يستحق اللاعب الدولي السابق حسين سلمان أن نطلق عليه وصف الفنان نظرا لما قدمه من قدرات وإمكانات فنية عالية ممزوجة بالمهارة الفردية التي جعلته يستمر لفترة طويلة في ملاعبنا مثل خلالها الكثير من الأندية بداية من ناديه الأم الشباب ثم الانتقال لمرحلة الاحتراف في ناديي العربي والوصل قبل أن يعود ليمثل أكبر الأندية البحرينية في البحرين المحرق والرفاع ثم الحد والأهلي قبل أن يحط برحاله مع نادي سترة الذي اختتم مشواره معه بمساهمته في صعود هذا النادي في هذا الموسم. حسين سلمان ربما يكون اللاعب البحريني الوحيد الذي نجح في تحقيق لقب الدوري مع 3 أندية ولأكثر من مرة، وبدأ مشواره مع الكرة في فئات نادي الشباب «جدحفص سابقا» وتتلمذ على يدي المدرب إبراهيم الوسطي الذي كان له الفضل الأكبر في مسيرته وتطوير قدراته وهو في سن مبكرة حتى أنه مثل الفريق الأول بالنادي وهو لم يتخطى سن السادسة عشرة بعدما استعان به الشباب وقيده في فئة الشباب من أجل الاستفادة من خدماته مع الفريق الأول. وساهم حسين سلمان في صعود الشباب لدوري الدرجة الممتازة مع أول مواسمه مع الفريق في موسم 2000، وربما الجماهير الشبابية تتذكره جيدا في تلك الفترة عندما ساهم مع بقية زملائه في كتابة تاريخ جديد لهذا النادي عندما حقق لقب كأس الملك «أغلى الكؤوس» موسم 2003/2004. وانطلق بعدها «الفنان» ليجوب الأندية المحلية والخارجية بداية من انتقاله للنادي العربي الإماراتي في رحلة احتراف بقيادة المدرب الوطني الأشهر سلمان شريدة الذي استعان به نظرا لمعرفته الكبيرة بقدراته، ولم يلبث سلمان أن انتقل لنادي الوصل الإماراتي في الموسم التالي بعقد امتد لثلاثة مواسم قضى منهم موسما واحدا معهم ليعود بعدها للكرة البحرينية من بوابة نادي الرفاع على شكل إعارة لمدة موسم ونظرا لتألقه في ذلك الموسم طلبه نادي المحرق في الموسم الذي يليه من نادي الوصل ليمثل ويرتدي حسين سلمان قميص «الذئاب». وفي موسم 2007/2008 عاد سلمان لناديه الشباب لمدة نصف موسم فقط ليعود ليمثل الرفاع في النصف الثاني من الموسم ويستمر في ارتداء القميص «السماوي» لمدة 5 مواسم كاملة، وانتقل بعدها لنادي الحد ليكتب تاريخ جديد ويساهم معه في تحقيق لقب طال انتظاره في هذا النادي وهو لقب الدوري، ومن ثم العودة لنادي الرفاع لمدة موسم ونصف انتقل بعدها ليرتدي القميص «الأصفر» مع النادي الأهلي ويساهم في إعادته من جديد لدوري ناصر بن حمد الممتاز بعد مواسم في الدرجة الثانية، وفي آخر مشواره عاد وارتدى قميص ناديه الأم الشباب لمدة نصف موسم قبل أن يحط برحاله في نادي سترة ويساهم في تتويج مسيرته الطويلة بتحقيق هدف الصعود معه. على صعيد آخر، فإن مسيرة حسين سلمان الدولية كانت حافلة ومثل من خلالها مختلف المنتخبات الوطنية بداية من منتخب الناشئين والذي وصل معه للملحق المؤهل لكأس العالم 1997، ومثل منتخبي الشباب والأولمبي، وكان ضمن المنتخب الذي ساهم في نهضة وتطور الكرة البحرينية بداية من عهد سيدكا، ولعل الجماهير البحرينية ما زالت تتذكر جيدا هدفه الأشهر في مرمى الانتر في المباراة الودية التي جمعت منتخبنا مع هذا النادي الإيطالي الشهير على ملعب ستاد البحرين الوطني. صفحة ناصعة بالبياض تركها النجم حسين سلمان مرصعة بالكثير بالإنجازات مع مختلف الأندية التي مثلها ولعل السمعة الطيبة التي تركها نابعة من الأخلاق الرفيعة التي يتحلى بها مع مختلف الأطراف، شكرا حسين سلمان على ما قدمته في حياتك الرياضية ونتمنى لك التوفيق في خطوتك القادمة.
مشاركة :