الفريدي.. موهبة تصنع الإبداع وترسم الفارق في «النصر»

  • 12/16/2015
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

عاش فترة تألق وبطولات مع الهلال، كان موسيقارا كرويا، يعزف فنونه مع المستديرة، بروح الموهبة، وتوفر مقومات الابداع، ثم توقف في محطة نادي الاتحاد موقتا، لم يكن كما عرفه الرياضيون موسيقارا حقيقيا، يتعامل مع الكرة على أنها فنون من فنون الحياة والمتعة، لم يناسبه الوضع وتساعده الأجواء، فرحل من الساحل الغربي عائدا إلى العاصمة، ولكن هذه المرة ليس لفريقه السابق انما إلى النصر، المنافس التقليدي، وسرعان ما برز في صفوفه واصبح علامة بارزة في التشكيلة الصفراء، إذا غاب اتضح الخلل وبرز ضعف الفريق خصوصا وسط الميدان، وأن حضر ظهر معه «فارس نجد» بشخصية مختلفة، شخصية المتعة والابداع والقوة والتهام الخصوم بالاهداف والامواج المتلاطمة من الهجوم الكاسح والتمريرات الخطيرة. احمد الفريدي لم يكن مجرد رقم ضمن الارقام التي تحفل بها تشكيلة مدربي النصر بداية من الاوروغويانيين دانيال كارينيو وخورخي داسيفا وأخيرا الايطالي فابيو كانافارو، انما ورقة رابحة ورقم مؤثر، ولاعب يسطع معه الفريق ويحضر بصورة البطل وشخصية الطامح الى الانتصارات دائما، حضر في الوسط فاختلف الاداء ولمع العطاء، وأن تقدم واصبح مساندا للهجوم فاحت رائحة الخطورة وتصدعت دفاعات الخصوم، لم يحضر الهجوم الأصفر أمام الاتحاد وغاب عن التسجيل في هذه المباراة (باستثناء حسن الراهب)، كما فعل في المباريات الأخرى التي كان فيها محمد السهلاوي غير مؤثر، كما هو الحال لنايف هزازي والأخير سجل فقط أمام الفتح ثم غاب، فجاء حضور الفريدي مدهشا، لم تكن اطلالته الجديدة تقليدية وموسومة بعدم التأقلم وضعف الأداء بعد العودة وفقدان الحساسية على الكرة، كانت مدهشة لعشاق الكرة ومفرحة لانصار فريقه، وزادهم سعادة الحضور الجديدة والشخصية المختلفة ل»لأصفر العاصمي» خصوصا في آخر المباراة وبعدما استعان المدرب بالفريدي، و(يبدو أن القادم من ايطاليا وجد ضالته في هذا النجم) وبات يتمنى أن لا تعاوده الاصابة مرة أخرى لأنه غيّر صورة الفريق وحرك الوسط وشارك في التسجيل فقدم نصرا مختلفا شعاره الهجوم والابداع. النجوم الكبار تشعر بغيابهم، وتتطلع إلى حضورهم، وتلمس الفارق عندما يحضرون، أي لمسة او بصمة لا تكون عادية، ولكنها تسحر وتؤثر وترجح كفة فرقهم، وهكذا هو الفريدي بدليل أنه لم يشارك كثيرا مع النصر ولكنه اصبح رقما يختلف عن بقية الارقام في التشكيلة، وخلال فترة قصيرة، وهو القادم من خارج اسواره اصبحت الجماهير تتغنى وتفرح لحضوره، حتى تعلقت به واعتبرته واحدا من العباقرة الذين ارتقوا بالفريق الى الابداع، وبالتالي الوقوف بجوار ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وبقية الأجيال الأصفر المبدعة التي رسمت لوحات ابداع وبطولات عدة في مسيرة النصر، ولا غرابة أن يصبح الموهوب الفريدي مستقبلا النجم الاوحد في التشكيلة الصفراء عطفا على ابداعه ولمساته الساحرة وتميزه في كسب تعاطف الكثير من الجماهيره، وحضوره المؤثر وترجيحه كفة فريقه عندما يشارك، وهذا هو شعار النجوم الكبار الذين يرسمون ملامح التفوق، والسحر الكروي واقناع المدربين بالاعتماد عليهم، والغضب عندما يغيبون، لأن نسبة تفوق الفريق بوجودهم تكون كبيرة. وفي المرات السابقة غاب نجوم كٌثر في تشكيلة النصر وتؤكد الجماهير الصفراء أن هناك من يسد الخانة ويعوض غيابهم، الا الفريدي فقد كانت تتغنى به وهو يغيب قسرا بسبب الاصابة وكانت تترقب اطلالته حتى احتفلت بها أمام الاتحاد، وبالفعل لم يخيب ظنها ولاغرابة أن يصبح النجم الأول لديها (حتى لو كان يلعب للنادي المنافس في فترات سابقة)، وهذا دليل على وعيهم واحترامهم للمبدعين الذين يعد الفريدي واحدا منهم عطفا على موهبته وتميز ادائه باللمسات السحرية والتمريرات المتقنة والموهبة التي لا تصدأ، والحضور الذي كل ما تجلى فرحت جماهير «فارس نجد».

مشاركة :