قال مسؤول تركي كبير إن بلاده تتوقع إحراز تقدم في خطة لفتح الطريق أمام صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود عندما يزور وزير الخارجية الروسي تركيا الأسبوع المقبل، مضيفا أن موسكو وكييف تسعيان للتوصل لحل رغم وضعهما لشروط. وبالرغم من وجود عقبات مثل آليات الدفع والألغام الطافية في البحر الأسود، قال المسؤول إن موسكو قد تتخذ المزيد من الخطوات الإيجابية بعد أن قالت يوم الخميس إنها مستعدة لقبول الخطة. ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، توقف تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وما زال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب مخزنة في الصوامع. وتسبب الصراع في أزمة غذاء عالمية مع ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة، مما دفع الأمم المتحدة إلى اقتراح خطة لإعادة فتح طرق الشحن من أوديسا وموانئ أوكرانية أخرى. وتتشارك تركيا الحدود البحرية مع أوكرانيا وروسيا، وقالت إنها مستعدة لتولي دور ضمن “آلية للمراقبة” إذا تم التوصل إلى اتفاق. قد يشمل ذلك مرافقة قطع من الأسطول التركي للناقلات المغادرة من أوكرانيا والتي تعبر المضائق التركية. ويستقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الروسي سيرجي لافروف لإجراء محادثات حول الخطة في الثامن من يونيو/ حزيران. وقال المسؤول لرويترز “تركيا تتفاوض مع الطرفين بشأن هذا منذ فترة. روسيا لديها بعض الشروط… لكن هناك توقعات بإحراز تقدم. روسيا تريد حل هذه المشكلة وهو أيضا ما تريده أوكرانيا ودول أخرى”. وأضاف “قد تكون هناك بعض النتائج الملموسة، ولكن هناك أيضا بعض المشكلات الفنية والصعبة مثل شراء المنتجات وتحويلات الأموال”. يمثل إنتاج روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا هي أيضا مصدر كبير للأسمدة وأوكرانيا مصدر رئيسي للذرة وزيت عباد الشمس. واتهم السفير الأوكراني لدى أنقرة فاسيل بودنار روسيا بشحن وبيع شحنات حبوب استولت عليها من أوكرانيا، بما في ذلك إلى مشترين في تركيا. وقال إن كييف طلبت المساعدة من السلطات التركية في تحديد واعتقال المسؤولين عن البيع وأولئك الذين يشترون البضائع. وأضاف أن كييف ستضع في الاعتبار ضرورة تأمين موانئها، مثل أوديسا، عند مناقشة الشروط. وقال إن حوالي 22 مليون طن من الحبوب مخبأة حاليا في الموانئ، لكن يجب شحنها قريبا حتى لا تفسد. وقال بودنار “يتعين أن ننظر للأمر من منظور عسكري عند اتخاذ القرارات. نتوقع من الأمم المتحدة أن تساهم بشكل أكبر في إيجاد حل يرضاه الطرفان”. وقال جاويش أوغلو في وقت سابق من هذا الأسبوع إن روسيا تريد رفع بعض العقوبات الغربية التي تستهدف قطاع التأمين لديها من أجل الموافقة على الممر البحري لأنها تؤثر على السفن، بينما تريد أوكرانيا عدم اقتراب السفن الحربية الروسية من أرصفة ميناء أوديسا التابعة لها. وفي اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب دون عوائق من الموانئ الأوكرانية بالتنسيق مع تركيا. ولأنقرة علاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف، وسعت إلى تيسير مفاوضات السلام. وانتقدت الغزو الروسي وباعت طائرات مسيرة مسلحة لأوكرانيا، لكنها لم تدعم العقوبات الغربية على موسكو.
مشاركة :