أكدت دولة الإمارات، أمس، ضرورة التصدي للتهديدات التي تشكلها الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، داعية الأطراف المعنية إلى المشاركة بصورة بناء في العملية السياسية بشأن الكونغو، والتركيز على الحوار السياسي لإحلال سلام مستدام وشامل. وقالت الدولة، في بيان خلال اجتماع مجلس الأمن حول «الحالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية»، «نقدر عقدَ الاجتماع للاطلاعِ على المبادرات الأخيرة لتعزيز الحوار لمواجهة التحديات المستمرة في المنطقة، ونُثني على الجهود التي يبذلها قادة دول مجموعة شرق أفريقيا لدعم السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة بأكملها». وشددت، في البيان الذي أدلى به وفد الدولة لدى الأمم المتحدة، على «أهمية أن تواصل الأطراف المُوقعة على (إطار السلام والأمن والتعاون) التزامِها في التصدي للتهديدات التي تُشكلها كافة الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية». وكررت الإمارات دعوة مجلس الأمن إلى جميع الأطراف المعنية بالمشاركة، بشكلٍ بناء، في العملية السياسية بشأن جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي أطلقها رؤساء دول المنطقة في نَيروبي، مشددة على ضرورة مواصلة التركيز في هذه العملية على الحوار السياسي لإحلال سلام مستدامٍ وشاملٍ. وفي سياق البيان الصحفي الأخير لمجلس الأمن، والذي يدين الهجمات التي ترتكبها كافة الجماعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكدت الإمارات على أهمية محاسبة مرتكبي الهجمات التي تستهدف المدنيين وبعثات الأمم المتحدة، مع ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام. وقالت: «تؤكد هذه الهجمات أن تحقيق سلام مستدام في جمهورية الكونغو الديمقراطية يتطلب معالجة التحديات الأمنية المعقّدة والمترابطة فيها، لاسيما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية». وأضافت: نؤكد على التزامِنا التام بدعم بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو «مونوسكو»، والتي تعتبر شريكاً مهماً في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك عبر تعاونها المستمر مع الحكومة بشأن الخطة الانتقالية للفترة 2021-2023، والتي نرى أثناء تنفيذها أن يتم الحِفاظ على المكاسب التي حُقِقَت حتى الآن، والبناء عليها، لاسيما في مجال الدبلوماسية على المستوى الإقليمي. وفي ختام البيان، لفتت الإمارات إلى أهمية الاستمرار في تمكينَ المرأة والشباب، وكذلك الإبقاء على بيئةٍ إقليميةٍ وسياسيةٍ وأمنيةٍ مواتية لتحقيق الاستقرار وتساهم في بناء مجتمعاتٍ قادرة على الصمود، معربة عن تطلعها إلى مواصلة العمل مع جمهورية الكونغو الديمقراطية ومع جميع الدول الأعضاء لتحقيق هذه الغايات. وأدت أعمال العنف في شرق الكونغو على أيدي متمردين، إلى معاناة نحو 27 مليون شخص العام الماضي من الجوع، أي ثلث إجمالي السكان، فيما أصبح 5.5 مليون شخص نازحاً وفرّ مليون من البلاد. إلى ذلك، تقدم وفد الإمارات لدى الأمم المتحدة بالشكر إلى السفيرة الأميركية وبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، على رئاستها لمجلس الأمن خلال شهر مايو، وقيادتها القوية، مرحباً بالمناقشات التي جرت في المجلس، خلال الشهر، حول السلام والأمن في أفريقيا، وموضوع الصراعات وأمن الغذاء، والتكنولوجيا والأمن، وحماية المدنيين في الصراعات المسلحة.