استمر قتال الشوارع أمس في المنطقة الصناعية في مدينة سيفيرودونيتسك الكبيرة في شرق أوكرانيا، حيث أكدت كييف أن موسكو تلقي بكل ثقلها في المعركة بعد أكثر من 100 يوم من بدء النزاع. وتركز روسيا هجومها في منطقة دونباس على أمل السيطرة الكاملة عليها. وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" إن حرب استنزاف طويلة الأمد تدور هناك. وقال سيرجي جايداي حاكم منطقة لوجانسك إن "الوضع في المنطقة بأكملها صعب للغاية. يتركز القتال حاليا في سيفيرودونيتسك لأن الجيش الروسي ألقى بكل ثقله واحتياطياته" في هذه المعركة، وفق ما أورد في مقابلة نشرت على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الروس نجحوا في السيطرة على معظم المدينة. وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية صباح أمس أن العمليات جارية في المنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك، وأن القتال في الشوارع مستمر. من جهته، أكد الجيش الروسي أن وحدات عسكرية أوكرانية تنسحب من سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا. الهدف المعلن للقوات الروسية هو الاستيلاء على حوض دونباس المنجمي الذي سيطرت على أجزاء منه القوات الانفصالية الموالية لروسيا في 2014. ويعد الاستيلاء على مدينة سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترا من العاصمة الإدارية الإقليمية الأوكرانية كراماتورسك خطوة رئيسة لتحقيق تلك السيطرة. وكان عدد سكان سيفيرودونتسك قبل الحرب يناهز 100 ألف نسمة. وأكدت الرئاسة أن ستة أبراج سكنية على الأقل تضررت في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، وسقط أربعة قتلى وجرح واحد، في الهجمات الروسية في منطقة لوجانسك. وعلى غرار الرئيس الأوكراني، دعا حاكم المنطقة إلى تزويد الجنود بأسلحة ثقيلة لتجنب ما حدث في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف "جنوب شرق" التي تعرضت للدمار جراء القصف قبل أن يتم السيطرة عليها في 20 أيار (مايو) رغم المقاومة الطويلة في المنطقة الصناعية في المدينة. وبعد 100 يوم من الحرب، أعلنت روسيا أنها حققت بعض أهداف العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها في 24 شباط (فبراير) بهدف اجتثاث النازية من أوكرانيا وحماية سكانها الناطقين بالروسية. فضلا عن منطقة سيفيرودونتسك، استمر القتال أمس على جبهات أخرى. في منطقة خيرسون جنوب البلاد، غادر السكان قرية ترودوليوبيفكا، والقوات الروسية تواصل قصف مواقع الجيش الأوكراني، حسبما أكدت الرئاسة الأوكرانية محذرة من حدوث أزمة إنسانية في المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية. وفي الجنوب أيضا، أعلنت كييف أن صاروخ كروز روسيا أصاب شركة زراعية في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة مؤكدة أن "مستودعات تضررت". وبحسب المعلومات الأولية، خلف الهجوم ضحيتين، لكن الرئاسة لم تحدد ما إذا قتلا أو أصيبا. من جهته، قدم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أمس تحديثا لآخر العمليات. وأكد المتحدث أن قوات موسكو دمرت نقطة انتشار مرتزقة أجانب قرب داتشنو في أوديسا، ومركزي قيادة أوكرانيين وستة مستودعات ذخيرة قرب بلدات فيسيولو وباخموت "منطقة دونيتسك" وسبورنو وبودلسنو ولوسكوتوفكا "منطقة لوجانسك". كما ذكر الجيش الروسي أنه قصف بالصواريخ مركز تدريب مدفعي أوكراني قرب ستيتسكوفكا في منطقة سومي حيث قام مدربون أجانب بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع الهاوتزر إم-777. وفق موسكو، ضربت الطائرات والمدفعية الروسية تجمعات عديدة للقوات والمعدات الأوكرانية على مدار الأمس. وقالت أجهزة الإسعاف التابعة للسلطات الانفصالية في دونيتسك إن مدنيين قتلا بنيران أوكرانية على المناطق الانفصالية وأصيب ثمانية آخرون خلال آخر 24 ساعة. من جهته أعلن الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا، الهيئة الرسمية للمقاتلين المتطوعين الأجانب، أمس، مقتل أربعة مقاتلين أجانب متطوعين أحدهم فرنسي أثناء المعارك. ونشر الفيلق أسماء هولندي وأسترالي وألماني وفرنسي دون تحديد تاريخ وملابسات مقتلهم. منذ بدء الحرب، تضاعفت ثلاث مرات مساحة الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها الروس والتي تشمل شبه جزيرة القرم وأراضي في دونباس وجنوب أوكرانيا، وتسيطر روسيا الآن على نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وفق ما ذكر زيلينسكي. ولا يزال الوضع هشا للغاية في المناطق التي استعادتها أوكرانيا بعد تعرضها لدمار جراء القصف الروسي، كما هو الحال في هورينكا في ضواحي كييف "شمال غرب" حيث وزعت مساعدات إنسانية أمس الأول.
مشاركة :