التميز والإبداع.. صنوان..

  • 6/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما وضعت رئاسة الحرمين هويتها وشعارها مطلع العام الهجري الحالي بعنوان «رؤية حضارية وآفاق مستقبلية.. للشباب تتويج.. وللمرأة تمكين، وللتقنية إبداع وللذكاء الاصطناعي تميز وإمتاع»، فإنه كان لزامًا عليها الالتزام بهذا الشعار نصًا وروحًا وتطبيقًا وتنفيذًا كون خدمة القاصدين وضيوف الرحمن لا تقبل إطلاقًا ولو لثانية أي خطأ أو تقصير وهو ما أثبتته الرئاسة طوال المواسم الماضية وكان آخرها موسم رمضان المليوني الذي انتهى بنجاح باهر.. وتنوعت مبادرات ومناسبات الرئاسة خلال الفترة الماضية واضعة في الاعتبار الشعار كنبراس لها نحو النجاح والتميز ووضع الخطط والإستراتيجيات وأساليب الحوكمة والتي تسهم في تقدم الرئاسة قدمًا نحو الإبداع والابتكار وتمكين الشباب والمرأة. وعندما صدرت الموافقة السامية لتنظيم الندوة العلمية الكبرى بعنوان «الفتوى في الحرمين» وأثارها على التيسير على القاصدين؛ بادرت الرئاسة بالاستعداد والتأهب المبكر لإظهار المناسبة بالشكل اللائق كونها تعقد لأول مرة في تاريخ الرئاسة داخل المسجد الحرام.. ولم يكن حتمًا تنظيم مناسبة يحضرها 300 من أصحاب السماحة وأعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين ووزراء ورؤساء جامعات ومنسوبي القطاعات المدعويين من مختلف الجهات؛ لحضور ندوة الفتوى في الحرمين وأثرها على التسيير على القاصدين؛ عملاً سهلاً على الإطلاق؛ لعدة اعتبارات منها بل ومن أهمها قدسية المكان الذي تنعقد فيه الندوة لأول مرة، الأمر الذي يتطلب فيه الحرص والتأني والترتيب عالي الجودة تنظيمًا وأداءً لخصوصية المكان حيث الكعبة المشرفة والحطيم وصحن الطواف والصفا والمروةً؛ فضلاً عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية والتي تتطلب ضمان الترتيب للموافقات لدخول المتطلبات اللوجستبة الهائلة إلى موقع المناسبة في التوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام؛ لتنظيم مناسبة كبيرة مثل ندوة الفتوى في الحرمين؛ وهي إجراءات مطلوبة وإلزامية ويحترمها الجميع.. وكون كاتب هذه السطور كان قريبًا من إدارة المناسبة من الوهلة الأولى وتابع مفاصل اللحظات منذ البداية الموفقة حتى النهاية المبهرة بشهادة جلّ المشاركين.. إلا أن الوصول لهذا الإنجاز والمخرجات لندوة تاريخية تطلب الكثير والكثير من التفكير النوعي الدقيق والجهد المضني اللوجستي والتنظيمي والتشغيلي والخدمي من رئاسة الحرمين لتنظيم مناسبة الحجم الكبير في مكان مقدس وزمان مضبوط تتخلله الصلوات المفروضة؛ ولا يمكن تجاوزها كون البداية محدودة ونهايتها أكثر تحديدًا باعتبارها مرتبطة بأذان صلاة الظهر ولا يمكن بأي حال من الأحوال التغيير والتبديل في ظل وجود عدة جلسات شارك فيها أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين تتطلب ضبطًا دقيقًا للوقت. لقد استثمرت رئاسة الحرمين في رأس المال البشري بشكل مكثف وتعظيم العوامل على صناعة العمل الإبداعي ومراحل اتخاذ القرار والتنفيذ ومواصلة التطوير والتنمية لمنظومة خدمات الحرمين إلى جانب وضع معايير عالية للجودة وتحقيق أعلى مستوى لتعزيز الخدمات الفنية والتقنية والتشغيليةً؛ فضلاً عن تعزيز أهمية التكامل والتنسيق والتوجيه في عدم إغفال جانب دون آخر، وضمان عمل مؤسسي محوكم متميز. وما شاهده الجميع من تنظيم رائع مبهر يضع مسؤولية أكبر على عاتق الرئاسة وحوكمة النتائج والدروس المستفادة منها وتعظيم الإيجابيات وتجاوز التحديات والسلبيات لتعزيز شعار الرئاسة.. *المستشار الإعلامي للرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي (غير متفرغ)

مشاركة :