شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، في معهد الشارقة للتراث، ورشة العمل الإقليمية حول حماية التراث في أوقات الأزمات بمشاركة أكثر من ثلاثين خبيراً دولياً ومن الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي التي تستمر فعاليتها إلى 17 ديسمبر/كانون الأول الحالي. وتناقش الورشة التي ينظمها المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي إيكروم - الشارقة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو - الشارقة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو عدداً من القضايا ذات الأهمية في سبل الحفاظ على التراث الثقافي في الوطن العربي، ومتابعة مبادرة الشارقة الرامية إلى وضع إطار سياسات تعاون بين الدول العربية في ما يخص حماية الآثار من التهريب والنهب والتدمير وتقييم ومراجعة السياسات الحالية المتبعة في المؤسسات المسؤولة عن إدارة وحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي ووضع خطة لحماية التراث على مستوى الدول العربية من أجل مواجهة التحديات الراهنة. وألقى الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لمنظمة إيكروم الشارقة، كلمة بمناسبة الافتتاح قال فيها، لقد مضى عام على افتتاح هذا الصرح الثقافي من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، ففي مثل هذا اليوم تجولتم في هذا المبنى لتشاهدوا في أروقته تنوعاً ثقافياً غنياً لعالم عربي كان مهداً لحضارات تعاقبت عليه عبر القرون، أثرت وتأثرت بثقافات إنسانية وعالمية.. وعلى امتداد العالم العربي من الشام إلى بغداد إلى مصر وليبيا وفلسطين تواجه الكنوز المعمارية والفنية والثقافية هجمة ثقافية لتراث إنساني يتم نهبه وتدميره بأشد أشكال الوحشية، بأيدي مسلحي التنظيمات المتطرفة لتشكل تهديداً وخرقاً لذاكرة الإنسانية. فحلب وتدمر ونمرود مثلاً، كانت مفخرة الثقافة في هذه المنطقة توجب علينا الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة. فتراثنا مهدد بالخطر ونواجه اليوم محاولات لمحو الهوية والذاكرة وجرائم حرب التاريخ الإنسانية. وأشار إلى أن مبادرة الشارقة شكلت لبنة أولى وإطاراً لسياسات لتتبعها الدول العربية الأعضاء لإجراءات أساسية في حماية التراث كأعمال التوثيق وإعداد خطط الاستعداد للمخاطر التي يواجهها التراث لتحسين استراتيجيات الحماية لدرء أي خسائر مستقبلية، مبيناً أن لإسهامات الجليلة لصاحب السمو حاكم الشارقة في مجال حفظ التراث العربي والثقافي عديدة، منها على سبيل المثال ترميم دار الوثائق والمجمع العلمي. وأوضح أنه لا بد من أن نهيئ الممتلكات الثقافية بشكل جدي لمثل هذه الأخطار، فكما تعلمون فإنه حالما يصبح الحدث ماضياً، وبعد أن يستعرض الإعلام الإجراءات التي سهي عن اتخاذها ينتهي الموضوع ويخمد اهتمامُنا بالتراث الثقافي، ففي حين تم تركيزنا على الحفظ والترميم في العلاج والتدخلات الترميمية نوجه اليوم أيضاً جل اهتمامنا إلى دراسة استراتيجيات الوقاية للمعروضات المتحفية والمواقع التاريخية والأثرية. وكان المركز الإقليمي لمنظمة إيكروم الشارقة أصدر بيان الشارقة ركز فيه على استراتيجيات التعاون وأهمية تفعيل القوانين الدولية والوطنية التي يجب أن تواكب واقع التراث في العالم العربي، حيث تم تبني ما احتواه البيان في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض في بداية العام الحالي بتركيز على أهمية التنسيق بين الدول وبناء فرق وطنية لحماية التراث قبل، وخلال، وبعد الأزمات. وفي كلمة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو أشارت إلى حرص المنظمة على المشاركة في الأنشطة الدولية والإقليمية كافة، المتعلقة بحفظ وحماية تراث الأمة العربية والإسلامية وشجعت الدول الأعضاء على تطوير تراثها الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، إيماناً بأهمية التراث ودوره في تعزيز الهوية الانتمائية الوطنية والقومية وأهمية المحافظة عليه وحمايته. حضر الورشة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، والدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث وممثلي المنظمات المعنية بحفظ التراث.(وام)
مشاركة :