للمرة الثالثة الشارقة تحتفي بأربعة أدباء مصريين في القاهرة

  • 6/4/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت العاصمة المصرية القاهرة أخيرا النسخة التاسعة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي تنظمه دائرة الثقافة بالشارقة محتفية بأربعة أدباء مصريين، هم الأديب المترجم محمد عناني والباحث والناقد يوسف نوفل والكاتب المسرحي سمير الفيل وصفاء عبدالمنعم الباحثة في الأدب الشعبي. ولم يمنع الانشغال بتدريس الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة الكاتب والمترجم محمد عناني (1936) أن يقدم للمدونة الأدبية العربية العديد من المؤلفات سواء المترجمة لكبار الكتاب المؤسسين أمثال شكسبير، كما ألف سبع مسرحيات وله ثلاثة دواوين شعرية وقصتان شعريتان، بينما يتابع الساحة الأدبية باستمرار بمقالاته النقدية الهامة. وتمكن ابن مدينة بورسعيد يوسف نوفل من أن يجمع بين الإبداع الشعرى والنقدي دون تكلف أو غلبة كتابة على الأخرى، حيث أسس مشروعه الأدبي على قدمي النقد والشعر، وجعل منهما متكاملين لا متنافرين، مستفيدا من ثقافته العالية ومن اشتغاله الدؤوب على الحفر المعرفي والجمالي. محمد عناني من أهم الوجوه الأدبية المصرية ورغم بداياته الشعرية إذ كتب الشعر منذ ستينات القرن العشرين، وتخصص في كتابة شعر العامية لقرابة الثلاثين عامًا، فقد اتجه سمير الفيل منذ مطلع الألفية الثالثة إلى كتابة السرد وخاصة القصة القصيرة التي تمكن من أن يؤسس له فيها بصمة خاصة. أما صفاء عبدالمنعم فقد تميزت بوصفها باحثة في الأدب الشعبي وقضاياه، ولكنها برعت في كتابة القصة القصيرة والرواية والكتابة للأطفال منذ ثمانينات القرن العشرين، لتقدم العشرات من الكتب في مختلف الأجناس الأدبية، وترسخ اسمها واحدة من أهم التجارب الأدبية في مصر بعيدا عن التصنيف الجنسي أو النسوي. وأقيم حفل التكريم بمقر المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة والأكاديمي هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة مندوبا عن وزيرة الثقافة المصرية ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة وراشد الشحي ممثلا عن سفارة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومثقفين وأدباء مصريين وأهالي المكرمين الأربعة. وأدار الحفل الشاعر المصري محمد المتيم، وهو من الشعراء الذين قدمهم بيت الشعر في الأقصر، مبرزا دور الشارقة في دعم الثقافة العربية إذ أصبحت مركزا ثقافيا لكل مبدع عربي. وقال عبدالله العويس “تتجدد البهجة والسعادة بتجدد اللقاءات الأخوية وتتعزز أواصر المحبة عندما تكتمل عناصرها التي يتوجها التواصل العربي والتعاون المشترك، وهذا ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية”. وأشار العويس إلى أن التعاون يمثل نموذجا لهذه المبادئ من خلال اجتماعات “ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي” في دورته التاسعة حيث يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية العربية التي أثرت الساحة الثقافية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتعددة. وأضاف “لقد حرص الملتقى على أن يتخذ من مصر مبتدأ لانطلاق فعالياته ومنها إلى كافة الدول العربية وبعد أن تنقل الملتقى بين أقطار الوطن العربي نعود اليوم للمرة الثالثة لتكريم كوكبة جديدة من أدباء مصر ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع حيث نجتمع في هذا الحفل لتكريم أربعة أدباء مصريين رائدين”. هذا التكريم يكتسب طابعا خاصا إذ يمثل تقليدا جديدا وأسلوبا غير مألوف في الاحتفاء بالمثقفين في بلدانهم وأعرب عن شكره للدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية ولأعضاء فريق العمل على تعاونهم المثمر لتنظيم الحفل الرفيع. وقال هشام عزمي “يسعدنا أن نستضيف ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، هذه الاحتفالية الثقافية المهمة”، متابعا “ويسعدنا ويشرفنا أن تستضيفها القاهرة”. وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر “يكتسب هذا التكريم طابعا خاصا والمبادرة التكريمية تقدم تقليدا جديدا وأسلوبا غير مألوف في الاحتفاء بالمثقفين وتقديرهم حيث يتم تكريمهم في بلدانهم وبين أهليهم وهذا الأمر يحمل معاني ودلالات عميقة، وما يزيد سعادتنا أن يكون ملتقى التكريم في هذه الدورة هو الثالث من نوعه للمبدعين المصريين، وهو ما يؤكد الدور الريادي الثقافي لمصر ومبدعيها من ناحية كما يؤكد على التقدير الكبير الذي يحمله ملتقى الشارقة للتكريم لهم ولمصر من ناحية أخرى”. وثمن المكرمون الأربعة دور الشارقة في إعادة الاعتبار للكتّاب العرب وأشاروا إلى أن تكريم المبدعين هو الحضن الدافئ لهم في صقيع الاغتراب وهو من حوافز الاستمرار في الكتابة. وصاحب حفل التكريم معرض من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة وكان من بينها مجلة الشارقة الثقافية ومجلة الرافد ومجلة القوافي، وحظي الحضور باقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوعت بين المحلي الإماراتي والعربي والعالمي. وفي ختام الحفل سلم عبدالله العويس ومحمد القصير المكرمين الأربعة شهادات تقدير الملتقى تثمينا لجهودهم الأدبية والفكرية في الساحة الثقافية العربية.

مشاركة :