في الوقت الذي استؤنفت فيه المشاورات بين الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين في العاصمة الأردنية عمّان بشأن فتح معابر محافظة تعز وبقية المناطق، حذرت الشرعية من «ألاعيب حوثية تهدد بنسف الجهود الأممية» ومن «نوايا مسبقة للتهرب من التزامات الهدنة». وتحدثت مصادر مطلعة عن بدء جولة مشاورات ثانية تحت رعاية الأمم المتحدة في الأردن، الأحد، بين وفدي الحكومة اليمنية، وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن فتح معابر تعز وبقية المحافظات. وحذر عبد الكريم شيبان، رئيس فريق التفاوض الحكومي لفتح طرقات تعز، بأن «أي محاولة حوثية لفرض رؤية أحادية تعدّ إخلالاً بجوهر عملية النقاش الجارية، وتنسف الجهود الأممية في حلحلة هذا الملف الإنساني، وتكشف بجلاء عن نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها الهدنة». وأضاف شيبان، في بيان وزعه أمس: «فوجئنا بحديث وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي حول الذهاب في إجراء أحادي لفتح طريق ترابي مجهول، في محاولة مكشوفة لإحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية». وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أعلن الخميس الماضي تمديد هدنة الشهرين بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية لشهرين إضافيين، بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق، بسبب إصرار ممثلي الحوثي على فتح طرق ثانوية؛ وهو الأمر الذي رفضه الوفد الحكومي الذي أصر على فتح الطرق الرئيسية والمعروفة وفقاً لالتزامات الهدنة. وبحسب مسؤول يمني تحدث لـ«الشرق الأوسط»؛ فإن الحوثيين «لا يظهرون أي استعداد نحو تنفيذ التزاماتهم حتى الآن». وأضاف؛ مشترطاً عدم ذكر اسمه: «إن الملف إنساني برمته، فيما يواصل الحوثيون عرقلة فتح المعابر عبر اقتراحات واهية والاستفادة من الوقت. الحكومة لن تنتظر طويلاً، ونتوقع موقفاً واضحاً من المبعوث الأممي لليمن». ودعا عبد الكريم شيبان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى الإسراع في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية في التصدي لما وصفها بـ«الألاعيب» المفضوحة، وإلى الضغط على هذه الجماعة لوقف هذه المهازل واحترام النقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة. كما دعا المجتمع الدولي إلى «إدانة الحصار الوحشي الذي تفرضه الميليشيات على محافظة تعز منذ 7 سنوات، وممارسة ضغوط جادة على هذه الميليشيات لاحترام الاتفاقات والتفاهمات، والكف عن التعامل مع القضايا الإنسانية بهذه الطريقة الشائنة، وسرعة الالتزام ببنود الهدنة الأممية التي تقضي بفتح الطرق الرئيسية، وتسهيل حركة تنقل المدنيين والبضائع، باعتباره حقاً إنسانياً مكفولاً في جميع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية». وشدد شيبان على أن الفريق التفاوضي «مستمر في البحث عن كل الفرص الممكنة لفك الحصار الظالم عن مدينة تعز، ويتفاعل بكل إيجابية من أجل وضع العالم كله أمام حقيقة الحصار وحقيقة من يقوم به ويعرقل تنفيذه بكل الوسائل». ولفت رئيس الفريق الحكومي إلى أن الحوثيين «يماطلون في إجراء المشاورات، رغم تمديد الهدنة وتنفيذ الحكومة التزاماتها بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، ولم يفوا بالتزاماتهم بفتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وتوريد المبالغ المحصلة من ميناء الحديدة للبنك المركزي لسداد رواتب الموظفين في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم».
مشاركة :