم التانغو بـ5 مراوغات ناجحة من أصل 8 قام بها خلال اللقاء. وعلى المستوى الدفاعي، نجح ميسي في القيام بتدخل واحد ناجح خلال اللقاء منع به الخصم من الوصول إلى مرمى الأرجنتين، كما استعاد ليو الكرة 3 مرات من الخصم بفضل عودته للمساندة الدفاعية في نصف ملعبه. فهل يستعيد ميسي بريقه في الموسم الجديد مع باريس والمنتخب الأرجنتيني الذي سيشارك في المونديال؟
مشاركة :