غير أن فرص اجتماع كافة أفراد العائلة الجمعة تلاشت بعد أن أجبرت جدته على التغيب إثر معاناتها من "بعض الضيق" الخميس خلال انطلاق احتفالات تستمر أربعة أيام لمناسبة مرور سبعين عاما على اعتلائها العرش. وستتابع الملكة البالغة 96 عاما المراسم عبر الشاشة الصغيرة بسبب معاناتها من صعوبة في المشي والوقوف ما أرغمها على إلغاء مشاركتها في عدد من الفعاليات منذ العام الماضي. وأطلت الخميس مرتين من شرفة قصر باكينغهام بوسط لندن، عقب العرض العسكري تروبينغ ذي كولور". مساء كانت في قصر ويندسور لمراسم إضاءة مصابيح في كافة أنحاء البلاد وفي دول الكومنولث البالغ عددها 54 والتي تترأسها أيضا. وتغيبها الذي قال القصر إنها تلقته "بتردد كبير"، يلقي ظلالا من الشك على حضورها سباق ديربي للخيول السبت. لم تتغيب الملكة عن السباق المميز سوى ثلاث مرات منذ تتويجها، آخرها في 2020 عندما مُنع الحضور بسبب كوفيد. أمام كاتدرائية سانت بول في لندن، قالت ستيفاني ستيت (35 عاما) وهي من محبي الأسرة الملكية إنها تشعر بخيبة أمل "بعض الشيء" لغياب الملكة. حياة من التفاني في الخدمة غير أن مدير الفعاليات الذي انضم إلى عشرات آلاف المحتفلين الخميس في جادة المول قال لوكالة فرانس برس إن قرار عدم الحضور "يمكن تفهمه لأنها تبلغ 96 عاما". والنجل الثاني للملكة، الأمير أندرو، الذي جُرد من مهامه الرسمية على خلفية علاقات له بشخصين مدانين باساءات جنسية وتغيب عن فعاليات الخميس، سيغيب أيضا عن مراسم الصلاة الجمعة إثر إصابته بكوفيد. غير أن ولي العهد الأمير تشارلز البالغ 73 عاما، سيُمثّلها مجددا بوصفه أكبر أفراد العائلة الملكية سنا، غداة مشاركته نيابة عنها في استعراض "تروبينغ ذي كولور" التقليدي عندما أدى التحية للجنود ممتطيا الحصان. ودعي أكثر من 400 شخص إلى مراسم الصلاة الجمعة، من بينهم موظفون في قطاع الصحة والرعاية الاجتماعية لتقديم الشكر لهم على جهودهم خلال وباء كوفيد. واختيرت قراءات من الإنجيل وصلوات وتراتيل لتعكس ما قال القصر إنها "حياة متفانية في الخدمة" للملكة. وسيقرع بعد المراسم أكبر جرس كنيسة في البلاد والبالغة زنته 16,5 طنا. تلقت الملكة التهاني باعتلائها العرش لفترة قياسية، من قادة العالم ومن بينهم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ليلا، أكدت الحكومة البريطانية خططا لمرحلة ما بعد بريكست تتمثل بالعودة إلى رمز التاج على الأكواب سعة باينت، في خطوة قالت إنها "تحية لائقة" بالملكة. كما أطلقت استطلاعا بشأن السماح ببيع السلع بوحدات القياس الإمبريالي (النظام الإمبراطوري البريطاني) بعد أن كان الاتحاد الأوروبي قد أعطى الأولوية للقياس المتري. لا شعبية لهاري وميغن كان يُنظر إلى هاري، الكابتن السابق في الجيش البريطاني، وزوجته ميغن، الممثلة في التلفزيون الأميركي وهي من عرقين مختلفين، في مرحلة سابقة على أنه الوجه العصري للملكية بعد زواجهما في 2018. لكن بعد أقل من عامين تخليا عن الألقاب الملكية وانتقلا إلى الولايات المتحدة ووجها عددا من الانتقادات المسيئة. أسس هاري (37 عاما) وميغن (40 عاما) جمعية خيرية في كاليفورنيا لكنهما أغضبا محبي القصر بعد انسحابهما وكشفهما التالي عن تفاصيل متعلقة بالحياة الملكية في مقابلة تلفزيونية مدوية. وأظهر استطلاع حديث لمعهد يوغوف إن شعبيتهما لدى البريطانيين تراجعت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. فقد أبدى قرابة ثلثي المستطلعين (63 بالمئة) رأيا سلبيا بهما. ولدى وصول هاري وميغن، دوق ودوقة ساسكس كما يُطلق عليهما رسميا، علت هتافات من حشود تجمعت أمام كاتدرائية سانت بول، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وارتدى هاري (37 عاما) الكابتن السابق في الجيش البريطاني سترة عليها ميداليات عسكرية فيما ارتدت ميغن (40 عاما) فستانا أبيض اللون وقبعة متناسبة. وعلى وقع قرع الأجراس دخلا الكاتدرائية وجلسا بين الحضور ومن بينهم آخر خمس رؤساء حكومات في بريطانيا. وقد حضرا العرض الخميس بعيدا عن الأنظار من مبنى آخر بعد استبعادهما من المشاركة من شرفة القصر لأنهما ما عادا يتوليان أي مهام رسمية في الأسرة الملكية. الأمر لا يتعلق بهما وبشأن ميغن وهاري، قال الجراح روجر ناغي (51 عاما) الذي جاء من دنفر بولاية كولورادو الأميركية لحضور الاحتفالات "أعتقد أن عليهما البقاء في خلفية الصورة". أضاف "بإمكانهما فعل أي شيء بحياتهما لكن ربما يقولان أشياء. الأمر يتعلق بالملكة وليس بهما". وستكون الأنظار شاخصة لرصد أي مؤشرات توتر بينهما وبين وليام (39 عاما) الشقيق الأكبر لهاري وزوجته كيت (40 عاما). وكان هاري قد قال في تشرين الأول/أكتوبر 2019 إنه وشقيقه يسلكان "طريقين مختلفين". وشوهد الشقيقان علنا للمرة الأخيرة خلال إزاحة الستار عن تمثال لوالدتهما الراحلة الأميرة ديانا في تموز/يوليو 2021 وخلال جنازة جدهما الأمير فيليب زوج الملكة في نيسان/أبريل من نفس العام. وسيُجنب تغيب أندرو العائلة مزيدا من الجدل وسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء تسويته دعوى مدنية في الولايات المتحدة تتهمه بالاعتداء الجنسي. فقد أثارت مشاركته في مراسم جنازة والده الأمير فيليب في أواخر آذار/مارس، انتقادات واعتُبرت غير لائقة.
مشاركة :